صحف عربية تحلل اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات مع المسؤولين السعوديين

 

عواصم ـ راديو الكل ـ تقرير

ركزت الصحف العربية على ملفات القضية السورية، وأبرزت التطورات التي رافقت اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات مع مسؤولين سعوديين، ومن بينها الحديث عن بقاء بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.

في العربي الجديد كتب عمار ديوب تحت عنوان ” ﺍﻟﺤﺮﺏُ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏِ ﻭﻫﻴﺌﺔُ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽِ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ”: إن ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻷﻣﺮيكي ﻭﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻟﻠﺤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ. ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷﺳﺪ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕِ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔَ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ، ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡِ ألفين وأحدَ عشرَ، ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻘﺼﺪٍ ﻭﺣﻴﺪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺗﻄﻮﻳﻌُﻬﺎ، ﻭﺟﻌﻠُﻬﺎ ﻣﺠﺰﺭﺓً ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻟﺜﻮَّﺍﺭِﻫﺎ ﻭﻟﺤﺎﺿﻨﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﻗﻴﺎﺩﺍﺗِﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺄﻣﺮيكا ﺃﻭ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺃﻭ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪّﺩﺓ.

وأشار الكاتب في مقالته إلى أن وزير الخارجية السعودي كان قد أبلغ وفد الهيئة العليا للمفاوضات خلال اجتماع الجانبين في الرياض مؤخراً أن ﺍﻷﺳﺪ ﺑﺎﻕٍ ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢَ ﻣﻊ ﻣﻨﺼﺘﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﻣﻮﺳﻜﻮ، ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮَ كلَّه ﺑﻴﺪ ﺭﻭﺳﻴﺎ.

وقال ديوب: إن ﺧِﻴﺎﺭﺍﺕِ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﻳﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻨﻘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ، ﻭﺳﻴَﺮﻓُﺾُ ﻛﺜﻴر ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭَ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺳﺘﻈﻬﺮ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕٌ ﻛﺜﻴﺮﺓٌ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ .

وأضاف: ﺭﺑﻤﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﺮﺻﺔٌ ﻟﻠﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔُ ﻣﺘﺎﺣﺔً ﺑﺸﻜﻞٍ ﺃﻛﺒﺮَ، ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔٍ ﻓﺎﻋﻠﺔٍ ﻭﻭﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ، ﻭﺗﻤﺜﻴﻞِ ﻣﻨﺎﻃﻖَ ﺳﻮﺭﻳﺔٍ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩِ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩُﻓِﻌﺖ ﺳﻮﺭﻳا ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺃﻱ ﺍﻟﺒَﺪْﺀِ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞِ ﻫُﻮﻳﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔٍ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻣﻨﻔﺘﺤﺔٍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺗﺴﺘﻮﻋﺐُ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻛﻞَّ ﺍﻟﻬُﻮﻳﺎﺕِ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔِ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔِ، ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﺯﻣﺔِ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ.

في صحيفة الحياة كتب موسى برهومة تحت عنوان” سوريا تتزوج مغتصِبَها”! لا يَظُنَّنَّ أحدٌ أنَّ المحرقةَ السوريةَ انتهت. لقد بدأت الآنَ مع تواردِ الأنباء عن بقاء مجرمِ الحربِ بشار الأسد في الحكم، «لحينِ انقضاء المرحلة الانتقالية» كما تقول التحليلات، وهذه المرحلة قد تطول بحيث تُصبحُ مثلَ تلك المرحلةِ المقترِنةِ بالاحتفاظ بـ «حقِّ الردِّ» على الجرائمِ الإسرائيليةِ ضدَّ دمشق، والتي استمرت أزيدَ من أربعين عاماً.

الحرب بدأت الآن، والمواجهةُ قَدَحَتْ نَارَها. فإذا كان التاريخ والجغرافيا وإرادةُ الأممِ والأخلاقُ قد تهاوتْ وارتضتْ أن تُزوَّجَ سوريا إلى مُغتصبِها، فهذا لا يتعيَّنُ أن يَلقى رِضا الناسِ وطأطأةَ رؤوسِهم وإذعانَهم. لا بُد أن يكون الرفضُ مُدوِّياً ضد هذا الخراب العامِّ والطامّ. إلا إذا أضحى السوريون مثلَ الليبيين والعراقيين يَتغنَّوْنَ بفضائلِ القذافي وصَدَّام حسين، وبأنهما وفَّرا الأمن، مع أنهما سَلَبا شعبَيْهِما الحرية. إذا كان لسانُ السوريين هكذا، فإنّ اللَّعنةَ لا بُد أن تَحُلَّ علينا جميعاً، وأنْ تذهبَ الخَطابةُ والرَّطانةُ وقِيمُ الكرامةِ والتنويرِ والحق، إلى الجحيم. نَعَمْ إلى الجحيم، وبئس بذلك مستقراً…!

وفي صحيفة الحياة كتب حسان حيدر تحت عنوان ” في انتظار مذبحة إدلب:  إن تصريحاتِ وزيرِ الخارجية الروسي سيرغل لافروف التي أدلى بها بعد نقاشاتٍ مستفيضةٍ وتفصيليةٍ حول سوريا مع نظيره الأمريكي تيلرسون قبل أيام في مانيلا، بأن”الاتفاق على معاييرِ منطقةِ خفض التصعيد في إدلب ليس بالأمر السهل جاءت لتزكِّيَ تصريحاتٍ أدلى بها الموفدُ الأمريكي الخاصُّ لدى “التحالفِ الدَّولي ضد داعش” بريت ماكغورك عن تحول إدلب إلى “منطقة آمنة لإرهابِيِّي القاعدة”، مُتَّهماً تركيا بتقديم “السلاحِ والمالِ والدعمِ اللوجستيِّ لهم” وبأنها كانت “الطريقَ الوحيدَ لعبورِ مقاتلي القاعدة إلى سوريا”.

وأضاف حيدر: ” قد تكون الاتهاماتُ الأمريكيةُ الى تركيا مجردَ محاولةٍ لإبعاد الأتراك عن معركة إدلب، أو لردعهم عن التدخل ضد الأكراد في شمال سوريا بعدما بدأوا تعزيزَ قواتهم قُبالةَ مناطقِ انتشارِهم. لكن ما هو مؤكدٌ، أن معركةَ إدلب تقترب بأسرعَ مما هو متوقع، ولن يكون فيها تمييزٌ بين متطرف ومعتدل، او بين مسلَّح ومدني، وقد يكون الهجومُ بالسلاح الكيماويِّ على خان شيخون مجردَ عيِّنةٍ مما ستشهدُه.

في القدس العربي كتب صبحي حديدي تحت عنوان ” السعودية والمعارضات السورية: إكراه السياسةِ وباطلُ التمثيل”: إن ما يُسمّى «المجتمع الدولي» لم يعدْ، بالفعلِ، ملتزِماً بمبدأ إبعاد الأسد عن المرحلة الانتقالية.

وأضاف: إن هذا واضح في تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتغريداتِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم إن المعارضاتِ السوريةَ، ذاتَها، واقعةٌ في حَيْصَ بَيْصَ، من حيثُ ما تبقَّى لها من أوراقِ تفاوضٍ على الطاولة، وتمزيقُ بُنيتِها بين هيئة التفاوضِ ومنصةِ موسكو ومنصةِ القاهرة؛ و ما ينعكِسُ على حركة هذه المعارضات من ضغوطاتِ النزاعِ الخليجيِّ ـ الخليجيِّ الراهن، واعتمادِ الرياض مبدأَ الانحيازِ القَسريِّ وقاعدةِ «مَنْ ليس معنا فهو ضدُّنا»…

وقال: ” ألم تمارسِ السعوديةُ، منذ أن أسلمت معارضاتُ إسطنبول والرياض قيادَها لأجهزةِ المملكة، طِرازاً مزدوِجاً من التدجين، قِوامُه إكراهُ السياسةِ (بمعنى فرضِ أجنداتِ المملكةِ، الداخليةِ أو الإقليميةِ أو الدَّولية)؛ واستغلالُ باطلِ التمثيل (بمعنى إدراكِ هُزالِ ما يمثِّلُه زَيد أو عَمرو في عمق الشارع الشعبي السوري، ومقاديرِ تبعيَّةِ هذا واستزْلام ذاك)؟ ألم تُختبرْ سلوكياتُ تلك المعارضات، على مستوى «المجلسِ الوطني» ثمّ «الائتلافِ الوطنيِّ» وصولاً إلى «هيئةِ التفاوض»؛ بحيثُ نشهدُ اليوم كُسوراً وانشقاقاتٍ وتبايناتٍ حادة، حتى في إسقاط ثوابتَ كبرى؛ كما اعترفَ صبرا نفسُه، مؤخَّراً: “لم يعُدْ خافياً أنّ البعض باتَ يُصرُّ على بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، بل من داخل هيئة المفاوضات العليا هناك من يعتقد بإمكانية أن يبقى الأسد في المرحلة الانتقالية، أما المنصات الأخرى فهي لم تعد تُخفي هذه المطالب؟”

إلى متى، إذن، هذا التمادي في خداع الشعب السوري، والغرقُ أكثرَ فأكثرَ في حضيضِ سياسةٍ بالإكراه، وتمثيلٍ لا يَنهض إلا على باطل؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى