تقرير حقوقي يشير إلى تورط القوات الروسية في هجوم خان شيخون الكيمائي

وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تفاصيل الهجوم الكيمائي الذي شنّه طيران الأسد على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، في 4/نيسان/2017، والهجمات الروسية التي تلت الهجوم.

وجاء في التقرير الذي أصدرته، أمس الاثنين؛ بعنوان “القوات الروسية أيَّدت غالباً قوات النظام السوري في هجوم خان شيخون الكيميائي”، أنه قرابة الساعة 06:49 من يوم الثلاثاء 4/ نيسان/ 2017، نفَّذت طائرات تابعة لنظام الأسد هجوماً على الحي الشمالي من مدينة خان شيخون بأربعة صواريخ أحدها كان محمّلًا بغاز سام، والذي تسبَّب بمقتل 91 مدنيًا خنقًا، بينهم 32 طفلًا و23 سيدة، وإصابة ما لا يقل عن 520 آخرين، كما أشار التقرير إلى تسجيل عدة هجمات يُعتقد أنها روسية استهدفت مركزًا طبيًا، ومقرًا للدفاع المدني السوري، كانا يقدمان خدمات الإسعاف لمصابي الهجوم الكيميائي، وهذا بحسب التقرير يشير ليس فقط إلى معرفة القوات الروسية بالهجمات الكيميائية التي شنَّها نظام الأسد، بل إلى تورطها بشكل مخز.

وأشار التقرير إلى وجود نية جرمية مُبيَّتة لدى قوات النظام لتنفيذ الهجوم الكيميائي، وإيقاع أكبر ضرر ممكن من خلال اختيار توقيت القصف فجرًا، والغارات التي استهدفت عدة مراكز طبية قبل الهجوم وبعده، إضافة إلى الغارات التي استهدفت الطرق المؤدية للمدينة؛ ما جعل هذا التكتيك يشبه إلى حد بعيد ما قام به نظام الأسد في هجوم الغوطتين في 21/ آب/ 2013.

وأكَّد التقرير أن قوات الأسد انتهكت القانون الدولي الإنساني العرفي الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية، وخرق بما لا يقبل الشك “اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية” التي صادقت عليها حكومة الأسد في أيلول/ 2013، التي تقضي بعدم استخدام الغازات السامة وتدميرها، وخرق جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وذكر التقرير أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أصدرت 25 تقريراً عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، استعرضت فيها جميع الهجمات الموثقة، والتي بلغت 33 هجمة بعد قرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر في 27 أيلول 2013، و169 هجمة قبل القرار رقم 2118، منهم 100 هجمة بعد القرار رقم 2209 الصادر في 6/ آذار/ 2015، و44 هجمة بعد القرار رقم 2235 الصادر في 7/ آب/ 2015.

وبحسب التقرير، فإن معظم هجمات نظام الأسد بالأسلحة الكيميائية قد تمت باستخدام غاز يرجح أنه الكلور، وذلك عبر إلقاء مروحيات براميل محملة بغاز الكلور، كما استخدم في بعض الأحيان قذائف أرضية وقنابل يدوية محملة بغازات سامة، مشيرًا إلى أن هجومين على الأقل بعد هجوم الغوطتين استخدم نظام الأسد فيهما غازًا يبدو أنه مغاير لغاز الكلور، يعتقد أنه نوع من غازات الأعصاب، هما هجوم ريف حماة الشرقي في 12/ كانون الأول/ 2016، وهجوم خان شيخون في 4/ نيسان/ 2017.

ووفق التقرير فقد تسببت الهجمات الكيميائية جميعها؛ بمقتل ما لا يقل عن 1420 شخصًا، يتوزعون إلى: 1356 مدنيًا بينهم 186 طفلًا، و244 سيدة، و 57 من مقاتلي المعارضة، و 7 أسرى من قوات النظام كانوا في أحد سجون المعارضة، وإصابة ما لا يقل عن 6634 شخصًا.

وختمت الشبكة تقريرها بمطالبة الحكومة الروسية بالتوقف عن استخدام الفيتو بهدف حماية نظام الأسد المتورط بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، كما وشدَّدت على ضرورة تزويد دول أصدقاء الشعب السوري المناطق المعرضة للقصف بالغازات السامة بأقنعة واقية، وتقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان احتياجات تلك المناطق، بما لا يقل عن 20 ألف قناع واق، إضافة إلى معدات لإزالة آثار التلوث الكيميائي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى