الصحف العربية وقراءة في إعلان الهيئة العليا للمفاوضات عن اجتماع موسع

استحوذت التطورات التي رافقت إعلان الهيئة العليا للمفاوضات عقد اجتماع موسع لها في تشرين الأول المقبل على اهتمامات الصحف العربية في أحدث إصداراتها، مركزة على التسريبات التي أشارت إلى احتمالات مفتوحة من هذا الاجتماع محورها تغيرات سياسية قادمة

صحيفة عكاظ السعودية نقلت عن مصادر مطلعة في المعارضة قولها إن اجتماعاً موسعاً تمهيدياً سينعقد في الرياض في الخامسَ عشرَ من الشهر الجاري في إطار التحضير لجمع المِنصات المعارضة وإعادةِ تشكيل الهيئة العليا للرياض تمهيدا لتشكيل وفد مشترك يضم كل أطراف المعارضة في الوقت الذي تسعى الأمم المتحدة لعقد جولة مشاورات بعد تشكيل الهيئة الجديدة

وقالت المصادر إن مِنصتَي القاهرة وموسكو والهيئة العليا للمفاوضات ستكون في اجتماع مشترك في الرياض من أجل بلورة رؤية سياسية جديدة حول الحل السياسي وسط تمسك الهيئة برحيل الأسد قبل المرحلة الانتقالية

وكشفت مصادر في الهيئة العليا للمفاوضات أن ثَمةَ تبايناتٍ في الرأي بين المنصات حول مصير الأسد الأمر الذي سيتِم بحثه والخروجُ برؤية موحدة حِيال الحل السياسي  وَفق مقررات جنيف 1 والقرارِ ألفين ومئتين وأربعةٍ وخمسين  مشيرة إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات متمسكة بوثيقة الرياض التي اجمعت عليها المعارضة السورية في كانونَ الأول/ديسمبر عام 2015

في العربي الجديد كتب أحمد حمزة  تحت عنوان  أجواء “صفْقة قرن” سورية ” تحوم فوق الأطياف السورية المعارضة، أجواءُ قلق، إزاء ما يمكن أن يكون في طور التحضير للإجهاز على الثورة السورية وعلى قضيتها لحصر المعركة ضد “إرهاب داعش”، والتغاضي عن “إرهاب النظام”.

آخر مؤشرات القلق تلك، ظهرت من أجواء التحضير لمؤتمر الرياض اثنين المقررِ في أكتوبر/تشرينَ الأولِ المقبل، لإعادة هيكلة صفوف الهيئة العليا للتفاوض، بشكل ترغب الرياض في أن يدخل فيه ممثلو منصتي القاهرة وموسكو، المحسوبون على المعارضة المرضيّ عنها من دمشق ومن معسكرها، إلى صفوف الهيئة العليا للتفاوض، تمهيداً لإجراء تعديلات جَذرية في الخطاب السياسي للممثل الأوسع عن المعارضة السورية.

وينقل كاتب المقال عن مصدر في المعارضة السورية  قوله إن “المناخ السياسي العام السائد حالياً، مع جملة ما نفهمه من رسم التحالفات في المنطقة، يوحي بأن مؤتمر الرياض المقبل، سيكون مثقلاً بتحدياتٍ كبيرة تواجهها الهيئة العليا، من بينها القضية القديمة ــ الجديدة حول ضم منصتي القاهرة وموسكو لها، وهي قضية جدلية جداً بين المنصتين والهيئة العليا”، في إشارة إلى واقع أن وجهتي نظر (المنصتين) و”الهيئة” بعيدتان حول شكل ومضمون الحل السياسي، بما أن معظم رموز المنصتين المذكورتين، يرفضون علناً رحيل بشار الأسد.

في صحيفة الشرق الأوسط كتب إبراهيم حميدي ” انطلقت عجلة اتصالات لدعم جهود «الهيئة التفاوضية العليا» السورية لعقد مؤتمر موسع للمعارضة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، للوصول إلى رؤية سياسية ووفد موحد للدخول في مفاوضات جدية مع وفد دمشق لتنفيذ القرار الدولي ألفين ومئتين وأربعةٍ وخمسين وتحقيق انتقال سياسي.

ورافق  إعلانَ الهيئة العليا عن اجتماع موسع في تشرين الأول المقبل اتصالاتٌ دولية وإقليمية ودينامية جديدة، طالما سعى إليها معارضون وفريق المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عبر عقد مؤتمر موسع للمعارضة السورية يوحد كلمتها ويشكل وفدا تفاوضياً موحداً ويبني على مؤتمر الرياض الذي عقد في نهاية 2015.

ويهدِف المؤتمر الموسع إلى إقرار المعارضة رؤيةً استراتيجية وهيكلية جديدة، وتوحيدَ أطرافها التي تشمل منصتي موسكو والقاهرة وشخصيات معارضة، إضافة إلى ممثلي فصائل مسلحة وربما مجالس محلية تبلورت بعد اتفاقات «خفض التصعيد» في جنوب غربي سوريا برعاية أميركية – روسية – أردنية، وفي غوطة دمشق وريف حمص بـ«ضمانة» روسية و«رعاية» مصرية.

والرهان أنه في حال حصل مؤتمر المعارضة على دعم أميركي – روسي ودول إقليمية أن يضع دمشق أمام خِيار واحد: التفاوض مع «وفد واحد» من المعارضة لتنفيذ القرار ألفين ومئتين وأربعةٍ وخمسين للوصول إلى «انتقال سياسي سلس ومضبوط» وتحقيق تطلعات الشعب ضمن سوريا الموحدة.

في عربي واحد وعشرين كتب علي حسين باكير تحت عنوان هل من سياسة سعودية جديدة في سوريا بعد الأزمة الخليجية؟ وقال  لطالما كان للانقسامات العربية- العربية أثرها على الأزمة السورية منذ انطلاقها في العام2011 وحتى اليوم، لكن الأزمة الخليجية الحالية ستترك تأثيراتٍ سلبيةً كبيرةً وغيرَ مسبوقة على الملف السوري لاسيما في هذا التوقيت الذي من المفترض أن تحصل فيه المعارضة السورية على كل دعم ممكن.

في الحياة  اللندنية تحدث وليد شقير عما أسماه بتحالف جديد نشأ في سوريا بين كل من تركيا وإيران وقطر وقال شقير في مقال له  تحت عنوان مصر والتحالف الثلاثي … في سورية ” ترتسم في الميدان السوري تحالفات موضعية أو تفاهمات، بين دول، تؤسس لمرحلة جديدة في الصراع الدائر على بلاد الشام. وقد تختزل هذه التحالفات والتفاهمات في جانب منها معادلات جديدة، تتولى واشنطن وموسكو توزيع أدوار اللاعبين الإقليميين فيها، وتشكل مؤشراً إلى تموضع جديد في التنافس على النفوذ.

وأضاف أنه منذ أشهر ترتسم في الميدان السوري معالم التحالف الثلاثي الإيراني التركي القطري بحيث تقاطعت مصالح الدول الثلاث على رغم اختلاف مواقفها الأصلية في سورية، لأسباب تتعلق بمواقعها وخصوماتها في الميدان الإقليمي الأوسع فتركيا وإيران تقاربتا على تزايد عوامل الخصومة مع أميركا، ولدعم الأخيرة الأكراد. وطهران والدوحة تجمعهما الخصومة الشديدة مع دول الخليج والسعودية. فَرَض كل ذلك تعاوناً وثيقاً في سوريا

وقال يبقى انتظار كيفية تعامل التحالف الثلاثي مع الاعتراض الأميركي على تكريس إدلب منطقة نفوذ لـ “النصرة”.

خاص ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى