أطباء الداخل السوري بين الاستهداف الممنهج والوفاء للمهنة

مي الحمصي – راديو الكل

وفاءً لقسمهم الطبي ولمهنتهم الإنسانية، بقي العديد من الأطباء السوريين داخل البلاد، ليواجهوا الكثير من المخاطر، شأنهم شأن المدنيين في المناطق المحررة، حيث قضى منذ يومين طبيب في مدينة “اللطامنة” بريف حماة، أثناء تأديته لواجبه المهني، وذلك بسبب استنشاقه لغاز الكلور السام، الذي ألقاه الطيران الحربي داخل براميل على المنطقة.

وهو ليس الطبيب الوحيد الذي قُتل في سوريا، ففي مطلع الشهر الحالي، لقي طبيب من درعا مصرعه في أحد المنازل الذي قصفه الطيران الحربي، ليلحق بركب زوجته وأطفاله السبعة، الذين قضوا بالقصف منذ سنتين، وهو ما يؤكد أنَّ العمل الطبي في سوريا بات من خطورته، “كالمشي في حقل ألغام”، خاصة وأنَّ النظام عمد إلى استهداف المشافي والمنشآت الطبية، وملاحقة الأطباء والكوادر الطبية، وزجّهم في معتقلاته لأجل غير مسمى.

وفي هذا السياق، التقى راديو الكل بعدد من الأطباء في الداخل السوري، تحدثوا عن التحديات التي تواجههم في معرض عملهم الطبي، فاعتبر الطبيب “نضال عزرون” وهو أحد الكوادر العاملة في ريف حمص الشمالي، أنَّ الاستهداف المُمنهج للنقاط الطبية من قبل الطيران الحربي، من أبرز الصعوبات التي تواجه العمل الطبي في الداخل، مؤكدًا أنَّ طبيعة مهنته الإنسانية من جعلته يصمد رغم كل الظروف.

بدوره، رأى طبيب الأسنان “مهند قبطور”، المُتواجد في ريف حلب الشمالي، أنَّ النُزوح المتكرر للمرضى والأطباء من أبرز التحديات، ويضاف لها الوضع الأمني المتردي في الداخل.

والجدير بالذكر أنَّ وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، أكّدت استهداف نظام الأسد لـ 57% من المشافي الميدانية والمراكز الطبية في المناطق المحررة خلال سنوات الثورة، ما أدى إلى خروج عدد منها عن العمل كليًا.

من جهتها، أصدرت دورية “لانست” الطبية دراسة بمناسبة الذكرى السادسة للثورة السورية، قدرت فيها عدد القتلى من العاملين في المجال الطبي بـ 814 منذ بداية الثورة، مشيرةً إلى أنَّ الرقم قد يكون “تقليل فادح” بسبب صعوبة جمع الأدلة واثباتها حسب تقريرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى