صحف عربية وعالمية ترسم صورة سلبية عن تداعيات معركة جرود عرسال

عواصم ـ خاص راديو الكل

رسمت صحف عربية وعالمية صورة سلبية لما ستحمله تداعيات معركة جرود عرسال التي أعلنتها ميليشيا حزب الله من استحواذ على منطقة نفوذ ستكون في مصلحة النظام وإيران.

في صحيفة النهار اللبنانية توقعت سناء الجاك أن ينقلب حزب الله على أركان الحكم بعد انتهاء معركة جرود عرسال كما كان انقلب عليهم بعد ثلاثة أيام على ما أسماه بالنصر الإلهي في حرب تموز 2006

وقالت سناء الجاك يبدو ان اهل الكراسي عندنا لا يعرفون الى أي منقلب ينقلبون غداة النصر الكبير. ويصعب التكهن بما سيؤول اليه مصيرهم، اذ بدأت تلوح ملامح التخوين والتعالي والتشفي.. والتهديد ببندقية المقاومة التي ستلاحقهم “في كل بلاد العرب وحيث أمكن الوصول”…

وأضافت إن “حزب الله” هو من ورَّط لبنان في الحرب السورية، اذ لم تكن لتفتح جبهات على الحدود اللبنانية لو لم يدخل الحزب بكل قواه العسكرية لينقذ نظام بشار الأسد ويطيل عمره، مهما تعددت حجج البدايات المتعلقة بالمقامات الشيعية او بغيرها، لأن سقوط هذا النظام ينعكس عليه ويضعف قدرته على الإمساك بمصير البلد، من دون ان يتوقف عند منسوب الحقد المرتفع الذي سيستتبع هذه الحرب وتداعياتها بين الشعبين السوري واللبناني

في القدس العربي قال وسال سعادة ..لا تنفع المكابرة: أكثرية من اللبنانيين تؤيد حملة «حزب الله» الجردية في الوقت الحاليّ. مؤسف هذا أو غير مؤسف ليست هنا القضية. القضية أنّها سابقة خطيرة. لم تحصل للحزب من قبل، وهي تحصل في ظلّ اختلال مريع لموازين القوى اقليمياً وداخلياً، ومحنة كبرى يتعرّض لها من صاروا يعرفون بـ»العرب السنّة» في المشرق العربي، وحسابات نصف مجاهر بها، ولا مجال لمناقشتها الآن، لكنها موجودة سواء عند أكراد العراق وسوريا، أو عند موارنة لبنان، بأنّ المرحلة المقبلة هي المواجهة بينهم وبين «الهلال الشيعي»، لكن المرحلة الحالية هي لجعل «العرب السنّة» يغادرون خشبة المسرح.

صحيفة الخليج اونلاين من جانبها نقلت عن مصادر قولها إنه بعد انتهاء المعارك في عرسال سيشعر اللاجئون بالضعف لعدم وجود مقاتلين في الجبال يحمونهم كما السابق ، كما أن الضغوط سوف تزداد عليهم للعودة لسوريا، بالإضافة إلى أن مناطق اللاجئين خارج عرسال سينتهي وجودها، وستكون المخيمات جميعها داخل البلدة، وستُضبط بشكل أكبر من قبل الجيش اللبناني”.

ونقلت الصحيفة عن الكاتب والباحث، وائل نجم: إن “العملية العسكرية التي بدأها حزب الله في جرود عرسال تأتي في سياق إحكام السيطرة على منطقة النفوذ التي يريدها وهي المحاذية للحدود السورية اللبنانية، وربما يكون هناك قلق على مصير عرسال والمخيمات مستقبلاً، والمعروف أن الاتفاقيات التي تمت من أجل خفض التصعيد والتوتر في بعض المناطق السورية بموجب لقاءات أستانة، أرادت منها إيران أن تكون منطقة النفوذ التي تتبعها عند طرفي الحدود وفي جوار دمشق، وربما يأتي الهجوم انطلاقاً من هذه الزاوية”.

من جهتها نشرت حنين غدار دراسة في معهد واشنطن تحت عنوان عرسال: العقبة الأخيرة أمام المنطقة الآمنة الخاصة بـ «حزب الله» قالت فيها انه في حال انتصرت ميليشيا حزب الله فأنه سيستتبع ذلك عودة المزيد من اللاجئين إلى سوريا، ما سيسمح لـ «حزب الله» في النهاية بإنشاء المنطقة الآمنة الخاصة به في لبنان وعلى طول الحدود السورية. وبطريقة أو بأخرى، سيقع اللاجئون تحت سيطرة «حزب الله»، سواء بقوا في المنطقة الآمنة التي يديرها هذا الحزب أو عادوا إلى سوريا للعيش تحت حكم الأسد.

وعلى المدى المتوسط، سيحظى «حزب الله» بمناطق سيطرة لا تخضع للتحدي حول الحدود اللبنانية- السورية، وبخط إمدادٍ آمن إلى وطنه الأم ومنه، وبالدعم المحلي الناتج عن إعلان النصر حتى وإن كان دعماً رمزياً.

وستكون النتائج المترتبة عن المنطقة الآمنة التي يديرها «حزب الله» وخيمة لأسبابٍ إنسانية وسياسية على حدٍ سواء. وسيؤدي هذا التطور إلى تفاقم الإحباط بين العائدين إلى سوريا، الأمر الذي يجعلهم مهيأين للتجنيد من قبل الجماعات الإسلامية – وإن لم يحدث ذلك الآن، فسيحدث في غضون سنوات قليلة.

ولتجنب هذه التداعيات، يجب أن تجسّد المحادثات الدولية بشأن اتفاقات وقف إطلاق النار في سوريا تحديات طويلة الأجل، تشمل اللاجئين والسلامة الفعلية للمناطق التي يعودون إليها. وينبغي على هذه المناقشات أيضاً أن تأخذ في الاعتبار الأسباب الحقيقية وراء النزاع السوري – وأن تقرّ بأن معظم اللاجئين، على الأقل في لبنان، كانوا يفرون من الأسد و«حزب الله»، وليس من تنظيم داعش .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى