ما الذي حمله الإستدعاء الثالث لبشار الأسد من قبل الروس

فؤاد عزام

بعيد وصوله إلى قاعدة حميميم الروسية في زيارة لم يعلن عنها مسبقا عقد رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي فاليري غيراسيموف لقاء مع رأس النظام ” بشار الأسد ” بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية .

وأضاف المصدر الروسي أن غيراسيموف ركز خلال اللقاء على مسائل التنسيق بين قوات النظام والطيران الحربي الروسي في الحرب الحالية , كما تناول الحديث مسائل تتعلق بالالتزام بوقف إطلاق النار في إطار تنفيذ المذكرة الخاصة بإقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا.

وكان لقاء عقد في حزيران الماضي في قاعدة حميميم بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورأس النظام تحدثت الأنباء حينها أنه كان استدعاء من قبل شويغو الذي تفاجأ رأس النظام بوجوده  وقال بحسب شريط فيديو تم تداوله : أنه لم يكن يعلم ان وزير الدفاع شخصيا يريده ما عدّ خرقا لقواعد البروتوكول الرئاسي .

ودرج الروس على استدعاء بشار الأسد لإبلاغه رسائل سياسية وعسكرية , منذ اكتوبر 2015 وهو تاريخ أول لقاء بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي طلب أن ينقل من سوريا إلى موسكو على طائرة شحن عسكرية روسية من طراز “اي ل 76 أم دي” بحسب ماذكرت رويترز في حينه .

يتزامن لقاء راس النظام برئيس الأركان الروسي مع الإعلان عن بدء شركة روسية  باستثمار أكبر مناجم الفوسفات في سوريا وهي خنيفيس والشرقية التي تقع بالقرب من تدمر على أن يبدأ الإنتاج بها قريبا بحسب مواقع موالية للنظام .

بنظر المراقبين فإن الروس لا يتعاملون مع  بشار الأسد كرئيس دولة فبعد بوتين ووزير دفاعه يأتي الآن رئيس الأركان ليستدعيه إلى قاعدة حميميم التي تعد بموجب اتفاق وقعه رأس النظام مع الروس أرضا مؤجرة للروس إلى أمد غير محدد .

ويتساءل المراقبون فيما إذا كانت السيادة التي يدعيها مازالت موجودة بعد أن يتم استدعاؤه من قبل الضباط الروس إلى مكان يحدودنه هم, وفيما إذا كانت روسيا أصبحت تمسك بالقرار السياسي في البلاد بشكل كامل .

بنظر المحللين فإنه منذ تدخل الروس في البلاد قبل نحو عامين بترسانتهم العسكرية التي عدّت الأضخم منذ الحرب العالمية الثانية ومنعوا انهيار النظام الذي كان وشيكا بعد فشل الإيرانيين وحزب الله في حمايته . منذ ذاك الحين لم يعد للبلاد سيادة كما لرأس النظام عدم وجود شرعي , بل إن وجوده ارتبط بالآلة العسكرية الروسية .

وعلى الرغم مما توفّره القواعد الروسية من حماية لمنشآت الروس ومصالحهم، فإن عدم ثقتهم باستمرار النظام في الحكم إلى أمد بعيد، جعلهم يقومون بتدابير إضافية، أقلها اتفاقيات عقدوها مع النظام تضمن لجنودهم وجودًا غير محدّد، وحصانة من المحاكمات، وهو ما صوّت عليه “الدوما” أخيرًا، وأكثرها الحماية “البشرية” السورية لهذه المصالح، من خلال تشكيلهم ما سمي بـ “الفيلق الخامس ” بإشراف نحو أربعة آلاف وخمسمئة عسكري روسي والذي بدا عناصره السوريون يشتكون من تعامل الروس المهين معهم .

تعامل الروس الذي وصفه ضباط سوريون بحسب مواقع موالية بأنه وصل إلى حالة الإذلال لا شك أنه ينسحب على رأس النظام كذلك إلا أن الفارق بين الجانبين أن بشار الأسد لا يعلن أنه يخضع لإذلال وإهانات الروس بل يغلف ذلك باستعراض أمام وسائل الإعلام بأنه مازال يمسك بالبلاد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى