النازحون على الحدود السورية العراقية يحفرون حفراً لإيواء عائلاتهم بانتظار العبور إلى الحسكة
نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل
لا يزال آلاف النازحين عالقين وسط الصحراء على الحدود السورية العراقية، بعضهم سوريون فرّوا من بطش تنظيم داعش في مناطق دير الزور والرقة الخاضعة لسيطرته، وآخرون عراقيون أجبرتهم ظروف الحرب في مدينة الموصل وما حولها على مغادرتها.
وفود جديدة تصل هناك كل يوم هاربة من لظى المعارك، دون أن تجد سقفاً يحميها ولا خيمة تؤويها، فما كان منها إلا أن حفرت حفراً في الأرض لإيواء النساء والأطفال بما تيسر من ثياب وأغطية، بانتظار دخول مخيم الهول بريف الحسكة، الذي تمنع الوحدات الكردية دخول أي أحد إليه دون وجود كفيل كردي، حسب ما قال الناشط الإعلامي “عبد الله الأحمد”، والذي أشار في حديثه مع راديو الكل إلى أن الأوضاع المعيشية والخدمات داخل المخيم ليست أحسن حالاً، وسط غياب تام لأي منظمات إغاثية أو إنسانية، لافتاً إلى سوء تعامل عناصر الوحدات مع النازحين داخل المخيم.
مخيم الهول، أو “السجن الكبير” كما وصفه “الأحمد”، يفتقد لأبسط مقومات الحياة الإنسانية الكريمة، فضلاً عن مخاوف من تفشي الأمراض الوبائية بسبب نقص الغذاء والدواء، فيما لم تلق مناشدات الناشطين للأمم المتحدة والجهات المعنية آذاناً صاغية، وليقتصر تقديم الإغاثة على جهود محلية فردية لا يمكن لها سد حاجات جميع النازحين.
من جهته، أشار الناشط الحقوقي “مضر الأسعد” إلى أن الوحدات الكردية منعت مئات العوائل السورية النازحة من ريفي دير الزور والشدادي الدخول إلى الحسكة، رغم أن لمعظمهم أقارب ومنازل داخل المدينة، فيما فرضت على من يريد الدخول أتاوات وصلت لما يقارب الـ2000 دولار.
يشار إلى أن مخيم الهول المفتقر لجميع مقومات الحياة، أنشئ أوائل عام 1991 من قبل المفوضية العليا للاجئين بهدف توفير ملاذ آمن لآلاف اللاجئين العراقيين إبان حرب الخليج، ليعاد افتتاح المخيم لاحقاً لاستيعاب المزيد منهم وسواهم من النازحين السوريين.