مصادر طبية لراديو الكل ترجّح استخدام النظام غاز السارين السام في مجزرة خان شيخون

نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل

قالت مصادر طبية لراديو الكل، إن الهجوم الكيميائي الذي استهدف به طيران النظام الحربي مدينة خان شيخون في ريف إدلب؛ تسبّب بمقتل ما لا يقل عن 100 شخص وإصابة أكثر من 300 بحالات اختناق، مشيرة إلى صعوبة تحديد الحصيلة بدقة، بسبب توزع الضحايا على مستشفيات عدة في المحافظة.

وقال أخصائي الأمراض الداخلية الدكتور “أحمد الأسعد”، الذي أجرى الإسعافات الأولية لضحايا الهجوم الكيميائي في مستشفى سراقب؛ إن الغاز المستخدم هو غاز السارين، استناداً إلى الأعراض التي ظهرت على المصابين، وهي تقلّص في حدقة العين، وصعوبة في التنفس، وسيلان في الأنف، مع تعرق شديد وتقيؤ وغيبوبة، فضلاً عن اختلاجات عضلية تفقد المصاب القدرة على التحكم بعضلاته وردود فعل جسده، منوهاً بأن غاز السارين يشبه مجموعة من مضادات الحشرات المعروفة بالعضوية الفوسفاتية بالنظر إلى سمّيته.

ويتفق مع “الأسعد” الدكتور “محمد رشيد الخلف” أخصائي الأمراض القلبية، الذي رجّح في حديث سابق مع راديو الكل، أن يكون الغاز المستخدم هو غاز السارين السام، محذراً  بأن الغاز قد يترك آثاره المدمرة على الجهاز العصبي لفترة طويلة.

وأشار “الأسعد” إلى الإجراءات الإسعافية التي تم اتخاذها، وهي نزع ملابس الأفراد المصابين، وإعطائهم الأوكسجين وبعض الأدوية المضادة للتشنج والتسمم، لافتاً إلى افتقار جميع مستشفيات المناطق المحررة إلى مقومات التعامل مع هذه الإصابات، وفي مقدمتها أجهزة التنفس الاصطناعي “منفسة”.

وأكّد “الأسعد” نقلاً عن أحد المسعفين؛ إدخال جميع الحالات الحرجة التي تستدعي رعاية طبية خاصة إلى المستشفيات التركية، بعد انتظار قارب أربع ساعات، بسبب إغلاق الجانب التركي معبر باب الهوى “لأسباب أمنية”حسب ما أعلنت مصادر تركية.

وعن إجراءات السلامة الواجب اتباعها حال الاشتباه باستخدام السارين؛ أفاد “الأسعد” بضرورة فضّ التجمعات والابتعاد عن المنطقة التي تم إطلاق الغاز فيها، والتوجه إلى أعلى مكان ممكن، كون السارين أثقل من الهواء وسوف يستقر في المناطق المنخفضة، لافتاً إلى أن معظم هذه الإجراءات تبقى نظرية وصعبة التطبيق على أرض الواقع، إذ أنه لابدّ من التوجه إلى نقطة لا يقل ارتفاعها عن 15 متراً، أي بمعدل خمس طوابق سكنية، وهو ما تفتقده معظم مدن وبلدات ريف إدلب الشمالي.

وأثنى”الأسعد” في ختام حديثه مع راديو الكل؛ على جهود مديرية صحة إدلب الحرة في تأمين الأدوية اللازمة للتعامل مع ضحايا الغازات السامة، إضافة إلى الأقنعة والبزّات الواقية من السلاح الكيماوي.

يشار إلى أن الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون في ريف إدلب يوم أمس الثلاثاء، يعد الأكثر دموية من نوعه، منذ استهداف النظام بغاز السارين الغوطة الشرقية يوم 21 من آب/أغسطس 2013، والذي أدى إلى مقتل زهاء 1400 شخص أغلبهم من النساء والأطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى