بعد تصاعد الضغوطات على اللاجئين السوريين الجيش اللبناني يحشد لمعركة في جرود عرسال بمشاركة مليشيات حزب الله

عواصم ـ راديو الكل ـ تقرير

العملية العسكرية التي يقوم الجيش اللبناني بالتحضير لها  في جرود عرسال ترافقت مع استمرار التضييق على السوريين المتواجدين في لبنان خصوصا اللاجئين منهم المنتشرين في معظمهم في مخيمات منطقة عرسال والتي كانت تعرضت مؤخرا لحملة مداهمات من قبل الجيش اللبناني مدعوما بميليشا حزب الله راح ضحيتها نحو تسعة عشر قتيلا إضافة إلى عشرة آخرين قتلوا تحت التعذيب بعد اعتقالهم بحسب ناشطين ومنظمات حقوقية لبنانية .

وبعد أن أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في مجلس النواب بالأمس أن تعليمات صدرت للجيش  لتنفيذ ما أسماها عملية مدروسة في جرود بلدة عرسال الحدودية مع سوريا ، وإن الحكومة تعطيه الحرية” في ذلك دون أن يتطرق لقضية اللاجئين , قال الرئس ميشيل عون إن لبنان لم يعد قادرا على حمل أعباء اللاجئين السوريين,

وأضاف عون  ” إذا كنا نعمل على عودة من أمساهم بالنازحين فلأن لبنان لم يعد قادرا على حمل الأعباء”.

تصريح الرئيس اللبناني يأتي في ظل تواصل التجييش الرسمي في لبنان وحشد الرأي العام بشكل سلبي ضد اللاجئين السوريين، بالتزامن مع مساعٍ لميليشيا “حزب الله”، وأطراف أخرى داخل الحكومة اللبنانية مقربة من النظام للضغط على السوريين لإجبارهم على العودة إلى بلدهم رغم الخطر الكبير الذي ينتظرهم هناك من نظام بشار الأسد والميليشيات الداعمة له على رأسها “حزب الله”.

وفي هذا السياق توجه البطريك الماروني مار بشارة بطرس الراعي برسالة إلى الرئيس اللبناني، يحذره فيها من التواجد السوري في لبنان، مقدماً صورة خطرة لوجودهم هناك.

وحمّل الراعي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام لبنانية  اللاجئين السوريين مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية للبنانيين، والتي كانت متدهورة بالأساس قبل وصول اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

موقع المدن اللبناني قال أنه وفقا للتقديرات فإن حزب الله جهّز نحو 5 آلاف مقاتل لخوض معركة جرود عرسال ، وهو يشدد على أنه سيبدأها من الجهة السورية، فيما الجيش اللبناني لن يكون شريكاً في هذه المعركة، بل سيعمل على حماية الحدود من المتسللين. لكن هناك من يعتبر أن حزب الله كان يسعى عبر أساليبه إلى اشراك الجيش في هذه المعركة. وهذا ما تجلّى من خلال التوتر الذي حصل بين السوريين واللبنانيين أخيراً.

وأضاف الموقع إن  مصادر الفصائل في القلمون المقابلة لجرود عرسال أكدت حصول تحضيرات وتحركات عسكرية من قبل ميليشيا حزب الله في مختلف المناطق الجردية.

ونقل موقع المدن عن المتحدث بإسم سرايا أهل الشام عمر الشيخ، قوله  إن الفصائل تدرس كل الخيارات المطروحة على الطاولة، كما أنها تأخذ بالإعتبار إلى حد بعيد مسألة حماية اللاجئين السوريين في عرسال ولبنان، وتأمين سلامتهم. ويشدد الشيخ على أنهم يرفضون أي اشتباك مع الجيش اللبناني أو داخل الأراضي اللبنانية، مؤكداً أنهم يتعاطون مع لبنان كدولة مضيفة ليس أكثر.

من جانبه انتقد وزير العدل اللبناني السابق، أشرف ريفي دور حزب الله في التحريض على اللاجئين السوريين في لبنان.

وقال ريفي، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية”، إن اللاجئين السوريين لم يغادروا بلادهم طوعا، وأنهم هربوا من القتل الممارس بحقهم من النظام السوري وميليشيا حزب الله.

ونبه ريفي إلى ما اعتبره ارتماءً من الحكومة اللبنانية في أحضان حزب الله، مشيرا الى أن عدد وزراء الحزب في الحكومة يفوق أي فريق سياسي آخر.

تقول مصادر المعارضة إن حزب الله  الذي كان له الدور الأكبر  في مساعدة النظام على  إغراق البلاد في  الدماء وتدمير  المناطق السكنية  , كان ضالعا في إخراج السوريين من  بيوتهم و هاهو الآن  يعمل على إما قتلهم أو إعادتهم إلى مناطق النظام .

وكان رئيس الائتلاف الوطني المعارض رياض سيف بعث برسالة إلى الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غويتيرس، إضافة إلى كل من الرئيس اللبناني ميشيل عون ورئيس الوزراء سعد الحريري، أكد فيها على ضرورة حماية اللاجئين السوريين لبنان وعلى الأخص في منطقة عرسال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى