تسجيل 32 حالة اشتباه بشلل الأطفال في دير الزور… وكارثة إنسانية تهدد المنطقة ودول الجوار

نيفين الدالاتي/راديو الكل

أعادت الحرب الدائرة في سوريا منذ ست سنوات؛ العديد من الأمراض إلى الظهور، من بينها “شلل الأطفال” الذي بدأ يظهر شمال شرق البلاد، بسبب عدم حصول كل الأطفال على اللقاحات الروتينية، التي هي السلاح الأساسي للوقاية من المرض.

وعلى الرغم من أن عدد الإصابات ما زال غير دقيقاً، كونه تم تشخيصها سريرياً وليس بالفحص المخبري؛ إلا أن المؤكد عودة المرض في محافظة دير الزور، حيث الظروف الصحية والمعيشية المتردية، وهو ما نقله الدكتور “عماد المصطفى” أحد أبرز مؤسسي حملات لقاح شلل الأطفال في سوريا خلال السنوات الماضية، والذي أفاد بتسجيل 32 حالة اشتباه بشلل الأطفال في ريف دير الزور، توزع أكثرها في مدينة صبيخان، التي كانت بؤرة الوباء أول ما ظهر قبل أربع سنوات، مشدداً على ضرورة التعامل مع أي حالة اشتباه بشلل الأطفال على أنها كذلك حتى يثبت العكس.

وعزا الدكتور “مصطفى” عودة فاشية شلل الأطفال، إلى توقف حملات اللقاح نهائياً منذ تموز/يوليو 2016، فيما لم تكن الحملات السابقة ناجعة ولا العاملون فيها على قدر المسؤولية، حسب متابعته، إذ كان فيها استهتار كبير وعدم مصداقية، من حيث أعداد الذين تلقوا اللقاح، فكانت الإحصائية التي رفعت للمنظمات المعنية؛ أضعاف أرقام المطلوبة، وحتى حملات التطعيم التي كانت قبل عام 2016 لم تكن ذات فعالية، كونها ضمن مراكز ثابتة وليست جوالة كما ينبغي، بسبب منع تنظيم داعش ذلك.

فيروس شلل الأطفال، شديد العدوى، ينتقل من شخص إلى آخر بطرق عدة، تشمل التواصل المباشر بين الشخص المصاب والشخص السليم، وعبر مفرزات الأنف والفم، وعن طريق البراز الملوث، إضافة إلى الطعام والماء الملوثين بالفيروس، ويهدد الأطفال بين عمر شهر إلى خمس سنوات بحسب “المصطفى”، والذي قال بأن عودة المرض تنذر بكارثة إنسانية في عموم المنطقة ودول الجوار، مثل تركيا، والعراق، والأردن، ولبنان، والتي لابدّ لها من تنظيم حملات تطعيم عاجلة؛ حال تشخيص حالة واحدة على الأقل بشكل مخبري.

ودعا “المصطفى” منظمة الصحة العالمية WHO وجميع المنظمات الدولية المعنية، إلى تحمل مسؤولياتها تجاه مواجهة شلل الأطفال في سوريا، ووضع خطة عاجلة تتضمن تجهيز فرق عمل جوالة، لتطعيم كل الأطفال الذين من الممكن أن يخرجوا إلى مناطق آمنة، بالإضافة إلى إعطاء اللقاحات الكافية للأطفال في مخيمات النزوح، لتفادي انتشار المرض في مناطق أخرى خارج دير الزور.

تجدر الإشارة، إلى أن عام 2013 شهد عودة مرض شلل الأطفال في سوريا، بعد أن اختفى بشكل شبه نهائي منذ عام 1999، وهو ما أكدته تقارير منظمة الصحة العالمية WHO آنذاك، التي قالت إن حالات الإصابة انخفضت على مستوى العالم بمعدل 99% منذ عام 1988 نتيجة التطعيم، ليصل عدد الإصابات إلى 74 حالة عام 2015، خلافاً لسوريا حيث يختلف الوضع كلياً، فبعد أن كانت نسبة الأطفال الذين يحصلون على لقاحات، قبل الحرب، أكثر من 90%، عاد للظهور نتيجة الأوضاع الراهنة، وسوء الأوضاع الصحية وفق التقارير ذاتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى