فوضى إدلب المرورية.. حوادث سير ورقابة أمنية ضعيفة

نيفين الدالاتي/راديو الكل

تزايد عدد حوادث السير في الآونة الأخير في محافظة إدلب، حيث تنتشر الآليات بشكل كبير وخاصة الدراجات النارية التي تحولت إلى خطر يهدد الجميع، فيما أصبح مشهد الشبان الصغار الذين يقودون بتهور ورعونة أمرًا مألوفًا، في ظل رقابة أمنية ضعيفة ونقص في دوريات وعناصر الشرطة الحرة.

زيادة نسبة الحوادث لم تأت من فراغ، إذ أنها جاءت كنتيجة لغياب القوانين الناظمة لحركة المرور في المحافظة التي شهدت كثافة سكانية وازدحامًا غير مسبوق على خلفية وصول آلاف المهجرين قسريًا إليها، فيما تقع معظم الحوادث بسبب أخطاء السائقين أنفسهم، وغياب الرقابة الذاتية والوعي المروري، حسب استطلاع للرأي أجراه راديو الكل في محافظة إدلب، فيما يبرر آخرون استخدام الدراجات النارية المسبب الرئيسي لحوادث السير؛ بأنها أقل تكلفة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات والحاجة لمركبة للتنقل.

النقيب “عبد الرحمن البيوش” معاون رئيس فرع الإعلام في شرطة إدلب الحرة، أقرّ بمسؤولية جهاز الشرطة عن الحوادث المرورية، وعزا ذلك إلى نقص مراكز وعناصر الشرطة لا سيما في مدن إدلب، وأريحا، وسلقين، بسبب قلة الدعم وضعف الإمكانيات، لافتًا إلى أن المناطق الأخرى التي يغطيها جهاز الشرطة يلاحظ فيها انخفاض ملموس للحوادث مقارنة بتلك التي تغيب عنها.

وحول غياب المساءلة القانونية، وعدم مخالفة من لا يملك رخصة قيادة، أو من لا تحمل سيارته لوحات مجمركة، وغيرها من الإجراءات التنظيمية والوقائية؛ أوضح “البيوش” أنهم كجهاز شرطة حرة، لا يمكنهم فرض عقوبة رادعة طالما أنهم غير قادرين على منح رخص قيادة، أو ترسيم مركبات، والأمر ذاته ينساق على ظاهرة قيادة الفتيان تحت سن الثامنة عشر للسيارات، إذ لا يمكن ضبطهم كون معظمهم يتبع لفصائل عسكرية ويعملون ضمن مهام موكلة إليهم.

وتابع “البيوش” بالإشارة إلى وجود فرع مرور في شرطة إدلب الحرة، تتبع له 4 مراكز مرورية تتوزع في مدن سراقب، الدانا، معصران، وحزانو، مهمتها تنظيم مخالفات السير وضبط حركة المرور ضمن المتاح، وأردف متحدثًا حول جملة من الصعوبات تعيق عمل الشرطة الحرة في الحد من حوادث السير، في مقدمتها، عدم وجود مؤسسة نقل لمنح رخص قيادة، وترسيم المركبات، مشددًا على ضرورة دعم مراكز الشرطة بعناصر وآليات لتغطية أكبر عدد ممكن من المناطق، وتنسيق الجهود مع كافة الجهات الأمنية العاملة على الأرض.

وسعيًا منها لنشر مفاهيم الانضباط والقيادة السليمة والوعي المروري، أطلقت شرطة إدلب الحرة حملة توعوية للتخفيف من حوادث السير والتقليل من أخطارها، بحسب “البيوش”، الذي شدد على أن المعوقات التي تواجه عمل عناصر الشرطة هي السبب الرئيسي لمسألة حوادث السير.

إذًا أسباب عديدة تقف وراء معضلة حوادث السير في محافظة إدلب، في مقدمتها الفوضى المرورية وغياب القوانين الضابطة في هذا الصدد، علاوة على استهتار السائقين بأخلاقيات القيادة، التي هي اللبنة الأساسية لضمان السلامة المرورية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى