صحة إدلب: 25% من القدرة الطبية لمحافظة إدلب متوقفة عن العمل بسبب القصف

قال مدير صحة إدلب الحرة الدكتور “منذر خليل”، خلال مؤتمر صحفي، ُعقِدَ  حول التصعيد العسكري  ضد المنشآت الطبية في شمال سوريا، إنه وفي إطار الاستهداف الممنهج والتدمير من قبل الطيران الحربي والقصف المدفعي ، فإن 50% من العمل الطبي متوقف عن الخدمة ، إضافة ل25% من القدرة الطبية لمحافظة إدلب متوقفة عن العمل، مضيفاً بأن محافظة إدلب تخدّم حوالي ثلاثة ملايين وثلاث مئة ألف نسمة، خاصة بعد موجات النزوح من مختلف المناطق إليها، ما يسبب ضغطاً كبيراً على صعيد تقديم الخدمات الطبية.

 

وأضاف “خليل” أن عدد المستفيدين شهرياً من الخدمات الطبية المجانية في محافظ إدلب، يقارب 330 ألف مستفيد بشكل شهري، كما أن عدد العمليات الجراحية المجانية بشكل شهري، يقدر ب12 ألف عملية، الأمر الذي يزيد من حجم المعاناة بعد توقف تلك الخدمات.

 

وقال “خليل”، إن بعض الصعوبات عند معبر باب الهوى الحدودي ، في نقل المرضى والحالات غير الإسعافية ، بعد القرارات الأخيرة الصادرة ، بمنع استقبال و إدخال تلك الحالات ، سبب الكثير من الإرباك ، خاصة وأنه كان يتم إدخال  نحو 30 حالة غير إسعافيه بشكل يومي إلى الأراضي التركية، إلا أنه وبعد توقف ذلك ، زاد جم المعاناة وخاصة بالنسبة لمرضى السرطان ، والقلب، في ظل عدم القدرة على تقديم الخدمات العلاجية لهم في الداخل السوري.

 

وتحدث مدير الصحة عن القصف الممنهج والمتعمد الذي طال مشفى مدينة “اللطامنة” بريف حماة الشمالي، على الرغم من اتخاذه “مغارة” كملجأ له تحت الأرض، مؤكداً مدى الإجرام الذي يحصل جراء تلك الاستهدافات.

 

وتابع بأن مديرية الصحة غير قادرة على فعل الكثير، على الرغم من المناشدات والمطالب، والتأكيد على أهمية حماية الكوادر الطبية، مشيراً إلى تناقص الكوادر الطبية واستنزافها بسبب القصف المستمر للمنشآت والمشافي.

 

وأوضح أن نسبة الأطباء البشريين بشكل عام في المناطق المحررة هي 10% فقط  من المعايير العالمية ، وأن نسبة العجز هي 90%، كما أن نسبة العجز في القابلات القانونية هي 90% ، وفق تقديراته.

 

وفيما يتعلق بتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق القطاع الطبي في المنطقة ، قال “خليل”: إن جميع المشافي التي يتم قصفها، ومنظومات الاسعاف، ومنظومات الدفاع المدني، وسيارات الاسعاف، وبنوك الدم ، ومراكز الأشعة ، والبرامج الطبية ، التي يتم قصفها ، موثقة حسب “الفورم” المعتمد لدى الأمم المتحدة ، بشكل كامل.

 

وعن مخاطر استهداف المشافي على المدى الطويل من قبل قوات النظام، حذر “خليل” من هجرة المدنيين خارج المناطق ومن إحداث التغيير الديمغرافي الذي يسعى إليه نظام الأسد، جراء محاولاته المستمرة لقتل كل أشكال الحياة.

 

وأكد على ضرورة السعي المتواصل  لإنقاذ حياة لناس ، وأشار إلى أنه من الخيارات المتاحة أمام القائمين على العمل الطبي ، خلال الفترة المقبلة،  هو حفر منشآت صغيرة ومتواضعة في الجبال ، معبراً  في ذات الوقت ، عن مخاوفه من إمكانية  استهدافها بالغازات السامة ، كما حصل في أكثر من مكان، كون الغازات السامة أثقل من الهواء.

 

بدوره ، قال رئيس دائرة المشافي ، في مديرية صحة إدلب ،  الدكتور “عبد الحميد دباك” ، أنه في شهر نيسان تم استهداف المشافي بشكل ممنهج ، وأهم تلك المشافي التي قصفت ، هو “مشفى معرة النعمان الوطني” بريف إدلب، والذ يعد من أكبر المشافي بالريف الجنوبي.

 

وأضاف ، بأن المشفى ، كان يقدم خدماته لما يقارب من 30 ألف مراجع شهرياً ، إضافة لا جرائه ما يقارب من 400 عملية شهرياً ، وقد تم استهدافه في  أوائل شهر نيسان.

 

كما تم استهداف مشفى ” الرحمة ” في خان شيخون، ومركز “حيش” الصحي، و مشفى شنان”،  ومشفى “وسيم حسينو”، ومشفى “الجامعة”، ومشفى “النسائية” ، في كفر تخاريم، حسب “دباك”، مشيراً إلى خروج كافة المشافي بريف ادلب الجنوبي عن الخدمة بشكل كامل.

 

لافتاً في الوقت ذاته، إلى عدم القدرة على صيانة المشافي بسبب استمرار القصف من قبل الطيران الحربي، مبيناً أن ما يجري في مناطق ادلب وريفها ، جراء استهداف المشافي الميدانية ، يعدّ أكبر كارثة ومعاناة كبيرة يعيشها سكان ريف إدلب الجنوبي.

 

وشهدت مدن وبلدات محافظة إدلب خلال شهر نيسان الماضي، حملة قصف جوي مكثفة، كان أعنفها المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام بالغازات السّامة في مدينة خان شيخون في الرابع من نيسان، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد، إضافة لإصابة المئات بحالات اختناق.
كما أدى القصف إلى سقوط العديد في صفوف المدنيين بين شهيد وجريح، إضافة لخروج مراكز حيوية عن الخدمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى