عجائز سوريا يفتقدون العيد في العيد!

نيفين الدالاتي/راديو الكل

“أنا أكبر من إني دوّر على وطن تاني”.. عبارة يرددها عجائز وكبار في زمن حرب لم تراع ضعف سنهم، وهم يستقبلون عيدهم مع كثير من ذكريات جميل ما مضى.

العيد الذي لم يكن يعني لهم أكثر من لمة أبنائهم وصخب أحفادهم؛ بات اليوم حلمًا صعب المنال، بعد أن ضاع الجميع بين معتقل، نازح، وشهيد.

غالبية العجائز ممن عاصروا العيد في زمني السلم والحرب؛ يأسفون كيف بات الحزن يخيم على أجوائه اليوم، كيف افتقدت مساجد كثيرة تكبيراتها ومصليها، وكيف غاب عن القبور زوارها المحملون بالآس صبيحة يوم العيد.

مسنة ريفية من بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي؛ تستذكر كيف كانت العائلة تجتمع في منزل كبيرها، فيما تختزل مشهد العيد اليوم بكلمات تقول:

“العيد أقبل والخلّ غاب عني.. ياريت ضل الخل والعيد ما هلّ.. وكل مين ع لمة حبابو يهنّي.. وأنا الوحيد إن صفيت بلا خلّ”.

عجوز قارب الثمانين يستعيد ذكريات العيد قائلًا: “يلي مضى راح وصعب يعود.. يلي مضى كانت أعياده جميلة.. ألفة ومحبة وفرحة صغار.. وملقتى الناس عند الكبار.. كانت الناس بأيام العيد كلها سعيدة.. واليوم يا بني كل الناس حزينة.. يلي فقد ابنه.. ويلي ما ضل عنده ولاد.. ويلي هاجر ربعه.. ويلي بالسجن مستنظر حتفه تحت رحمة الجلاد.. أسأل الله العظيم ينهي أزمة طالت.. ويعود السلام يعمّ البلاد”.

هو إذًا حال كبار سورية في العيد.. الذين تروي تجاعيد وجوههم حكايات كثيرة أثقلت كاهلهم، ومجريات مقتلة لم تدع طفلًا، أو امرأة، أو عجوزًا إلا وجار عليه الزمن!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى