3000 عائلة تهجر المخيمات وتعود إلى منازلها شمال البلاد في ظل هدنة تخفيف التوتر

راديو الكل/إدلب/ تقرير: محمد العبد لله قراءة: فؤاد بصبوص

بعد ما يقارب الشهرين على سريان مفعول اتفاق أستانا بشأن مناطق تخفيف التوتر، وثّق مكتب الإحصاء العام التابع لمنظمة ACTED؛ عودة نحو 3 آلاف عائلة نازحة في مخيمات الشمال السوري، إلى بلداتها وقراها في المناطق المحررة، حيث وجدت فسحة لتنفس الصعداء، بعد معاناة طويلة من وضع معيشي وإنساني يفتقد أبسط مقومات الحياة الكريمة.

وبحسب إحصائيات المصدر ذاته، ينتشر نحو 250 مخيمًا على طول الشريط الحدودي مع تركيا، بين مدينة حارم وقرية أطمة شمال إدلب، وتضم هذه التجمعات أكثر من 23 ألف عائلة نازحة من أرياف حماة وإدلب، وبعض المناطق الأخرى التي شهدت عمليات تهجير قسري مؤخرًا مثل حمص والريف الدمشقي، فيما يحتضن ريف إدلب الشرقي عشرات المخيمات العشوائية، التي تؤوي ما لا يقل عن 2000 عائلة، تعيش في خيام لا تقي حرّ الصيف ولا برد الشتاء.

غربًا في ريف إدلب، تنتشر مخيمات النازحين في المناطق الجبلية والأحراش، قرب التجمعات السكنية الرئيسية كمدينة دركوش، وقريتي الناجية وخربة الجوز، وتضم قرابة 35 ألف نازح، غالبيتهم من ريف اللاذقية وحماة وريف جسر الشغور، وإلى الجوار في الريف الجنوبي؛ تنتشر 5 مخيمات في الأراضي الزراعية بين بلدتي الهبيط و معر زيتا، تقطن فيها 300 عائلة من مناطق، كفر هود، وكفر نبودة، واللطامنة، والطار الغربي.

وفي ذات السياق، توجد 4 تجمعات سكنية في مناطق، حاس، كفرنبل، معرة حرمة، ومعرزيتا، تضم أبنية مكّونة من 3 طبقات، تعيش فيها قرابة 250 عائلة نازحة، وفق مكتب الإحصاء العام، كما تنتشر عشرات العوائل في المناطق الحرجية بالقرب من مدينة كفرنبل، حيث اتخذ النازحون من الأماكن الأثرية والمغارات مساكن لهم.

في ريف إدلب الجنوبي، تتعرض بلدة التمانعة هناك لقصف شبه يومي، يُضطر معه الأهالي إلى النزوح نحو المزارع القريبة من البلدة، ليتبعثروا في خيام عشوائية وغير منتظمة، من بينها مخيم “تل الشيح” الذي يضم قرابة 600 نازح من ريف حماة الشمالي الشرقي، والأمر ذاته ينساق على المنطقة المحاذية لريف حماة الشمالي الشرقي، حيث توجد خيام عدة في بلدة عطشان وأم حارتين، تضم قرابة 400 نازح من ريف حماة الشمالي.

“علي المقصوص”، رب أسرة مؤلفة من 4 أفراد، نزح قبل أربع سنوات من مدينة “كفر نبل” جنوب إدلب، ليستقر في المخيمات الحدودية طيلة السنوات الماضية، بانتظار عودة تحققت رغم ما فيها من خطر وحذر من قصف مفاجئ، كما حدث في مدينتي سراقب وأريحا سابقًا، حيث ارتكب النظام مجزرة رغم الهدنة التي كانت قائمة، وفق “المقصوص”، واصفًا في الوقت ذاته عودته إلى بلدته ومنزله، بأنها “فرحة لا توصف”، حسب تعبيره.

وأوضح المصدر ذاته، أنه لم يجرِ أي ترميم أو إصلاحات لمنزله المتضرر، تحسبًا لقصف جديد قد يطاله، وفضّل الاستقرار ضمن الوضع الحالي مع بساطته وتواضعه، وأردف “علي” قائلًا، بأن ثمة فرق كبير بين السكنى في المخيم، والعودة إلى المنزل حيث الأهل والجيران، لافتًا إلى شظف العيش في المخيمات وصعوبة التأقلم مع الحياة هناك، وهو ما يدفع النازحين للتشبث أكثر بأراضيهم، ومواصلة الكفاح ضد النظام كما أكد في حديثه مع راديو الكل.

وعبّر “علي” في ختام حديثه، عن رجائه بأن تشمل الهدنة باقي المناطق الساخنة، على نحو يسمح لجميع النازحين والمهجّرين بالعودة إلى مدنهم وبلداتهم، بانتظار أن تنتهي الحرب ويسقط النظام بكل رموزه، كي تعود سوريا كما تستحق أن تكون بلد الخير والجمال.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى