في ذكرى الجلاء .. النظام يعطي إيران أراضي السوريين بعد أن هجر نصف عدد السكان

فؤاد عزام

يتوقف السوريون في مختلف أماكن تواجدهم  وانتشارهم الجغرافي , عند ذكرى الجلاء هذا العام يتلمسون معانيه ودلالاته , بعد أن تم تهجير وإجلاء مايزيد على نصف الشعب السوري بين نازح ولاجئ عدا القتلى والجرحى والمعتقلين والدمار الذي ألحقه النظام وداعموه بالبلاد

لقد فقد السوريون أي معنى من معاني الجلاء ليس خلال السنوات الست الماضية , بل منذ أن رهن النظام إرادتهم ومستقبل البلاد لمشاريع الخارج واستقوى على الشعب بالظلم والقتل ونهب البلاد وجعلها ترزح تحت نير أكثر من احتلال , بحيث بات الإيرانيون في سوريا مواطنون من الدرجة الأولى والروس من الدرجة العليا .

النظام ومن أجل بقائه في الحكم عمل على تدمير البلاد تنفيذا لشعاره الذي رفعه شبيحته في بداية الثورة  وهو ” الأسد أو نحرق  البلد ” بعد أن نهب البلاد منذ استيلائه على السلطة بالقوة في العام 1970  , وللمفارقة فإن هذا النظام  الذي جلب جيوش عشرات الدول والمرتزقة والإرهابيين إلى سوريا ، يحتفل بعيد الجلاء كما في كل عام .

النظام وطيلة فترة حكمه ربط ذكرى الجلاء به وبعائلته  وبحزب البعث , وقد درج على إقامة المهرجانات الخطابية وكرس الإعلام البرامج التلفزيونية والإذاعية والصحف والمجلات للحديث عن الأسد وحكمه، ومنجزاته التي باتت جملها محفوظة بلا معنى في مخيلة السوريين عمل على ترسيخ سلطته الفردية الاستبدادية، وعمل على تزوير التاريخ ليستولي على سوريا ماضياً وحاضراً.

وقد طمس النظام هوية المقاومين الذين صنعوا الجلاء , وحيد  وهمش رموزها الأوائل من أمثال الشيخ صالح العلي وسلطان الأطرش وابراهيم هنانو وغيرهم , وإذا كان الأسد الأب سرق الجلاء فإن الإبن الوريث قد  قام ببيع البلاد خاصة لإيران وروسيا مقابل بقائه في الحكم وهو مستمر في العمل على تهجير ما يمكنه من السكان واقتطاع مناطق بأكملها للمحتلين .

في ذكرى عيد الجلاء  هذه الأيام قام النظام بتسليم أراض شاسعة حول السفارة الإيرانية في العاصمة  , لشركات من أجل بناء أبراج ذات لون طائفي محدد وهي تتبع لممويلين إيرانيين  للسيطرة على ريف دمشق الجنوبي  كاملا , كثمن حماتهم له من السقوط , بالإضافة إلى تسليمهم مرفأ على الساحل السوري , وكذلك الحال بالنسبة لروسيا التي استحوذت على عقود تمتد لأكثر من خمسين عاما تتعلق بقواعد عسكرية ومطارات وغيرها ,

وعلى الرغم من كل ذلك فإن النظام الذي استبشر باستمرار بقائه من خلال رهن البلاد وبيع مقدراتها للأجنبي الطائفي , إلا أن عزلته تشتد مع ازدياد المطالب بتنحيته , نتيجة المجازر التي مازال يرتكبها هو وداعموه بحق ابناء الشعب , فحتى برقيات تهنئة بذكرى الجلاء لم تأت هذا العام إلا من شخصيتين اكثر عزلة منه وهو رئيس كوريا الشمالية , والرئيس الجزائري المقعد . وداخليا لن يتمكن من البقاء لحظة واحدة في الحكم إذا ابتعد الإيرانيون والروس عن نظامه .

لا شك إن تطهير البلاد من الإحتلال الأجنبي الذي استقدمه النظام إلى البلاد هو الأولوية أمام قوى الثورة السورية بالإضافة إلى محاربتها النظام والإرهاب الذي الذي جلبه ا لنظام  لقتل الشعب وتدمير البلاد , وإن ذلك لا يتم إلا بالتكاتف بين تلك القوى بالتعاون مع أصدقاء الشعب السوري للوصول إلى التحرير والجلاء الكامل  وإعلان سوريا دولة ديمقراطية مدنية , دولة القانون والمواطنة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى