حريق ضخم في باب الجابية والاتهام يوجه للإيرانيين وعملائهم

 دمشق ـ راديو الكل 

اندلع حريق ضخم يوم الخميس، في محيط منطقة باب الجابية في العاصمة دمشق من دون ورود أنباء عن إصابات بينما نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي صور للحريق في المنطقة من دون ورود مزيد من التفاصيل.

تحدثت مصادر صحفية عن أن سبب الحريق كان اشتعال مواد بمستودع للأحذية، وامتد إلى المحلات المجاورة والمنازل القريبة الذي استمر أكثر من ساعتين، وشوهدت نيرانه تتصاعد من داخل المستودع لتمتد إلى محل أغذية ملاصق للمستودع ومنه إلى المحلّات المجاورة ولتحاصر على إثر امتداد الحريق عائلتين كانتا موجودتين في المنازل المجاورة للمحلات التجارية.

وكان اندلع حريق ضخم في منطقة العصرونية في دمشق القديمة، في شهر نيسان من العام الفائت؛ تضررت خلاله عشرات المحال التجارية وقالت حينها وكالة أنباء النظام سانا: “إن الحريق ناجم عن ماس كهربائي”.

وقال محللون: إن القراءة الأولية للحريق في ظل ما يحكى عن وجود مخطط إيراني للاستيلاء على سوق العصرونية، ولاحقاً سوق البزورية بقلب دمشق، لا تشير فقط إلى تورط النظام فيه من خلال رجال أعمال مرتبطين به، بل أيضاً إلى دوره في التسليم لإيران بأي قطعة تريدها من البلاد.

الإيرانيون كما تقول مصادر مطلعة حاولوا من خلال مكاتب عقارية بدمشق، منذ بداية الثورة شراء محلات العصرونية بأسعار كبيرة،  لكن تجاراً قلّة استجابوا للعروض الإيرانية وباع بعضهم محلاته بينما رفض الأغلبية البيع إلا أن النظام كلف رجل أعمال مقرباً منه بطلب من إيران العمل على استملاك سوق العصرونية واشترى بعض المحلات، باسم وسيط، لكن أصحاب المحلات الكبرى، رفضوا البيع، وقدّرت المصادر نسبة ما بِيع من محلات العصرونية قبل الحريق، بـ خمسة بالمئة فقط .

ويقول تجار: إن رجل الأعمال  ابتز التجار الذين تعرضوا لخسائر كبيرة، بأن يساعدهم على ترميم محلاتهم، مقابل الحصول على الطوابق العلوية منها وتعهد لهم بتمويل عملية إصلاح الأضرار بـ”مليار ليرة مقابل ذلك حيث صدم الكثير من التجار بهذا الكلام الذي يؤكد أن النظام وإيران ضالعان في الحريق المؤامرة التي تُحاك ليس ضد العصرونية القريبة مما يقال إنه مقام السيدة رقية فقط بل ضد دمشق القديمة.

وتقول مصادر وثيقة: إن النظام عمل بأقصى ما يمكن لكي يؤمن التزاماته إزاء ايران التي أمدته بالمال والسلاح والمقاتلين، فهو لا يجرؤ على التلكؤ بتنفيذ أي التزام إزاءها وقد حمته من السقوط على أيدي الثوار، لذلك فهو يقوم  بالضغط على السكان من أجل بيع منازلهم والمحلات التجارية القريبة مما يظن أنه “مرقد السيدة رقيّة” الواقع بدمشق القديمة، ولا يبعد سوى أمتار قليلة عن الجامع الأموي، للإيرانين.

لم يكن من الضروري أن يشتعل سوق العصرونية في دمشق القديمة الذي يجاور مقام السيدة رقية لتكشف نيرانه بعضاً من ملامح التغلغل الإيراني في سوريا، فلهيب الجبهات التي يقودها الحرس الثوري نيابة عن الأسد أو دعماً له كافية الدلالة على مدى عمق هذا التمدد “الاحتلال” في طول البلاد وعرضها.

الدلالة العنيفة في هذا الحدث لا تقلل من مستوى العنف الذي يمارسه الإيرانيون بحق السكان في المناطق المختلفة في وقت يتزامن مع اشعال هذه المحال “القريبة من مقام السيدة رقية” ما يسلط الضوء على الأدوات المستخدمة أو الوسائل والغاية منه، وهل هي دينية أم سياسية أم اقتصادية ولاسيما بعد سلسلة الحرائق التي تحدث بين الحين والآخر في باب السريجة وباب البريد وأخيراً في باب الجابية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى