محلل سياسي لراديو الكل: هناك تحالفات دولية قوية وروسيا في مأزق وعزلة حقيقية

راديو الكل

نقطة تحول مفصلية في سياق الحرب السورية انتجها القصف الكيميائي على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وهو ما أدى إلى تغير في الموقف الأمريكي والغربي تجاه الأسد.

هذا التغير رافقه تصعيد في اللهجة الامريكية سيما تجاه روسيا الحليف الأبرز للنظام، وهو ما تمثل في التصريحات الأمريكية والغربية التي دعت موسكو للتخلي عن الأسد، وأخر هذه التصريحات كانت لمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض “”إتش.آر ماكماستر”، الذي قال إنه حان الوقت لإجراء محادثات حازمة مع روسيا بشأن دعمها الأسد.

وفي هذا الصدد ، قال المحلل السياسي ومدير مركز رؤى للدراسات الاستراتيجية،”مصطفى هاني ادريس”: “إنه وبكل تأكيد، هناك مباشرة  للأزمة السورية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومن قبل الدول الاوروبية، وهناك ضغوط على روسيا بشكل أو بآخر”.

وأشار “إدريس” لراديو الكل، إلى أن اجتماعات مجلس الامن الأخيرة والمشادات التي حدثت في المجلس، والتغييرات الأخيرة ما بعد مجزرة خان شيخون، واتفاق المناطق الاربع، كلها أحداث تشير إلى المباشرة بشكل أو آخر للأزمة السورية”.

وأضاف أن الضغوط التي مارستها أمريكا مابعد خان شيخون ، وتوجيه ضربة عسكرية ولو كانت مصغرة، تشير إلى أن هناك  جدية في إنهاء الأزمة السورية ، لافتاً أن السؤال الأهم حول  إنهاء تلك الأزمة،  كيف ستتم ، وتحت أي ظرف، أوتحت أي بند؟  ومن هم البدلاء؟ .

ونوّه “إدريس” إلى أن كل الأطراف تريد إدارة الازمة بالدرجة الأولى والحرب عل الإرهاب قبل انهاء الأزمة، مؤكداً أن بشار الأسد أصبح بالنسبة لهم شخص ارهابي منبوذ.

واعتبر أن الفترة الحالية،  هي فترة ممارسة ضغوط بالدرجة الأولى ، وأغلب التحركات هي تحركات إعلامية فقط ، وليس  هناك أي تحرك جاد على الأرض ، كعمليات عسكرية أو وقف مباشر للأسد.

وتحدث المحلل السياسي ، عن الضغوط الممارسة على روسيا من إيران، و من نظام بشار الأسد ، مبيناً أنها لا تستطيع السيطرة على الميليشيات الايرانية الموجودة على الارض السورية ، ولا  تستطيع السيطرة على التوسع الايراني الذي وجد على الارض ، ما يشكل ضغوطاً كبيرة، وأزمة كبيرة على روسيا.

وعبّر “ادريس” عن إعتقاده التام ، بأن مفاوضات أستانة محكوم عليها بالفشل قبل بدأها ، وأضاف ، أن تلك المفاوضات ومنذ بدايتها ، وحتى اليوم ، لم تأت بشيء لصالح جميع الأطراف ، بل هي مجرد مراوغات وكسب مزيد من الوقت، لتحقيق مكاسب على الارض ، بغض النظر لصالح من تلك المكاسب، وفق قوله.

وأشار إلى أن هناك تحالفات قوية اليوم ، ما بين أمريكا،  وبريطانيا، والاتحاد الاوروبي، وحلف الناتو، ودول الخليج ، وكل هذا جعل روسيا في مأزق وعزلة حقيقية،  مبينّاً أن كل تلك الضغوط، ستفضي بالنهاية الى انهاء هذه الازمة ، مشددّاً في الوقت ذاته، على أنه لا يمكن لأحد ،التكهن بشكل الحل النهائي.

وختم “إدريس” بالإشارة ، إلى أن ما يمكن أن يقلب الطاولة بامتياز ، هو تحرك جاد من قبل قوى عسكرية تتبع للجيش السوري الحر، ولا تتبع لأجندات خارجية،  الأمر الذي  من الممكن أن يعيد للسوريين المؤيدين للثورة السورية ،  كلمتهم على الأرض، وفي الساحة الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى