حياة 2800 نازح في مخيم “صلاح الدين” بريف إدلب ضمن دائرة الخطر جراء البرد
نيفين الدالاتي- فؤاد بصبوص/ خاص راديو الكل
إنها ليست قصة الأديب الدنماركي وبطلتها بائعة الكبريت، التي أنهك التعب والبرد أناملها الصغيرة وهي تحمل أعواد الثقاب، إنما نازح صغير، تفضح ملامحه صلابة وقسوة أكبر من سنيّ عمره القليلة، وهو يقطع الحطب بحثاً عن بعض الدفء.
هنا في مخيم صلاح الدين بريف إدلب الشمالي، يعيش نحو 2800 شخصاً، معظمهم من مناطق التركمان وجبل الأكراد بريف اللاقية، يشتركون بحجم المعاناة ونقص الخدمات، فلا ماء ولا دواء ولا حتى طعام، باستثناء بعض الدعم المقدّم من المنظمات الإغاثية، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، أما الخيام فقد بلغت مستوى عالياً من السوء، على نحو لا يمكن لها الصمود أمام الأمطار والثلوج والرياح، فضلاً عن غياب المحروقات ووسائل التدفئة.
الأمطار التي يفترض أن تجلب الخير والسعادة، باتت تؤرّق النازحين، إذ أنه وبمجرد هطولها يتحول المخيم إلى مستنقع طيني، وتختفي ملامح الطرقات مع المياه التي تحولها إلى مزالق من طين وساحات من وحول، فيما يحذّر القائمون على المخيم من أن حياة النازحين وأبنائهم ستكون في دائرة الخطر بسبب البرد والصقيع، مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، حسب ما قال مدير المخيم “صلاح الدين أحمد عبدو صادق”.
وأشار في حديثه مع راديو الكل، إلى أنه تقدّم بعدة طلبات إلى منظمتي “بنفسج” و”مرام” لتأمين خيام بدل المهترئة، منوهاً إلى دعم منظمة “الأكتيف” للمخيم ببعض المحروقات وصهاريج المياه.
هنا وبين الحصار والحرب يحلّ شتاء خامس حاملاً في جعبته المزيد من المآسي للنازحين في خيام لا تكفي لمواجهة البرد حين يزحف إلى أجساد أطفالهم، الذين لو علم الكاتب “فيكتور هوغو” بمعاناتهم لعرف أن ما كتبه ليس البؤساء.