شهادات حيّة لناجين من مجزرة الكيماوي في “خان شيخون”

أحمد زكريا – راديو الكل

لم يكن يوم الرابع من نيسان ، يوماً عادياً بالنسبة لأهالي مدينة خان شيخون بريف إدلب ، لتشهد المدينة في ذاك اليوم ، جريمة من جرائم نظام الأسد المستمرة، واستهدافاً جديداً من قبل طيرانه الحربي ، بغازات كيميائية سامة ، طالت  سكان المدينة ، وهم نيام ، ليرتقي أكثر من 80 شخص ، قضوا جراء تلك الهجمة ، إضافة لأكثر من 500 مصاب بحالات اختناق.

كانت جميع المشافي الميدانية والنقاط الطبية في محافظة إدلب ، تعج بالضحايا والمصابين ، لتقف الكوادر الطبية ، عاجزة أمام هول الصدمة ، وأمام عدم تقديم أي شيء لمختلف الاصابات ، سوى بعض الاجراءات الإسعافية  الأولية ، بسبب النقص الكبير الحاصل في المعدات ، وفقدان كثير من الأدوية العلاجية ، الأمر الذي رجحّ من ارتفاع أعداد الضحايا.

تعمد طيران النظام الحربي ، استهداف مدينة جسر الشغور بالغازات السامة ، مع  ساعات الصباح الأولى ، في سياسة ممنهجة لقتل أكبر عدد من النساء والأطفال والرجال ، لتنتشر جثث الضحايا والمصابين في شوارع المدينة المنكوبة، حسب ما روى أحد الناجين من تلك المجزرة لراديو الكل ، والذي شارك في عمليات الإسعاف عند استهداف المدينة.

ناجٍ آخر من تلك المجزرة ،  تحدث عن اللحظات التي عاشها ، ساعة استهداف المدينة بالغازات السامة ، وكيف تعرض للإغماء ، حينما كان يحاول نقل المصابين إلى المشافي الميدانية القريبة.

من داخل  إحدى النقاط الطبية ، ووسط أصوات شهقات المصابين بالغاز السام ، يجلس  أحد الأشخاص المصابين ، لينقل هول الصدمة التي مرّ بها ، وحجم مصابه الجلل ، الذي تعرض له ، والذي تمثل بفقدانه لستة من أولاده، وفقاً لروايته  ، جراء الهجمة الشرسة التي شنتها طائرات النظام الحربية، والتي لم ترحم لا البشر ولا الحجر.

عائلات بأكملها لفظت أنفاسها ، وأخرى غابت عن الوعي لبضعة ساعات ، وأخرى  تحسبها في حالة هذيان وماهم بذلك ، إلا أن  انتشار الغاز السام كان أسرع ، وكان  سيد الموقف بين الجميع، وفق ما رواه أحد الناجين من أهالي المدينة ، والذي وجد نفسه فجأة  ملقى هو وعائلته في أحد المشافي الميدانية.

ولم يكن حال النازحين إلى مدينة خان شيخون ، بأفضل من سكانها الأصليين ، ليكون أهالي  مدينة اللطامنة ، والذين وجدوا في خان شيخون ملاذاً أمنا لهم ، على موعد مع  ألة القتل بغازات أسدية سامة ، طالت أجسادهم ، وعششت في داخلها ، ليجدوا أنفسهم مستلقين على أسرة  المشافي ، يعانون من الاختناق والتسمم ، وفقا لرواية أحد الناجين.

إذا تتكرر المأساة بفصولها المتعددة والمتشابهة ، وتتكرر معها تجاوزات رأس النظام بشار الأسد  لكافة الخطوط الحمراء ، على الرغم من مضي نحو أربع سنوات على المجزرة التي ارتكبها في الغوطة الشرقية ، جراء استهدافها  بذات الغازات السامة، ويبقى الصمت الدولي حاضراً ، ويبقى لسان حال السوريين “يا لله مالنا غيرك يا لله”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى