صحف أمريكية تعلق على قرار الإدرارة الإمريكية وقف دعم المعارضة السورية

للاستماع :

استحوذت المواقف والتصريحات الأمريكية الأخيرة المتعلقة بالشأن السوري على اهتمامات الصحف العالمية  مبرزة خصوصا قرار الإدارة الأمريكية وقف دعم المعارضة وتناولت أبعاده وتداعياته على السياسية الأمريكية في سوريا

شككت افتتاحية وول ستريت جورنال في أن تكون لدى إدارة ترمب سياسة في سوريا، وأنه حتى إذا كانت هناك سياسة فإنها غير واضحة، وقالت إن قرارات الإدارة الأخيرة توحي بأن البيت الأبيض قد يكون مستعدا لاستيعاب الهدف الروسي والإيراني بدعم نظام بشار الأسد على المدى الطويل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة كشفت الأسبوع الماضي عن أنها توقفت عن مساعدة المقاتلين العرب السنة المناهضين للأسد الذين كانت تدربهم وتجهزهم وتمولهم المخابرات المركزية منذ عام 2013.

وعلقت بأن هذا الأمر قد يكون منطقيا لو أن أي أحد فهم ما تحاول الولايات المتحدة تحقيقه بعد الإطاحة بتنظيم داعش من مدينة الرقة (شمالي سوريا).

وقالت من الصعب تصور سوريا مستقرة ما دام الأسد في السلطة، ولكن إذا بقي فإن الهدف الأميركي يجب أن يكون بلدا مقسما مع مناطق آمنة للسنة والأكراد الذين ساعدوا في تحرير الرقة

وأشارت الصحيفة إلى أن وقف دعم الجيش السوري الحر طالما كان رغبة  روسيا وإيرانيا؛

من جانبها  رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تُكرِّر نفس أخطاء سلفه السابق باراك أوباما في سوريا.

وقالت الصحيفة، إن “مسؤولي إدارة ترامب، لطالما انتقدوا سياسة أوباما الفاشلة في سوريا لتبرير نهجهم، الذي يشمل التعاون مع روسيا وقبول استمرار حكم بشار الأسد، والتخلي عن العديد من الفصائل المعارضة التي دعمتها الولايات المتحدة لسنوات”.

وأضافت: “بالرغم من حقيقة أن فريق ترامب ورث ملفًا مرعبًا في سوريا من الإدارة السابقة، إلا أن طريقة التعامل معه تكرر نفس الأخطاء الجوهرية التي وقع فيها أوباما، ومن المرجح أنها ستؤدي إلى نفس النتائج السلبية والوخيمة على الصراع السوري، وكذلك على المصالح الأمريكية في المنطقة”.

وتابعت الصحيفة: “لكي نصبح على يقين، فإن أوباما وكيري ارتكبا أخطاءً كثيرة، منها أن جهود واشنطن لتدريب وتسليح المعارضة اتسمت بضعف التنفيذ، بل ودفعت إلى التدخل العسكرى الروسي عام 2015، علاوة على أن إدارة أوباما تخلَّت عن أولوية السعي إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، ثم بدأت في العمل مع روسيا لصالح تفعيل وقف إطلاق النار، وهذا الأمر يوفر أفضل أمل لوقف المذابح في سوريا”.

وعدت الصحيفة أن “ترامب، ربما لا يملك فعلًا خيارات كثيرة في التعامل مع ملف سوريا، غير أن إدارته كانت تستطيع عدم تكرار أخطاء كيري، التي تمحورت حول التفاوض مع روسيا دون ممارسة أي ضغوط، ولذلك فإن قرار ترامب بوقف برنامج (سي آي إيه) لتدريب وتسليح بعض جماعات المعارضة السورية التي تحارب الأسد، يعتبر قصير المدى”، على حد قوله.

ونشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانيّة تقريرًا للكاتب روبرت فيسك، تحدّث فيه عن زيارته الأخيرة لسوريا، حيثُ إستمع الى محاضرات واطّلع على خارطات لفهم طبيعة سير المعارك.

وخلص فيسك إلى أنّ تعاونًا سريًا روسيًا كرديًا سوريًا يحصل في البادية السورية عبر “مركز تنسيق”، وذلك لأنّ جميع الأطراف في سوريا سعت منذ إندلاع الحرب الى تفادي أي إشتباك عسكري بين موسكو وواشنطن.

وقال فيسك: “بعد التقدّم العسكري للنظام الى حدود عاصمة “داعش” الرقة، بات الروس والنظام   ووحدات حماية الشعب الكرديّة نظريًّا حلفاء للولايات المتحدة في حملتها، فقد وضعوا إتفاقًا سريًا في البادية لتجنّب أي أخطاء بين القوات المدعومة من روسيا والقوات المدعومة من الولايات المتحدة”.

ويظهر جليًا أنّ قوات النظام قد تدخل في حملة “التحالف” ضد “داعش”، بحسب فيسك الذي أشار إلى أنّ أحد جنرالات الجيش الروسي في سوريا إبتسم له باحترام إلا أنّه رفض التحدث معه، وقال له مقاتل كردي بالغ من العمر 24 عامًا “كلنا هنا في حملة واحدة ضد داعش”. وأضاف إنّه خلال الأسبوعين الأخيرين نفذت الطائرات الروسية غارة عن طريق الخطأ على موقع كردي.

معهد واشنطن نشر دراسة للباحث يوسف صداقي قال فيها إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تحتاج اليوم لاتخاذ قرار نهائي في ما يخص استراتيجيتها في محاربة الإرهاب والحرب الدائرة في سوريا

وأضاف إن ما تبقى من قوات المعارضة على الأرض السورية والتي ما زالت تحتفظ بالحد الأدنى من مبادئ الثورة فهي تعاني من مصاعب كبيرة، ومخاطر قاتلة.  فالموارد المالية المتاحة لا تغطى احتياجاتها الأساسية، والدعم العسكري الغير مستقر أساسا يتطلب العديد من التنازلات.

و لعل أخطر التحديات هو انتهازية الفصائل السلفية الجهادية و استغلالها عدم استقرار الدعم المقدم للفصائل الثورية  لتفرض عليها التبعية لها في القول والفعل حتى ترضخ، والا فان الإسلاميين يبدؤون بحربهم  واستهدافهم من حملات اعتقالات واغتيالات، وإعدامات للقادة

وأضاف إن واقع الأرض في سوريا يتطلب من كلا الفريقين (الولايات المتحدة الأمريكية والقوات العربية) محاولة الوصول لبعضهما. لكن خلق تحالف بين الطرفين يتوقف على امرين، الأول أنه يجب على ترامب أن يقرر ما إذا كان يريد التحرك أم لا. والأمر الثاني على ما تبقى من القوات العربية المعتدلة أن تقرر ما إذا كانت ستغتنم الفرصة للتعاون مع الإدارة الأمريكية لتصبح عنصرا فاعلا في السياسة السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى