الإعلام البديل بعد 6 أعوام من الثورة

مي الحمصي – راديو الكل

من منصات التواصل الاجتماعي، بدأت مسيرة الإعلام الثوري، في وقت وجد الشباب الثائر نفسه مجبرًا على استخدام الهواتف المحمولة لتوثيق المظاهرات السلمية المناوئة لنظام الحكم في سوريا، وممارسات رجال الأمن في ذلك الوقت، لاسيما في ظل نقص الكوادر الإعلامية المتخصصة.

وبما أننا نتحدث عن دولة تجذرت فيها الأجهزة الأمنية حتى العمق، وباتت الكلمة المنطوقة بأي لغة كانت وفق مزاج السلطة الحاكمة، في بلد لا يعدو الإعلام فيه كونه طبالاً لرأس السلطة، تاركًا مكانه الرابع فيها.

في مثل هذه الظروف، وجد الثوار أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما إيصال صورة الحقيقة على الأرض إلى القنوات الفضائية باسم شاهد عيان، أو الصمت للأبد، لذا اختاروا الدرب الأول، ومع تطور الأحداث الميدانية في سوريا وبروز الشق المسلح في الثورة، تطورت صفة شاهد العيان لتصبح ناشطًا إعلاميًا، وهنا بدأت المنظمات وبعض القنوات تُرسل صحفيين بالسر إلى سوريا، لنقل ما يجري، وتدريب الشباب على أسلوب كتابة الخبر والمقال الصحفي والتصوير الفوتوغرافي، وغير ذلك من أساليب العمل الصحفي، وفي هذه المرحلة ومع تطور الأحداث بدأ العمل يغدو أكثر احترافاً، ليصبح لدينا ما بات يعرف بالمواطن الصحفي، الذي كان له دور بارز ومهم في تأسيس الإعلام الثوري، أو ما بات يعرف بالإعلام البديل، فانطلقت عدد من الصحف والمجلات والإذاعات السورية والقنوات التلفزيونية المعارضة.

وفي هذا السياق، يستذكر عدد من المواطنين الصحفيين عملهم بداية الثورة، فيعتبر المواطن الصحفي “صهيب الحسكاوي” أنه استطاع بإمكانياته البسيطة إلقاء الضوء على ما يجري في مدينته الحسكة.

إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، كان الدافع الأساسي لعمل مدير مكتب وكالة قاسيون في ريف دمشق “مازن الشامي” في مجال الإعلام، حاملاً على عاتقه مهمة نقل ما يجري على الأرض للعالم.

وتعهد مراسل مركز حماة الإعلامي “أبو محمد الحموي”، بمتابعة العمل الإعلامي لنقل صورة ما يجري من أحداث على الأرض.

نقل آلام الشعب لوسائل الاعلام العربية، كانت المهمة التي أخذها الناشط الإعلامي “خالد رعد”، الذي أشار إلى أنهم جزء من الأحداث الجارية على الأرض.

الصبر والثبات الصمود والتعاون، هي أبرز ما علمته الثورة للناشط الإعلامي “أبو سعيد الجولاني”.

العمل بطاقة كلية، هي مهمة الإعلامي في زمن الثورة، وفق مراسل مركز حمص الإعلامي ” حسين أبو محمد”، أن التهجير القسري هو أصعب المواقف التي عاشها.

لم يخف الناشط الإعلامي “عبد الكريم خشفة” الغصة التي يشعر بها عند نقل أخبار التهجير القسري على مرأى العالم الصامت عن ممارسات الأسد.

وشكر الناشط الإعلامي “تيسير القصيراوي” راديو الكل، على وجه التحديد، كونه ساعد بإيصال نداءات الاستغاثة التي أطلقها الناشطون من مخيمات عرسال.

وكان للمرأة دور واضح في الإعلام، فشاركت في التصوير وكتابة المقالات ونقل أخبار ما يجري على الأرض، وفي هذا الصدد أوضحت الناشطة الإعلامية “ورد مارديني”، أنها ركزت في عملها بظل الحصار على المواضيع المتعلقة بالمرأة والطفل.

من جهته، لفت رئيس تحرير جريدة صدى الشام الصحفي “عبسي سميسم”، إلى أن المشروع الإعلامي يحتاج رؤية واضحة للجمهور المستهدف، الذي بات الجهة الداعمة للمشروع عند بعض مديري المشاريع، ما أثر على الإعلام البديل.

وأضاف “سميسم” لراديو الكل أن الإعلام البديل يحتاج المزيد من التعاون والتنسيق بين وسائله المختلفة، لاسيما بما يخص التركيز على نقاط معينة من الحدث السوري لتحويله لرأي عام.

يُذكر أن سوريا تعتبر من أكثر البلدان العربية خطراً بالنسبة للعمل الصحفي، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن منظمة مراسلون بلا حدود خلال العام الفائت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى