بعد تسجيل 1100 إصابة بمرض الليشمانيا في ريف حلب.. حملة رش مبيدات حشرية لمكافحة المرض

راديو الكل/ريف حلب

تقرير وقراءة: غنى مصطفى

تسببت ظروف الحرب بتردي وضع الخدمات والنظافة عمومًا وخاصة في المناطق المحررة، حيث تتراكم القمامة والنفايات، لتشكّل بيئة مناسبة لانتشار الأمراض الجلدية، مثل الليشمانيا أو “حبة حلب” كما تعرف.

وفي هذا الإطار، بدأت منظمة Monitor البريطانية، مطلع شهر تموز/يوليو الجاري، برش المبيدات الحشرية في مناطق ريف حلب، للحدّ من تفشّي مرض الليشمانيا، ويستمر العمل مدة شهر ونصف بواسطة فرق جوّالة مدربة، تتنقل بين المنازل مستهدفة بشكل خاص الأقبية والطوابق السفلى من الأبنية، إضافة إلى حظائر الحيوانات، حسب ما قال “محمد هديبان”، مدير البرنامج الوقائي في منظمة Monitor، والذي أكد تأمين الوقاية مدة 6 أشهر من كافة أنواع الحشرات، وفي مقدمتها ذبابة الرمل الناقل لمرض الليشمانيا.

وأفاد “هديبان” خلال حديثه مع راديو الكل، بتسجيل 1100حالة إصابة بمرض الليشمانيا هذا العام، في مناطق عنجارة، ومعارة الأتارب، وكفر داعل، ومدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، بينهم 800 حالة شفيت، فيما لا تزال باقي الحالات تتلقى العلاج، الذي يستمر بين أسبوعين ولغاية الشهر حسب الإصابة، ولفت المصدر ذاته، إلى الإقبال الكبير الذي حظيت به حملة مكافحة الليشمانيا من قبل الأهالي، ويعود ذلك إلى استمرارية عملها على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، سيما وأنه يتم الإعلان عن الحملة وفعالياتها قبل عدة أيام عبر وسائل الإعلام.

وأشار “هديبان” إلى رش المخيمات المتواجدة على الشريط الحدودي التابعة لمدينة أعزاز والقرى التابعة لها، ومن المزمع استهداف مدن الباب وجرابلس الواقعة بريف حلب الشرقي قبل نهاية موسم انتقال حشرة ذبابة الرمل، في أيلول/سبتمبر المقبل، حسب قوله.

اللشيمانيا مرض طفيلي المنشأ، ينتقل عن طريق لسعة ذبابة الرمل، وهي حشرة صغيرة تنقل طفيلي الليشمانيا عن طريق مصه من دم إنسان مصاب ثم تنقله إلى دم الشخص التالي فينتقل له المرض، حسب ما أوضح الدكتور “مصطفى حمدان”، أخصائي الأمراض الباطنية العامة، والذي أشار إلى وجود نوعين من المرض، الليشمانيا الجلدية وتصيب المناطق المكشوفة من الجسم، والليشمانيا الحشوية وهي أقل انتشارًا من الأولى.

ويتم علاج حالات الليشمانيا بحسب الدكتور “حمدان”، عن طريق الحقن الموضعي أو العضلي، تبعًا لمكان الإصابة ومدى انتشارها في الجسم، منوهًا إلى أنه يمكن الوقاية من الإصابة بالليشمانيا بارتداء ملابس ذات أكمام طويلة، والقضاء على ذباب الرمل الناقل للمرض باستعمال المبيدات الحشرية.

صعوبات عدة ومعوقات؛ تواجه الفرق العاملة برش المبيدات الحشرية، بدءًا من صعوبة التنقل بين المناطق المحررة، وليس انتهاء بارتفاع التكاليف، لكن ورغم ذلك، حملة مكافحة الليشمانيا مستمرة منذ 3 أعوام، لتأمين الحماية من هذا المرض ضمن المتاح، وفق المصدر ذاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى