55 لاجئاً سورياً في حصار وسط الصحراء منذ 20 يوماً عند الحدود الجزائرية المغربية
نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل
لا يزال عشرات اللاجئين السوريين يفترشون الرمال على الحدود الفاصلة بين المغرب والجزائر، بانتظار إيجاد حل لمأساتهم، التي تحولت إلى حلبة تراشق سياسي وحديث لا يتوقف بين البلدين.
20 يوماً، وهم محاصرون على بعد 500 متر من مدينة فكيك المغربية، في منطقة تفتقد أبسط مقومات الحياة، حسب ما اشتكى “أبو إياد”، أحد اللاجئين العالقين هناك مع 40 سورياً آخرين، بينهم 17 طفلاً، و12 سيدة، والذي روى لراديو الكل، تفاصيل قصة عبورهم من الأراضي الجزائرية التي غادروها طوعاً صوب المغرب، أملاً بالالتحاق بذويهم الذين سبق ودخلوها أيضاً بطريقة غير شرعية، بسبب صعوبة الحصول على تأشيرة دخول قانونية إلى المملكة، إلا أن الأخيرة طردتهم باتجاه الحدود الجزائرية.
“أبو إياد” الذي اعتبر بأنه ومن معه من عالقين، تحولوا إلى “كبش فداء” بين حكومتي المغرب والجزائر وخلافاتهما القديمة؛ استنكر تخاذل المنظمات الدولية الإنسانية عن إيجاد حل لمأساتهم، وأوضح بأنهم لم يطلبوا إعادتهم إلى الجزائر، إنما يأملون فقط دخول المغرب والعيش بأمان حسب تعبيره، مشيراً إلى أنه لم يكن من خيار أمامهم سوى العبور مع أحد المهربين، بسبب الصعوبات والقيود التي تفرضها الدول عموماً على السوريين.
“بهاء المحمد” ابن أحد اللاجئين العالقين، والمقيم حالياً في المغرب، قال إن وصول اللاجئين إلى الحدود المغربية الجزائرية، كان آخر فصول رحلة طويلة شاقة بدأت من سوريا، مروراً بلبنان، والسودان، وليبيا، والجزائر، وأوضح بأنهم وصلوا الجزائر أيضاً بشكل غير قانوني، نظراً لفرضها تأشيرة على السوريين منذ بداية 2015، مشدداً على أنهم ضد اندلاع أي أزمة دبلوماسية بين البلدين الجارين.
معاناة هؤلاء اللاجئين تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل تدهور الوضع الإنساني وانتشار الأمراض وشحّ الغذاء والماء، بحسب “المحمد”، والذي قال إنه لم تلتفت أي من المنظمات الدولية لهم حتى الآن، فيما يحاول أهالي مدينة فكيك تقديم بعض المساعدات التي لا يصل منها سوى القليل، كونها تسلم للسلطات المغربية قبل وصولها، لافتاً إلى قدوم وفد من الرباط قبل أيام بصفة غير رسمية، يضم موظفين اثنين من الأمم المتحدة، وأحد الأطباء العاملين في منظمة “أطباء بلا حدود”، بهدف الوقوف عند أوضاع اللاجئين العالقين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم، إلا أنهم عادوا أدراجهم بعد فشلهم في الوصول.
وأوضح “المحمد” بأن اللاجئين انقسموا إلى مجموعتين، الأولى تضم 41 شخصاً من بينهم عدد من أفراد عائلته، فيما يكتنف الغموض مصير المجموعة الأخرى المكونة من 14 شخص من بينهم الطفلة التي ولدت في العراء، في ظل أنباء تتحدث عن عودتهم إلى الأراضي الجزائرية دون تأكيد.
وأردف “بهاء” قائلاً: إنه حاول بكل الطرق القانونية إدخال ذويه إلى المغرب، لكن دون جدوى، نظراً للشروط الصارمة التي تفرضها حكومة المغرب على دخول السوريين، والتي وصفها بأنها تعجيزية ولا يمكن للاجئ فار من الحرب تلبيتها على حد وصفه.
تجدر الإشارة إلى منظمة “هيومن رايتس ووتش” طالبت حكومتي المغرب والجزائر في بيان لها قبل أيام، بحلّ ملف اللاجئين السوريين العالقين وسط الصحراء بين حدود البلدين، منذ 18 من شهر نيسان/أبريل الماضي، الذين تحولت مأساتهم إلى ساحة لتبادل الاتهامات بين الجارين المغاربيين، حيث تتهم المغرب الجزائر بإغراقها باللاجئين والمهاجرين، فيما ترد الأخيرة بالرفض والإنكار.