إشكالية اندماج المهجّرين في المجتمعات الجديدة ومخاوف من أنه قد يحرمهم حق العودة

تقرير: سارة سعد  – قراءة: فؤاد بصبوص

راديو الكل/إدلب

تواجه عملية اندماج الوافدين إلى المجتمعات المحلية الجديدة مجموعة من المشاكل، من بينها الاختلاف في العادات والتقاليد، كما في محافظة إدلب، التي تحولت إلى قبلة للنازحين والمهجّرين قسريًا، بموجب بعض الاتفاقات التي تمت بين النظام والمعارضة، ما تسبب بزيادة الغضط السكاني في المنطقة.

“عبيدة”، أحد سكان مدينة سراقب في ريف إدلب، يتحدث لراديو الكل عن الظروف التي أجبرت آلاف السكان على الخروج من مناطقهم، وكيف اضطروا لمغادرة منازلهم هربًا من القصف أو الاعتقال والملاحقة الأمنية، واعتبر بأن كل إنسان يمكن له تقبّل محيطه ومجتمعه الجديد، وتأسيس شبكة علاقات اجتماعية واسعة، خاصة وأن معظم السكان الأصليين يملكون من حسن الخلق والضيافة ما يجعلهم يرحبون بقدوم الوافدين، منوهًا بأن هذا الاندماج لا يحرم المهجّرين والنازحين من حق العودة لأراضيهم.

من سراقب أيضًا، يرى “ليث” بأن جميع أطياف الشعب السوري تلتقي حول نفس أصول التربية والأخلاق، مع اختلاف لا يذكر في بعض الطقوس والعادات تبعًا للمنطقة وثقافتها، وهو السبب وراء ما تشهده المنطقة من اندماج ملحوظ بين السكان الأصليين والوافدين الجدد، فيما يبقى هذا الأمر ليس بالسهل على كثيرين ممن يرفضون أي بديل يختلف عن مجتمعهم، وأردف ليث قائلاً، بأن استقرار المهجّرين ولو لفترة طويلة؛ لا يمنع عودتهم إلى مناطقهم في أي وقت، مؤكدًا بأنه يدعم فكرة الزواج بين المهجّرين والسكان.

على المقلب الآخر، يرفض “فواز” فكرة الاندماج، ويشدد على أنه ضد انصهار المهجرين في المجتمع الجديد جملة وتفصيلًا، وخاصة مسألة الزواج، وعزا ذلك إلى أنه سيفقد الوافدين حقهم في العودة إلى مناطقهم، حيث لابدّ لهم من عودة إليها ولو بعد حين.

الجدير بالذكر، أنه ورغم صعوبة الإندماج وإشكالياته المتعددة، إلا أن هناك فئة لا بأس بها من الشباب المهجّرين؛ استطاعت أن تفرض وجودها في الوسط الجديد، وأن تحقق ذاتها وتتميز على كثيرين آخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى