خبراء يقدرون عدد المتشددين الروس الذين دفعت بهم السلطات إلى سوريا بعشرة آلاف

عواصم ـ راديو الكل

قدر خبراء عدد المتشددين الذين وفدوا من جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق إلى سوريا والإنضمام إلى داعش بنحو عشرة آلاف شخص معظمهم من مناطق مازالت تتبع لروسيا الإتحادية , في حين تؤكد مصادر متطابقة أن غالبية هؤلاء تم دفعهم بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل السلطات الروسية إلى سوريا .

ونقل موقع “أوراسيا ديلي” عن الخبيرأحمد يارليكابوف الباحث العلمي في مركز قضايا القوقاز والأمن الإقليمي وفي معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية لدى وزارة الخارجية الروسية قوله ” أن بالنسبة للمتحدرين من القوقاز الروسي وحده، هناك قرابة 8 آلاف مسلح وإذا أضفنا إليهم قرابة ألفي مقاتل من المتحدرين من جمهوريات جورجيا وأذربيجان، فسيكون الرقم على العموم قرابة عشرة آلاف ممن ذهبوا للقتال في الشرق الأوسط إلى جانب “داعش”.

بالطبع يوجد بينهم أولئك الذين خاب أملهم ولا يرغبون بالاستمرار لاحقا. ولكن قيادة “داعش” منذ عام 2015 اتجهت لتأليف شبكات لها خارج الشرق الأوسط، وأعتقد أن بعضا من هؤلاء سوف يغادر الشرق الأوسط، لهذا الهدف في المقام الأول، ويجب علينا أن نأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار.

وأقر الخبير الروسي بأنه تم اتخاذ قرار رسمي بعدم السماح للمتشددين بالعودة إلى روسيا وقال : ” إن أحد الأسباب وراء ذلك يكمن في مشاركة القوات العسكرية الروسية في سوريا، حيث وضعت مهمة القضاء عليهم في مكانهم “

وكانت رويترز نشرت في أيار من العام الماضي تقريرا نقلت فيه عمن أسمتهم أقارب  ومسؤولين حاليين وسابقين القول إن ن موسكو أرادت التخلص من خطر الهجمات الإرهابية في الداخل لذلك غض مسؤولو المخابرات والشرطة الطرف عن مغادرة  المتشددين للبلاد. وتقول بعض المصادر إن المسؤولين ذهبوا إلى حد تشجيع المتشددين على المغادرة.

وذكرت هذه المصادر بحسب رويترز إن تلك الخطة من جانب روسيا استمرت قائمة حتى عام 2014 على الأقل. وأشارت الحالات التي تم رصدها إلى أن تلك الخطة تم الإسراع بتنفيذها قبل الألعاب الأوليمبية الشتوية التي أقيمت في منتجع سوتشي الروسي عام 2014 لأن السلطات الروسية خشيت من أن المتشددين من داخلها قد يستهدفون ذلك الحدث الدولي.

ونقلت الوكالة عن  “ألكسندر بورتنيكوف” مدير جهاز الأمن الروسي قوله  في جلسة للجنة مكافحة الإرهاب الوطنية في أواخر العام الماضي إن بحلول ديسمبر/ كانون الأول 2015 لقد غادر نحو 2900 روسي للقتال في الشرق الأوسط

وبيّنت “إيكاترينا سوكيريانسكايا” كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية وهي هيئة مستقلة تهدف لحل الصراعات “اللغة الروسية هي اللغة الثالثة التي يتم التحدث بها داخل تنظيم داعش بعد العربية والانجليزية. وروسيا هي أحد الموردين المهمين للمقاتلين الأجانب.”

وأكد ضابط بأجهزة الأمن شارك في المفاوضات مع المتشددين من قرية نوفوساسيتلي أن عدداً قليلاً من المقاتلين “ألقوا السلاح وخرجوا” من مخابئهم قبل أن يسافروا في وقت لاحق إلى سورية. وأضاف: “أوقفنا مقاضاتهم بعدما ألقوا السلاح.”

وتابع: “إذا كانت (السلطات) لم تتخذ ضدهم أي إجراءات وفقاً للقانون فإنهم يملكون نفس الحقوق كأي مواطن روسي. بمقدورهم الحصول على جواز سفر ومغادرة البلاد.”

وتنفي السلطات الروسية إدارتها في أي وقت من الأوقات لبرنامج لمساعدة المتشددين على مغادرة البلاد. وتدعي أن المتشددين غادروا بإرادتهم ودون مساعدة من الدولة. وألقى المسؤولون ومن بينهم “بورتنيكوف” مدير جهاز الأمن الروسي وكذلك السلطات في شمال القوقاز باللوم في مغادرة المتطرفين على من يقومون بالتجنيد لصفوف “تنظيم داعش” والدول الأجنبية التي تعطي المتطرفين ممراً آمناً إلى سورية ومناطق أخرى.

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية أن مزاعم مساعدة وكالات ” إنفاذ القانون الروسية ” للمتشددين “لا أساس لها”. وأضافت أن تلك الوكالات تتخذ العديد من الإجراءات لمنع المتشددين من المغادرة ولمحاسبة من عادوا.

وتؤكد مصادر مطلعة استنادا إلى تطورات القضية السورية والموقف الروسي منها أن الروس أرادوا من خلال الدفع بالمتشددين إلى سوريا تكريس ما دأب عليه النظام من أن حربه هي على الإرهاب وليس هناك ثورة ودخول القوات الروسية بقوة في البلاد بحجة محاربة الإرهاب من أجل منع سقوط النظام .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى