النظام يستمر في خرق اتفاق تخفيف التوتر في ريف حمص وهيئة المفاوضات تجتمع لدراسة الموقف

حمص – راديو الكل

بعد استمرارِ النظامِ خرقَ اتفاقِ تخفيفِ التوترِ في ريف حمص الشمالي الذي تم التوصل إليه في القاهرة؛ هيئةُ التفاوضِ تعقِد اجتماعًا لمناقشةِ التطوراتِ، ومصادرُ المعارضةِ تشككُ بدورِ روسيا الداعمِ للنظامِ وبدور مصر المنحازِ للنظام.

 أكدت هيئةُ التفاوض في ريفِ حمصَ الشمالي وريفِ حماة الجنوبي تمسُّكَها بمبادئ الثورة وأهدافِها وبالانتقال السياسي العادلِ والشاملِ استنادًا لبيان جنيف وقراراتِ مجلسِ الأمن ذاتِ الصلة.

وقالت الهيئة في بيانٍ لها وحمَلَ الرقْمَ اثنين أصدرته عقبَ اجتماعٍ عقدتْهُ تمهيدًا لمواصلة المفاوضات مع الجانب الروسي في القاهرةِ بشأنِ تخفيفِ التوتر. إن الاستقرارَ الدائمَ لا يمكن أن يتحقق من دون انتقالٍ سياسي مستندٍ إلى قرارات مجلس الأمن (ألفين ومئةٍ وثمانيةَ عشر) و(ألفين ومئتين وأربعةٍ وخمسين) والقراراتِ الأممية ذاتِ الصلة.

وأضافت الهيئة أن الاجتماع التحضيريَّ الذي عَقدتْهُ بتاريخ الحادي عشرَ من الشهر الحالي؛ والمخصصَ لمتابعة التفاوض مع الجانب الروسي؛ ناقش آلياتِ المتابعةِ والتواصلِ وتداولِ الأطروحات؛ وذلك ضمن إطار وضع المِلف بين يديْ قُوى الريف جميعًا ليكون القرارُ تشاركيًّا بين جميع قوى الثورة.

ولم يتحدث البيان عن تفاصيلِ ما تمَّ الاتفاق عليه خلال الاجتماع؛ إلا أنه أشار إلى أنه جاء استكمالًا  للجهود الحثيثة التي بُذلت من أجل تخفيفِ وطأة الحرب والحصارِ والتهجيرِعلى أهلِنا في الريف الشمالي المحرَّرِ، وعطفًا على دورهم المتمثِّلِ في المبادرة ببَدءِ عمليةِ التفاوضِ في القاهرة للتخفيف من معاناة أهلنا؛ ونقلِ مِلف التفاوضِ إلى الداخل المحرَّرِ حفاظًا على وحدة القرارِ في الريف ولاسيما في هذه الأوقات الحرجة من عمر ثورتنا.

ويأتي اجتماع هيئة التفاوض في ريف حمص الشمالي؛ بعد التصعيد العسكريِّ الذي يقوم به النظامُ والميليشياتُ الداعمةُ له منذ عدة أيام؛ والذي يُعد خرقًا واضحًا لاتفاق تخفيف التوتر الذي ضَمِنَهُ الجانبُ الروسي ما يُهدد الاتفاقَ بالانهيار.

وشهد ريفُ حمص الشمالي تصعيدًا من قِبل النظام على عدة بلَداتٍ؛ كان آخرُها أمسِ بحسب ما أكد مراسل راديو الكل في حمص؛ ومن بينِها قُرى “العامرية والفرحانية وأم شرشوح” في ريف حمص الشمالي.

كما تعرضت مناطقُ تلبيسة والسَّعنِ الأسود وقريةُ عيونِ حُسين والدارِ الكبيرة؛ وسطَ أنباءٍ تحدثت عن انسحاب عناصرَ من الشرطةِ الروسيةِ من نِقاطِ مراقَبةٍ كانت قد أُقيمت بموجِب اتفاقِ تخفيفِ التوترِ؛ الذي توصَّلت إليه روسيا مع فصائلِ المعارضة في القاهرة قبل نحوِ عشرةِ أيام؛ والذي أُولى بنودِه وقفُ إطلاق النار من قبل جميعِ الأطراف.

وكان ناشطون أكدوا أن النظام استهدف أمسِ مناطقَ في الدار الكبيرة؛ بالتزامنِ مع غارات نفَّذتها الطائراتُ الحربيةُ مستهدِفةً مناطقَ شَمِلَها اتفاقُ وقفِ إطلاقِ النار وذلك بعد أن انسحبت الشرطةُ الروسيةُ ولا سيما من نقطة تمركزها على خطوط التَّماس في المنطقة في خطوةٍ تندرج في إطار التنسيق بين الروس والنظام.

وشمِل الاتفاقُ مع فصائل المعارضة على إقامة منطقةِ تخفيف التوتر في ريف حمص الشمالي؛ تضم أربعةً وثمانينَ تجمعاً سكنياً؛ ويقطنها أكثرُ من مئةٍ وسبعةٍ وأربعينَ ألفَ شخص.

ويَفسح الاتفاقُ مِساحةً لقصفِ النظامِ مناطقَ في ريف حمص الشمالي؛ من خلال استثنائِه وقفَ إطلاقِ النارِ مع التنظيمات الإرهابيةِ بحسب وصفه؛ ما يعطيه ذريعةً لخرق الاتفاق.

و تُشكك مصادرُ المعارضة بضمانِ روسيا للاتفاق بعَدِّها طرفاً داعمًا للنظام؛ وكذلك بالدور المصريِّ المنحازِ للنظام، وقال عضو الهيئة السياسيةِ في الائتلاف ياسر الفرحان “نُبدي كثيرًا من المخاوف تُجاه انفرادِ روسيا ومصر الدَّولتيينِ الداعمتينِ للنظامِ والمنحازتينِ له؛؛ بالدور الراعي والضامنِ والمراقِب في هذا الاتفاق؛ وتجاهَ محاولة روسيا تطبيعَ العلاقات مع النظام لإعادة إنتاجه في المناطق المحررةِ؛ من خلال اتفاقياتٍ جانبيةٍ تَحرِف مسارَ العملية السياسية في جنيف؛ وتَفرضُ قَبولَها على الأرض باستغلال الأوضاع الإنسانيةِ الصعبةِ للأهالي؛ ومن خلال قصفٍ تمهيديٍّ تُرتكبُ من خلاله المزيدُ من جرائم الإبادة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى