العلاقات الجنسية غير الشرعية ونقص الرعاية الطبية تتسبب بانتشار مرض الكبد C و B في أحياء دير الزور المحاصرة

نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل

بينما تشتعل مدينة دير الزور على وقع المعارك بين داعش والنظام؛ لا يزال أهالي المدينة تحت رحمة الحصار الذي تفرضه قوات النظام على مناطق سيطرتها في أحياء القصور والجورة وهرابش، بمشاركة تنظيم داعش الذي يسيطر على باقي المدينة.

الحصار الذي دخل عامه الثالث؛ كان كفيلاً بهدم ما تبقى من المنظومة الطبية، فلا أطباء ولا مشاف، ولا علاجات كافية وقادرة على استيعاب المرضى، ما أدى إلى انتشار أمراض عدة، من بينها مرض التهاب الكبد الوبائي من نوع C و B، حسب ما أكد الدكتور “ممتاز حيزة”، والذي عزا انتشار المرض إلى قلة الرعاية الصحية ونقص الدواء، وتفشي العلاقات الجنسية غير الشرعية والشاذة، وتعاطي المخدرات في المدينة، إلى جانب استخدام الحقن غير الآمنة وعدم تعقيم الأدوات والمعدات الطبية كما يجب، لافتاً إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة عن أعداد المصابين بهذا المرض، بسبب تكتم كلا الطرفين سواء النظام وداعش عن الحالات المرضية والأمراض المنتشرة، ومنعهم دخول المنظمات والفرق الطبية ووسائل الإعلام إلى المدينة.

وأوضح الدكتور “حيزة” بأن خطورة المرض تكمن في سهولة انتشار الفيروس المسبّب له بشكل واسع النطاق، محذراً من إمكانية انتقاله إلى مناطق ودول مجاورة، في ظل استمرار الهجرة غير الشرعية من مدينة دير الزور، وأردف الدكتور قائلاً: بأن أعراض الإصابة بالتهاب الكبد B هي الوهن العام، فقدان الشهية، آلام البطن، الغثيان الشديد، التقيؤ، واصفرار العيون “اليرقان”، وقد يتطور ليصل إلى مرحلة الفشل الكبدي والوفاة، لافتاً إلى أنه يكفي أن يكون المصاب حاملاً للفيروس لينقل العدوى إلى غيره، حتى وإن لم تظهر عليه أعراض الإصابة بالمرض، وأضف بأنه يشترك التهاب الكبد من نوع C بالأعراض ذاتها، إنما التهاب الكبد B يوجد لقاحات مضادة له وعلاجات دوائية، خلافاً للمرض من نوع C، إذ عجز الطب حتى اليوم عن إيجاد علاج أو تطعيم للوقاية منه.

وفي سياق ذي صلة، وإلى جانب انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي B و C؛ أفادت مصادر محلية لراديو الكل بارتفاع نسبة المصابين بنقص التغذية الحاد وفقر الدم، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن، وهو ما أكده الدكتور “حيزة”، والذي حذر من تزايد أعداد المصابين بنقص التغذية بسبب غياب البروتينات الموجودة في اللحم، وشح مادة الخبز، وقلة الأدوية والفيتامينات.

وفي إجابة عن سؤال حول إمكانية خروج المرضى والمصابين من أجل العلاج، قال الدكتور “حيزة” إن قوات النظام تفرض أتاوات تصل لأكثر من مليون ليرة سورية لمن يريد الخروج من مناطق سيطرتها باتجاه العاصمة دمشق، ودعا في ختام حديثه مع راديو الكل، منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية والإنسانية المعنية بحقوق الإنسان، إلى ضرورة التدخل الفوري والعاجل، وإلزام كافة الأطراف بالسماح للفرق الطبية بالدخول إلى أحياء المدينة المحاصرة.

تجدر الإشارة إلى أن تنظيم داعش سيطر على معظم مدينة دير الزور منتصف العام 2014؛ ويحتفظ النظام بأحياء القصور والجور وهرابش، فيما يشترك المدنيون في كلتا المنطقتين بمعاناة الحصار ذاتها، وسط غياب الكهرباء والغذاء والدواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى