الأفاعي ومخلّفات الحرب تهدد الأطفال العاملين في قطاف نبتة الشفلّح في ريفي حماة وإدلب

نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل

بحثًا عن ما يسدّ رمقهم وصغارهم؛ تبدأ بعض العوائل في ريفي حماة وإدلب منذ ساعات الصباح الأولى، بالخروج إلى الجبال وأطراف الغابات لقطف نبتة الشفلّح الشائكة، التي تحولت إلى مصدر رزق بالنسبة للطبقة الفقيرة، في ظل الحاجة وعدم وجود أي مصدر للدخل.

تجارة نبتة “القَبَّار” المعروفة محليًا بـ “الشْفَلَّح”؛ حفلت بعمالة الأطفال، الذين ينطلقون في رحلة بحث عن شجيراتها لكي يقطفوا ثمارها ويبيعوها، كحل مؤقت يساعد عوائلهم على شراء بعض الضروريات.

مخاطر وصعوبات عدة تحيق بالصغار العاملين في قطف هذه النبتة، التي توجد أكثر ما تكون في المناطق الصخرية الوعرة، حيث الحشرات والزواحف والأفاعي، وهو ما تسبّب بوفاة طفلة العام الماضي في ريف حماة الشمالي أثناء بحثها عن الشفلح، حسب ما أكد مراسل راديو الكل في حماة “أحمد المحمد”، علاوة على أن معظم تلك الأراضي تعرضت على مدى السنوات الماضية لقصف من قبل قوات النظام، ولم يتم بعدها الكشف عنها والتأكد من خلوها من مخلفات الحرب والأجسام غير المنفجرة.

على المقلب الآخر، ورغم أن العوائل تعي وتدرك خطورة العمل في قطف ثمار الشفلح، وأشواكها القاسية التي تدمي اليدين، إلا أن الحاجة وقلة ذات اليد تضطرهم إلى إرسال أولادهم للبحث عن هذه النبتة، في رحلة محفوفة بالمخاطر، فيما يعجز آخرون عن منع صغارهم من هذا العمل، الذي يدر أرباحًا جيدة لا تقل عن 600 ليرة سورية للكيلو الواحد من ثمارها، وقد تصل إلى عتبة الألف ليرة سورية.

وفي هذا الإطار، وحرصًا منه على سلامة الأهالي والأطفال خاصة؛ أطلق برنامج التعليم الفعال في مديرية التربية والتعليم الحرة في محافظة إدلب، حملة توعوية حول مخاطر البحث عن نبتة الشفلح، من خلال تنظيم أنشطة تطوعية يقوم بها تلاميذ المدارس، حسب ما صرح لراديو الكل “أنس الأسود” ميسّر الأنشطة في برنامج التعليم الفعال، والذي أشار إلى جملة من الجهود مع المجالس المحلية لتأمين مصدر دخل للعوائل الفقيرة، والحد من هذا العمل الذي تحول إلى ظاهرة شائعة في عموم المناطق المحررة.

“الشفلح”، شجيرة شوكية برية، يصل ارتفاعها إلى ما يقارب 50 سنتيمترًا، تحمل حبيبات صغيرة تدخل غالبًا في الصناعات الدوائية والعقاقير الطبية، إلى جانب استخدامها في بعض الأطعمة، يباع الكيلو الواحد منها بأكثر من 1000 ليرة سورية، وهو ما جعل منها مورد رزق لكثير من العوائل التي باتت تقتلع الشوك رغم مافيه من صعوبات ومخاطر، في بلدة أنهكته الحرب واستنزفت جميع موارده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى