بداية انهاء تفرد روسيا بالملف السوري , الولايات المتحدة ترفض طلبات روسيا , والأخيرة تستجيب لإرادتها

راديو الكل ـ فؤاد عزام

بعد رفض الولايات المتحدة الإستجابة لطلب روسيا عقد لقاء ثلاثي في جنيف يجمع الجانبين مع الأمم المتحدة , أعلنت روسيا، استعدادها للانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، الذي تقوده الولايات المتحدة , وذلك استجابة للرغبة الأمريكية , التي أشارت بعض المصادر  إلى أنها طرحت خلال زيارة وزير الخارجية “ريكس تيلرسون” الأخيرة إلى موسكو .

وعلى الرغم من أن روسيا اشترطت للمشاركة في التحالف الدولي لمحاربة داعش ، أن تكون بظروف متساوية مع الولايات المتحدة، كما قال نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي “فلاديمير جاباروف” , إلا أنه ينظر إلى هذه الخطوة من جانب موسكو على أنها تمثل رضوخا لمتطلبات خطة النقاط الأربع الأمريكية، التي كشفت عنها مؤخرا شبكة سي إن إن الأمريكية .

فالخطة الأمريكية ،أولت أهمية للتعاون مع روسيا، لما لها من تواجد ضخم في سوريا , وذلك من أجل تنفيذها , وأكدت أن ثمة أولويات متساوية في الأهداف , ومتراتبة في توقيت التنفيذ فإنهاء وجود داعش في البلاد , سيليه تنحية رأس النظام بشكل طوعي ،وبسماعدة روسيا كما تسرب من تلك الخطة .

فإعلان موسكو مشاركتها في التحالف ضد داعش ،يبدو أنه يصب في إطار البدء في تنفيذ البند الأول من الخطة وهو إنهاء داعش , رغم حديث الروس عن عدم فرض شروط سياسية عليهم من قبيل رحيل رأس النظام، بحسب ما أعلنه “فلاديمير جاباروف “.

الرفض الأمريكي لطروحات روسيا ،يقابله استجابة من الأخيرة لمطالب الولايات المتحدة , فوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ،أعلن اليوم في مؤتمر صحفي، تلا الموقف الذي عبر عنها فلاديمير جاباروف , أنه إذا تم  توحيد  جميع القوى ضد داعش، فإنه يؤدي إلى تحقيق الإنتصار عليها .

الوزير لافروف ورغم تكراره أهمية مفاوضات استانة التي يسعى من خلالها لكي تكون بديلا لمفاوضات جنيف , إلا أن التحضيرات لعقد جولة جديدة منها كما دعا الروس اليها في بداية الشهر المقبل يبدو أنها لم تؤد إلى نتائج إيجابية نتيجة رفض فصائل المعارضة المقاتلة تأكيد استجابتهم لحضورها نتيجة استمرار الأسباب التي أدت لمقاطعتهم لجولتها السابقة وهي عدم التزام روسيا بدورها كضامن لإتفاق وقف إطلاق النار

ويسعى لافروف إلى تسويق مفاوضات أستانة، ويقول: إنه عبرها بإمكاننا أن نوحد المناطق التي تؤيد نظام وقف إطلاق النار , ولدينا فكرة للتحضير لدستور في سوريا , لكن بعض القوى ترفضها  وأبرزها الهيئة العليا للمفاوضات , لكنه علينا أن نبذل قصارى جهدنا من أجل إيجاد حل سياسي .

موقف الفصائل المعارضة من أستانة، انعكس من خلال تصريحات لافروف اليوم , فعلى الرغم من تلمسه أيضا تغيرا في موقف تركيا الذي قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس ا لإتحاد الروسي فرانس كلينتسيفيتش  أنها لم تعد تعبأ لتدهور علاقاتها مع روسيا إلا أن لافروف مازال يراهن على موقف أنقرا وقال إن روسيا ومعها تركيا وإيران تعمل على إعداد آلية معاقبة مخالفي نظام وقف إطلاق النار في سوريا , وذلك في محاولة لتليين موقف المعارضة المقاتلة من أستانة القادمة , لكنه في نفس الوقت انتقد موقف الهيئة العليا للمفاوضات التي قال أنها لا تريد إلا مناقشة بند واحد وهو رحيل الأسد .

الوزير لافروف بات الآن مقتنعا أن تغيرا كبيرا في موقف الإدارة الأمريكية الحالية عن سابقتها وبأنها لم تعد تقبل بتفرد روسيا بملف القضية السورية , أو الأستجابة لمطالب روسيا , وقال إن أعمال الولايات المتحدة وحلفائها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ترمي إلى تغيير النظام في سوريا , مشيرا بذلك إلى إعداد ملفات اتهام باستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام ،على خلفية هجوم خان شيخون، ورد الفعل الأمريكية عليه ميدانيا بقصف مطار الشعيرات وسياسيا من خلال منظمة حظر الأسلحة الكيماوية  .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى