الرئيس أردوغان يعقد اجتماعًا مغلقًا مع رئيس الأركان الإيراني

عواصم ـ راديو الكل ـ تقرير

عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعًا مغلقًا في العاصمة التركية مع رئيس هيئة الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري الذي يقوم بزيارة إلى تركيا هي الأولى من نوعها لرئيس أركان إيراني منذ عام 1971، وذلك في إطار حراك دبلوماسي تشهده تركيا ويتعلق خصوصًا بالتطورات في الشمال السوري ولاسيما محافظة إدلب.

ولم يصدر عن الرئاسة التركية أيُّ بيان حول الاجتماع المغلق الذي جمعَ الرئيسَ أردوغان ورئيسَ الأركانِ الإيراني والذي استمر نحوَ خمسينَ دقيقة، إلا أن مصادرَ صَحفيةً تحدثت عن أن مِلف الشمال السوري وإدلب خصوصًا كان من بين أبرزِ القضايا التي تمت مناقشتُها بين الجانبين.

وتأتي زيارة رئيس الأركان الإيراني إلى أنقرة في ظل توتر علاقات تركيا مع واشنطن بسبب الدعم الأمريكي للمقاتلين الأكراد في سوريا، وتُعدُّ أحدثَ دَلالةٍ على أن أنقرة تعزِّزُ التعاونَ مع قُوًى أخرى مثلِ إيران وروسيا، بحسب ما ذكرته “رويترز”.

وكان الكاتب والمحلل السياسي التركي الدكتور مصطفى حامد أوغلو أكد لراديو الكل وجودَ مباحثات بين تركيا وكلٍّ من روسيا وإيران يُرجَّحُ أنها تهدف إلى الحصول على ضوءٍ أخضرَ لتدخُّلٍ عسكريٍّ في محافظة إدلب يستبق تدخُّلًا أمريكيًّا محتَمَلًا من خلال قوات الحماية الكردية.

وأضاف أن التقارب الإيرانيَّ التركيَّ الحاليَّ يهدف إلى إيجاد صيغة مشتركةٍ ربما تكون في إطار تحركٍ تركيٍّ عسكريٍّ في إدلب خاصة، وأن أجواءَ اتفاقاتِ أستانة أشارت إلى أن القواتِ الروسيةَ التركيةَ ستُشرف على محافظة إدلب لضمها إلى اتفاق تخفيف التوتر.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لقناة “تي آر تي” التركية أمس الأربعاء: “إن المفاوضاتِ المتعلقةَ بقضية إدلب لا تزال مستمرة”.

وأضاف “بعد (زيارة) رئيس الأركان الإيراني سيَحضر أيضًا رئيسُ أركانِ الجيشِ الروسي إلى تركيا”.

وقال تشاووش أوغلو: إن روسيا تتفهم على نحوٍ أفضلَ من الولايات المتحدة موقفَ تركيا بشأن تسليح المقاتلين الأكراد، لكنه قال إن المسؤولين الأمريكيين أخطروا تركيا بأن الشِّحْناتِ التي تم إرسالُها إلى “وحدات حماية الشعب” الكرديةِ في الآونة الأخيرة لا تشمل أسلحة.

وتتزامن المحادثاتُ العسكريةُ المكثَّفةُ لتركيا مع إيران وروسيا مع إبرامِ اتفاقٍ كبير للنِّفط والغاز يشمل شركاتٍ من الدول الثلاث.

وقال المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ في حديثه عن الشمال السوري وسيطرةِ وحدات كرديةٍ على معظم مناطقه: “إن بلاده لن تسمح أبدًا بإقامة ممرٍّ إرهابيٍّ في المنطقة، ولن تغُضَّ الطَّرْفَ عن فرض أمرٍ واقع، وهي مستعدة لكل السيناريوهات”.

وأضاف بوزداغ، ردًّا على سؤال حول تقاريرَ إعلاميةٍ تحدَّثت عن استعداد القوات المسلحة التركية لشن عملية في مدينة عفرين السورية، “أن كل ما يجري في سوريا يخص مباشرةً الأمنَ القوميَّ التركي”.

وشدد على أن “تركيا مستعدةٌ لجميع السيناريوهات، في حالِ تهديدِ أمنِها القومي. وعناصرُ حزب الاتحاد الديمقراطي موجودون في عفرين، ومنه تَشُنُّ هجَماتٍ استفزازيةً ضد تركيا، وقُمنا بالرد بالمِثل في كل مرة ولن نتوانى عن مواصلة ذلك مستقبلًا”.

وكشف مساعد وزير الخارجية الإيراني إبراهيم رحيم بور، عن زيارةٍ قريبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى العاصمة الإيرانية طهران، “لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلِف المجالات”.

ونقلت مواقعُ إخباريةٌ تركيةٌ عن “إرنا” الرسميةِ: أنَّ رحيم بور، أجرى مباحثاتٍ مع وكيل وزير الخارجية التركي أوميت يالتشين، خلال مرافقته لرئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري في زيارته لتركيا.

وأضاف الدبلوماسي الإيراني: “لحسن الحظ أن لإيران وتركيا مواقفَ ورؤًى مشترَكةً حول القضايا الإقليميةِ ولاسيما حفظُ وَحدةِ الأراضي والسيادةُ الوطنيةُ وكذلك تقويةُ التضامنِ الوطنيِّ بين القوميَّاتِ والمكوِّناتِ السياسيةِ في العراق وسوريا”.

وبحسب موقعِ “ترك برس” فقد أشار وكيلُ الخارجيةِ التركيةِ أوميت يالتشين بهذا الخصوص إلى الحوار والتعاطي الإقليمي بين إيران وتركيا، وأضاف أن “للبلدين رؤًى مشترَكةً في مختلِفِ القضايا الإقليمية ولاسيما ما يتعلق بمكافحة المخدرات وصونِ وحدةِ أراضي سوريا والعراق”.

وأضاف يالتشين أن “التعاونَ والتنسيق بين إيران وتركيا وروسيا يُعدُّ خُطوةً مؤثِّرةً لخفض التوتر وإرساءِ السلامِ والاستقرارِ في سوريا والمِنطقةِ ولابُدَّ من استمرار هذه الوتيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى