السوريون في العيد.. معايدات من خلف شاشات مواقع التواصل الاجتماعي

نيفين الدالاتي/راديو الكل

 هنا سوريا…
هنا حيث لا تحضر معايدات وتمنيات العيد بشكلها التقليدي كما درجت العادة، “ينعاد عليكم بالصحة والسلامة”.. و”عيدكم مبارك”.. و “كل عام وأنتو بخير”؛ إذ أن سنوات الحرب الخمس خيّمت على طقوس العيد الذي لم يعد كما مضى من أعياد.

فقدان التواصل الحيّ بين الأهل والأصدقاء في المناسبات الاجتماعية والدينية خاصة، بسبب ظروف اللجوء والنزوح؛ أفسح المجال أمام فضاء الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت اليوم بديل السوريين لتبادل تهاني العيد في أي وقت، وهو ما أفقد العيد كثيرًا من بهجته، إذ أن المعايدات باتت تختزل بمنشور على “الفيسبوك” أو رسالة عبر “الواتس أب” لا نكهة لها ولا طعم، حسب ما عبر أحدهم في استطلاع أجراه راديو الكل.

ورغم كل الاتهامات التي توجه للثورة التكنولوجية ووسائل التواصل بأنها ربما بعدت القريب؛ إلا أنه لا يمكن بمكان إنكار أنها في المقابل قربت البعيد وتجاوزت بعد المسافات، وكانت الهواتف الذكية سببًا لصلة الأرحام بيسر وسهولة، خاصة للثوار المرابطين على الجبهات، ممن فارقوا عوائلهم قبل عدة سنين.
وفي ريف العاصمة، لا تختلف الآراء هناك على أن وسائل التواصل الاجتماعي قصرت المسافات ودعمت أواصر العلاقات، إلا أن التطبيق المستخدم يختلف بين الريف والعاصمة، التي تشهد تشديدًا أمنيًا ورقابة على جميع وسائل الاتصال.

وهنا وبينما آلاف السوريين مبعثرون ولاجئون خارج وداخل حدود الوطن؛ منح هاتف بحجم اليد أو ربما أصغر فرصة للتواصل فيما بينهم، وإن لم يكن بجمال صورة ما مضى من الزمان، يوم كان العيد فرصة للألفة وتجمع الأحبة مع عبارة “كل عام وأنتو بخير”، التي يبدو أنها أصبحت معلقة ضمن قائمة انتظار طويلة، إلى جانب تفاصيل كثيرة أخرى غابت عن عيد سوريا المختلف.. الذي لا يشبه الأعياد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى