عيد المهجّرين في المناطق المحررة.. عادات وطقوس جديدة

نيفين الدالاتي – راديو الكل

 ما من أحد يختار منفاه وهجرة منزله ومرتع طفولته، بل يُرغم على ذلك، تاركًا روحه وكيانه في أرضه وأرض أجداده.
عن المهجرين الذين أخرجوا من ديارهم أتحدث، وهم لا يعلمون كيف يستقبلون العيد في مهجرهم، حيث يحضر باسمه وتغيب فرحته مع من تركوا من أهل وأصحاب، وغربة أيامهم التي تجعل من كل تفصيل مناسبة للحنين والذكريات.

“أمجد المالح”، أحد الذين وصلوا إدلب قبل شهرين؛ يحاول أن يألف مكانه الجديد المختلف عن بلدته مضايا التي لها يشتاق، والتي تعلق بتفاصيل أرضها وعاداتها، وخاصة أيام رمضان والعيد وما يرافقهما من طقوس وتقاليد في مجتمعه، فيما يتخوّف “المالح” من المستقبل في الموطن الجديد، شأنه شأن جميع المهجرين ممن أجبروا على ترك كل شيء وراءهم، دون أن يكون لديهم أي مقومات للاستمرار، حسب تعبير “المالح”.

على المقلب الآخر، وفي المجتمع المحلي الذي استقبل المهجرين، أيضًا تغير وجه العيد، إذ أصبح له ملامح جديدة مع العادات والطقوس التي حملها معهم الوافدون الجدد، فيما غابت تقاليد عدة لعل أبرزها زيارات التهئنة بالعيد، بسبب ما طرأ على بنية المجتمع، وتنوع الثقافات والعوائل التي قطنت المناطق المحررة وعدم معرفتهم ببعض في معظم الأحيان.

تغيّر الخارطة السورية، وتبعثر كثير من سكان المدن والبلدات؛ ورغم آثاره السلبية على الوضع الاجتماعي والحالة النفسية لدى المهجرين الذين اعتادوا ممارسة تقاليد معينة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم تختلف عما هي عليه في مناطق أخرى؛ إلا أن هذا الواقع أغنى النسيج السوري، مع عادات وتفاصيل جديدة حطت رحالها مع النازحين والمهجرين من الريف الدمشقي خاصة، الزبداني، مضايا، داريا، وغيرها، حسب بعض آراء سكان مدينة إدلب، ممن ينتظرون أن يكون للعيد نكهة مختلفة هذا العام، مع الجيران الجدد وما بجبعتهم من طقوس وثقافات.

إذًا في سوريا لا يختلف العيد كثيرًا عن السنوات الماضية، سوى بتزايد أعداد المبعثرين داخل وخارج حدود الوطن، ممن تختلج صدورهم مشاعر متضاربة حيال الاحتفال بالعيد، الذي ضاعت بهجته في نفق مقتلة ينتظر الجميع على نار جمر أن تنتهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى