الصحف العربية والدولية تواصل اهتمامها باتفاق الجنوب وانعكاساته على تطورات القضية السورية

للاستماع :

راديو الكل

واصلت الصحف العربية والأجنبية الإهتمام باتفاق إطلاق النار في جنوب غرب سوريا الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا والأردن والمتضمن إقامة منطقة لتخفيف التوتر في كل من درعا والقنيطرة وريف السويداء مستعرضة انعكاساتها على تطورات القضية السورية

كتب علي الأمين في صحيفة العرب اللندنية ..إن الاتفاق جدد التأكيد على أنّ المظلة الأميركية والروسية باتت المقرر في المعادلة السورية إلى حدّ كبير، وتجربة الجنوب السوري أظهرت من خلال الصمت الإيراني والترحيب التركي إلى جانب الصمت العربي تسليماً بهذا الاتفاق

وأضاف إن إسرائيل هي الأكثر اطمئناناً بالنسبة للإتفاق بعدما نجحت في استدراج المظلة الروسية الأميركية لضمان أمنها الحدودي نتيجة تدهور أحوال النظام وسطوته، الذي لم يعد يشكل مصدر ثقة في قدرته على توفير الاستقرار على حدود الجولان كما كان الحال قبل اندلاع الثورة السورية ومنذ العام 1974 على وجه الدقة.

وأضاف إن ما تشي به المعلومات المتداولة، أنّ الاهتمام الأميركي منصب على استمرار عملية إنهاء تنظيم داعش في الأراضي السورية، وتعزيز دور قوات سوريا الديمقراطية الكردية، وفي الجنوب السوري على ضمان الاستقرار على الحدود الأردنية والحدود مع الجولان المحتل، لذا ركز الاتفاق الآنف الذكر على حفظ الاستقرار المتلازم مع محاربة جيوب تنظيم داعش في هذه المنطقة مع إبعاد النفوذ الإيراني عبر الميليشيات عن الحدود مع إسرائيل والأردن بضمانة روسية.

في صحيفة الحياة كتبت راغدة درغام ..ثمة من يقرأ التطورات الميدانية والتفاهمات الدولية والاستدارات الضرورية في كل من العراق وسورية، على أنها بداية النهاية ويأمل ليس فقط بوقف النزيف وإنما بالاستقرار وإعادة بناء لهما مردود إيجابي على البلدين وعلى جيرة سورية والعراق كما على النازحين واللاجئين السوريين والعراقيين.

وقالت إنه في المقابل، هناك من ينظر الى التطورات الأخيرة على أنها ورشة تقسيم لكل من سوريا والعراق لخدمة مصالح روسية وأميركية وإيرانية وإسرائيلية وتركية وأوروبية وربما كردية وغيرها، ربما لن يؤدي الى الاستقرار بل الى المزيد من المآسي وبؤر النزاعات.

وتضيف إن التقسيم شبه مستحيل لاعتبارات واقعية، بحسب تقويم معنيين دوليين بالملف السوري لأسباب عدة من ضمنها أن التقسيم مكلف جداً لرعاته. روسيا لا تريده لأسبابها. تركيا لا تريده لأسبابها.

وتقول راغدة درغام في مقالها في الحياة إن القاسم المشترك هو أن تقسيم سورية لخمس مناطق على نسق البلقان سيتطلب دعماً مالياً ضخماً من رعاة الأجزاء المقسَّمة قد لا تتمكن الدول المعنية من تحمل كلفته. هذا هو رأي أحد المصادر الرفيعة الذي يضيف: «إن التقسيم خطر وارد علينا أن نتجنبه. ولا أحد يريد أن يرث قطعة من سورية» الممزقة.

مصدر آخر يشير الى أن الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإسرائيل والأردن لا تريد التقسيم إنما «إيران لا تبوح عن خططها، مع أن التقسيم يؤدي أيضاً الى دولة كردية لا تريدها إيران».

وتضيف إن هذا المصدر يقر بأن إسرائيل مستفيدة جداً من إبعاد إيران و «حزب الله» عن المنطقة المحاذية للجولان ويقول إن التوافق الأميركي- الروسي على الترتيبات في الجنوب الغربي السوري هو انتكاسة لطموحات استراتيجية لإيران و «حزب الله». الأردن وهو جزء مهم من التفاهمات الأميركية- الروسية مستفيد أيضاً كشريك لأن الترتيبات أبعدت إيران و «حزب الله» عن الحدود مع الأردن – الأمر الذي بدوره لا يعجب إيران إنما اضطرت للرضوخ له تطبيقاً للتفاهم الأميركي والروسي بأن الوجود العسكري غير السوري في الجنوب غير مقبول.

من جانبها نشرت مجلة “ذي أتلانتك” مقالا للسفير الأمريكي السابق لسوريا روبرت فورد والأستاذ في جامعة ييل  قال فيه “يمكن للنظام بعد الإتفاق  نقل قواته من جنوب غرب سوريا، وتوجيهها ضد تنظيم داعش ، وبالطبع فإن هناك احتمالا بأن ينقل قواته لقتال قوى معارضة في بعض البلدات التي لا يمتد إليها الإتفاق مايعني مزيدا من القتال ونزوح الآلاف”.

وأضاف إن التوقف المؤقت عن القتال يقوي النظام  , وكلما تحسن وضع الحكومة السورية يقل تأثير روسيا عليها”.

ويقول إذا نجح وقف إطلاق النار وتم توسيعه، فسينتج عنه سوريا تهيمن عليها فصائل مختلفة، نظام الأسد والأكراد السوريون والسوريون العرب، وفي ظل سوريا مقسمة بهذا الشكل، ومع جيران يرغبون التدخل فيها ، فإنها لن تكون مستقرة، وتقضي عمرها في حالة مفاوضات سلام، مثل تلك المفاوضات الفاشلة في جنيف، وسيبقى نظام الأسد المدعوم من إيران يحاول قضم مناطق المعارضة”.

في صحيفة المستقبل كتب على نون  إن المعضلة التي يواجهها الروس، تكمن في أن إدارة ترامب لن تشتري منهم مصير الأسد ولو ” بفرنك مبخوش ” بحسب تعبيره ! ولن تقبل بمقايضته بأي أمر ذي شأن. وعلى العكس من أداء إدارة باراك أوباما، فهي مستعدة للتسليم بنفوذهم ومصالحهم في سوريا لكن ليس على حساب الحلفاء العرب وإنما على حساب حليفهم الإيراني!، ثمَّ على قاعدة التوافق المسبق (والمبدئي!) على حفظ «المصالح الإسرائيلية».

المرحلة الراهنة صعبة على المعارضة والشعب السوري في الإجمال، لكن المرحلة الآتية ستكون أصعب على الأسد والإيرانيين.. وكلٌّ منهما سيحاول بيع الآخر في مقابل بقاء أو نفوذ مدّعى !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى