“أحرار الشام” ترفض اتهامها بالعمالة نتيجة اتفاق “المناطق الأربع”.. وتراه الحل الوحيد لإنهاء معاناة المحاصرين
نيفين الدالاتي – راديو الكل
رفض الناطق العسكري باسم حركة أحرار الشام “عمر خطاب”؛ الاتهامات بالعمالة التي وجّهت للحركة وجيش الفتح، على خلفية اتفاق المناطق الأربع الذي تم التوصل إليه مؤخراً مع ميليشيا حزب الله والحرس الثوري الإيراني، معتبراً بأنه كان الحل الوحيد لإنهاء معاناة المحاصرين في مدينة الزبداني وبلدة مضايا.
وفي حديث خاص لراديو الكل؛ عزا “خطاب” إبرام الاتفاق؛ إلى أن موازيين القوى في مدينة الزبداني، لم تكن لصالح الثوار المحاصرين ضمن بقعة جغرافية لا تتجاوز مساحتها 1 كم مربع، في ظل تطويق النظام للمنطقة بترسانته العسكرية، فضلاً عن تدهور الوضع الإنساني والمعيشي والطبي.
واعتبر “خطاب” مسألة إطلاق معركة أو فتح جبهة جديدة لتخفيف الضغط عن الزبداني، وتغيير مسار الواقع العسكري فيها خيار غير ممكن، بسبب المسافات البعيدة التي تفصل المنطقة عن باقي جبهات القتال ونقاط رباط الثوار في ريف دمشق وحماة وغيرها، وتابع بأن ورقة الضغط الوحيدة التي كانت بيد قادة “أحرار الشام” و”جيش الفتح” هما بلدتا كفريا والفوعة؛ لافتاً إلى أنه لم يكن بالإمكان استغلالها على نحو يجبر الأسد على الرضوخ لبعض مطالبهم، وذلك بسبب اختلاف طبيعة الحصار بين كفريا والفوعة اللتان كان يمدهما النظام بالمؤن الغذائية والذخائر عبر طائراته “اليوشن”، في مقابل حصار خانق يمنع معه دخول أي مساعدات للمحاصرين في الزبداني ومضايا.
وعن بند إخراج المعتقلين الذي تعرّض لموجة من انتقادات وغضب، كون الذين أطلق النظام سراحهم معظمهم من المعتقلين حديثاً؛ أوضح “خطاب” بأن حركة أحرار الشام قدّمت قوائم بأسماء المعتقلين، إلا أنها “عشوائية” ولا يمكن ضبط تاريخ الاعتقال فيها، وتحدّث بأن تأخير تبادل حافلات الزبداني ومضايا الذين انتظروا يوماً كاملاً في كراجات الراموسة؛ كان بهدف الضغط على النظام وإخراج المعتقلين، إلا أن التفجير الذي افتعله النظام في منطقة الراشدين على حد قوله؛ أثار مخاوف من عمليات انتقامية ضد المهجّرين من الزبداني ومضايا.
إيران المحرك الرئيسي للاتفاق؛ هي التي ضغطت على النظام من أجل بلدتي كفريا والفوعة بحسب “خطاب”، الذي شدد في حديثه مع راديو الكل؛ بأن النظام لا يكترث بمصير سكان البلدتين على الإطلاق.
ورفض “خطاب” الطرح الذي ترى فيه بعض الآراء بأن الاتفاق قد يفضي إلى إطلاق النظام معركة في إدلب بعد خسارة المعارضة لورقة حصار كفريا والفوعة، مدلّلاً على ذلك، بأن النظام كان ولا يزال يقصف محافظة إدلب وجميع المناطق الخارجة عن سيطرته، موضحاً بأن النظام هو من يروج لهذه الشائعات لبثّ الرعب في نفوس الثوار والأهالي الموجودين في إدلب، كما واستبعد أن يكون للاتفاق انعكاسات على ديموغرافية البلاد كما يتخوّف كثيرون، كونه لم يتم حتى الآن إخلاء بلدتي كفريا والفوعة بشكل كامل.
ورداً على سؤال حول الانتقادات الواسعة التي أثارها الاتفاق بوصفه يخدم أجندات غير سورية، كونه ارتبط بإطلاق سراح عدد من الأسرى القطريين المختطفين؛ شدد “خطاب” بأن دخول الحركة وجيش الفتح في مفاوضات الاتفاق كان بهدف رفع الحصار عن “سوريين”، دون أن ينفي احتمال تحصيل قطر الراعية للاتفاق مكاسب من ورائه، ولكن حتماً ليس على حساب الشعب السوري حسب تعبيره.
وأكد “خطاب” في ختام حديثه مع راديو الكل؛ إلى اندماج الثوار المهجرين من مناطقهم مع الفصائل المتعددة على جبهات القتال في الشمال السوري، معتبراً مسألة وجود كيان عسكري واحد يجمعهم شأن ليس بذي أهمية في المرحلة الحالية.