دوافع معركة عرسال وانعكاساتها , ومناطق تخفيف التوتر في الصحف العربية والأجنبية

 

عواصم ـ راديو الكل ـ تقرير

ركزت الصحف العربية والأجنبية على دوافع معركة عرسال وتداعياتها وعلى اتفاقات تخيف التوتر ومواقف الدول المتدخلة في الشأن السوري لا سيما روسيا والولايات المتحدة

في صحيفة الحياة كتبت راغدة درغام أنه في لبنان، الأمين العام لـ «حزب الله» ينصّب نفسه قائد  نموذج الجيش الموازي الموالي لطهران، ثم رفع راية مكافحة الإرهاب ضد «النصرة» و «داعش» أينما كان تلبية للنداء الأميركي وللاستراتيجية الإيرانية في إطار التموضع قبل اقتسام النفوذ في سورية والعراق.

هذا مع الاحتفاظ بأدوات السيطرة على لبنان وعلى أوتار الخلاف الشيعي– السنّي في كامل البقعة العربية. هنا بالذات تتداخل الانتصارات الحقيقية والمزعومة في الحرب على الإرهاب. هنا تبرز إما السذاجة الأميركية –كما يراها البعض– وإما الحنكة الاستراتيجية الأميركية التي قررت أن مصالحها ما زالت تقتضي الاستمرار في إشعال النزاع السنّي– الشيعي بشراكة مع روسيا.

من المفيد للدول العربية توخي الحذر لأن في الاعتماد على الوعود الأميركية مقامرة ومغامرة. قمة الرياض أخذت وعوداً من ترامب وحشدت تعهدات بضمان تنفيذ الوعود. واقع الأمر الميداني يوحي بأن إدارة ترامب تبنّت فعلياً سياسة إدارة أوباما في سورية، وكذلك في العراق.

في العرب اللندنية كتب خيرالله خيرالله  إن ما يحصل حاليا في جرود عرسال تكرار لسيناريو مملّ لأحداث سابقة سيعلن بعدها “حزب الله”، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني عن “انتصار إلهي” جديد. كانت نتيجة حرب صيف 2006 انتصارا حقيقيا لـ“حزب الله” على لبنان وليس على إسرائيل.

زادت الرغبة الإيرانية في تحويل لبنان إلى مجرّد مستعمرة إيرانية في ضوء التطورات الأخيرة في سوريا. لا يمكن لإيران القبول بأن تكون خارج اتفاق أميركي- روسي- أردني في شأن الجنوب السوري يشمل جبهة الجولان.

تبدو الرسالة التي تريد إيران إيصالها لكل من يعنيه الأمر أن “حزب الله” يتحكّم بلبنان، أي أنها تتحكم بلبنان عبر الحزب وأن ما تحقق من نسف للسيادة الوطنية اللبنانية عن طريق إزالة “حزب الله” الحدود المعترف بها مع سوريا صار أمرا دائما.

من يريد محاربة الإرهاب لا يشنّ حربا على الشعب السوري من منطلق مذهبي. من يريد مكافحة الإرهاب بالفعل لا يلجأ إلى السلاح الكيميائي والبراميل المتفجرة في قصف المدنيين السوريين. من يريد مكافحة الإرهاب، أخيرا وليس آخرا، لا يلجأ إلى ميليشيات مذهبية لتهجير سوريين من أرضهم كي تثبت إيران أنّها طرف في أي اتفاق، طرف لا يمكن استبعاده في أي صفقة أميركية-روسية.

في صحيفة خبر تورك كتب سردار تورغوت  أنه قبيل قمة ترامب- بوتين، التي تمخضت عن قرارات هامة بشأن الأزمة السورية، أجرى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسينجر مباحثات سرية مع الرئيس الروسي، ووضع أسس الاتفاق الشامل من أجل ترامب. هذا ما أبلغني به مسؤولون في واشنطن معروفون بقربهم من إسرائيل.

الوزير المخضرم والمعروف بحنكته الكبيرة يشتهر لدى أوساط واشنطن بقدرته على ابتكار حلول للمشاكل الدولية المستعصية.  كما أنه شخصية دبلوماسية تحظى باحترام وتقدير كبيرين على الصعيدين الأمريكي والعالمي في آن معًا.

معلومات قليلة تسربت عن عملية التحضير لاتفاقية تخفيف التوتر في المنطقة الجنوبية والتي تشكل جزءًا من مخطط أكبر.

حتى أن مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر أخفى مسألة مباحثات كسينجر السرية بقوله إن أجندة قمة ترامب- بوتين ستكون مفتوحة، وإن ترامب سيبحث القضايا التي يريدها.

تقول المصادر إنه بينما كانت هذه التصريحات تصدر عن المسؤولين الأمريكيين، كان كيسنجر يجري سلسلة من المباحثات السرية مع بوتين في موسكو، ويضع أسس التعاون الأمريكي- الروسي.

هذه المعلومة، التي لم ترد حتى في وسائل الإعلام الرئيسية في واشنطن، عن دور كيسنجر قد تكون أثارت الدهشة هنا، لكنها لم تكن مفاجأة بالنسبة لي على الأقل.

في مجلة فورين بوليسي نقرأ : ” تبنَّت روسيا حملة تهدف إلى دفع الأمم المتحدة إلى إزالة الألغام من المواقع الأثرية الرومانية في تدمر، لكن بعض الدبلوماسيين الغربيين يظنون أن الكرملين يسعى إلى جعل الدول الأخرى تساعد روسيا على استغلال موارد المدينة الطبيعية الغنية.

ونقلت المجلة عن دبلوماسيين قولهم إن هذه الخطوة تتزامن مع ما أعلنته الحكومة الروسية من محاولة لحماية أطلال سوريا القديمة؛ لإقناع شركات الأمن الخاصة بتأمين الأراضي حول تدمر من مقاتلي داعش مقابل الحصول على حقول الغاز المربحة والتعدين.

مجلة نيوزويك الأمريكية قالت في مقال لها  إن الثورة السورية، في مراحلها الأولى كانت  معادية الطائفية بوضوح؛ إذ رفع المتظاهرون شعارات مثل “طائفتي الحرية” و”الشعب السوري واحد”. وقد حضر المسيحيون إلى الجوامع ليتمكنوا من الانضمام إلى المظاهرات عقب الصلوات، وهتف العرب كذلك بكلمة “أزادي”، المرادف الكردي لكلمة “حرية”. ومع تحرير الأراضي، تعاون السوريون من جميع الطوائف في المجالس المحلية المنتخبة.

وقالت  ثمة تغيرات حدثت غيرت هذا الطابع

وتعدد المجلة أسباب ذلك بـ
أولًا :  من الأعلى إلى أسفل ولّدها النظام

ثانيًا : من الأسفل إلى أعلى (تولّدت اجتماعياً)،

ثالثًا من الخارج إلى الداخل (غذّتها القوى الإقليمية)،

رابعًا من الداخل إلى الخارج (أي امتداد الصراع السوري إلى الدولة الإقليمية)”.

وتقول المجلة إن والأكثر أهمية من بين هذه الأسباب هو  “من الأعلى إلى أسفل”، التنازلية. ذلك أن نظام الأسد، منذ بداية التغيير الثوري، لجأ إلى “الاستخدام الاستراتيجي” للعنف الحكومي الواضح ضد السنة في الوقت الذي عمد فيه إلى تعبئة الأقليات لإضفاء الطابع السياسي على “ثوراتهم”. وبغية حشد دعم الأقليات، ولكي يقدّم نفسه للغرب على أنه أهون الشرور، ساعد النظام في خلق معارضة سنية جهادية من خلال تنظيم مذابح للمدنيين السنة (عام 2012) وإطلاق سراح آلاف المتطرفين من السجون (عام 2011)، بينما قام باعتقال الديمقراطيين وتعذيبهم وقتلهم.

وقد مارس كل من تنظيم داعش والتحالف الإيراني مع الأسد التطهير العرقي؛ وكانت أسباب تنظيم الدولة في ذلك أيديولوجية ودعائية، بينما كانت غاية الأسد سياسية على نحو أكبر تهدف للقضاء على الثائرين من السكان في النقاط الاستراتيجية واستبدالهم بموالين له. وبدرجة أقل، شاركت قطر وتركيا والسعودية في الكراهية الطائفية من خلال الدعاية وتمويل السنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى