مزارعو ريف حماه يلجؤون لوسيلة نقل قديمة خوفاً من مصادرة “شاحناتهم” من حواجز النظام:
راديو الكل – أحمد زكريا
دفعت الانتهاكات المرتكبة بحق الأهالي ، من قبل حواجز قوات النظام ، والمنتشرة على الطرقات وبالقرب من مداخل مدينة حماة وسط البلاد، دفعت بالمزارعين العودة إلى استخدام ما يسمى في العامية “الطرطيرات(عربات نقل صغيرة ثلاثية العجلات تعمل بمحرك) في نقل مزروعاتهم ، من مناطقهم في أرياف حماة المحررة ، باتجاه أسواق المدينة ، بعد أن كانوا يقومون بنقلها عبر حافلات كبيرة ، أو ما يطلق عليها اسم “الشاحنات” ، وفق ما تحدثت به مصادر محلية.
وعزا المزارعون أسباب ذلك ، إلى تسلط عناصر النظام على آلياتهم ومصادرتها في كثير من الأحيان ، إضافة لاعتقال صاحب تلك الآلية ، لافتين في الوقت ذاته ، إلى أن قوات النظام تستخدم تلك الحافلات في حملتها العسكرية التي تشنها على العديد من المناطق المحررة:
وباتت قوات النظام والميليشيا التابعة له ، تترصد مرور سيارات من أنواع “كيا ومازدا وتويوتا وهونداي ” ، على الطرق المؤدية إلى مدينة حماة ، ما جعل المزارعون يتحاشون نقل مزروعاتهم خوفاً من عمليات المصادرة والاعتقال ، على حد تعبيرهم:
ويعاني القطاع الزراعي ، في مناطق الريف الحموي ، من صعوبات وتحديات / تتمثل بالاستهداف الممنهج للأراضي الزراعية ، وتعمد قوات النظام ، حرق المحاصيل ، لمنع الأهالي من الاستفادة منها.
ولم يقتصر تردي الأوضاع على واقع الزراعة والمزارعين ، بل امتد ليطال الثروة الحيوانية ، حسب ما تحدث به أحد المزارعين ، والذي أشار إلى نفوق الكثير من الدواجن والمواشي ، بسبب القصف المتكرر من قبل طيران ومدفعية النظام.
الجدير ذكره ، أن عودة الفلاحين ، إلى أدوات ووسائل النقل البدائية والقديمة في العمل الزراعي ، أثرّ بشكل كبير جداً على انتاج المزارع، ما دفع بالكثيرين لإهمال العمل في هذا المجال ، كون الانتاج أصبح أقل من التكلفة ، وسط مناشدات لدعم الفلاحين ، والمحافظة على الأمن الغذائي الضروري لحاجة المدنيين.