شهادات حية يرويها ناجون من مجزرة الكيميائي في ذكراها الرابعة

نيفين الدالاتي/ راديو الكل

على رغم مرور أربعة أعوام على مجزرة الكيميائي؛ إلا أن ذاكرة الناجين لا تزال تستذكر تفاصيل ذاك اليوم، فجر 21 آب/ أغسطس 2013.

امرأة تستغيث فيخذلها الصراخ..

عائلة لم ينج منها من يروي قصة رحيلها..

أب يصرخ بأسماء أطفاله الذين ضاعوا بين الجثث التي انتشرت في الشوارع والحارات والأزقة..

وآخرون كثيرون ماتوا بصمت.. وهم نيام.

قبل ذلك التاريخ لم يكن أحد يعلم ما الكيميائي؛ إلا أن أهالي الغوطة عايشوه واقعًا وحقيقة، لحظة سقوط أول صاروخ محمّل برؤوس كيميائية على أحياء مكتظة بالسكان، وليتهاوى الضحايا واحدًا تلو الآخر كورق الشجر، بحسب ما روى أحد الناجين من المجزرة لراديو الكل، وهو يستعيد لحظات تلك الليلة بتفاصيلها وأهوالها التي بدأت تمام الساعة الثانية إلا ربعًا فجرًا، من دون أن يدرك هو أو أيٌّ من أفراد عائلته ماهية الكيميائي أو طريقة التعامل معه.

ناجٍ ستينيّ من المجزرة؛ يروي كيف كان يهمّ بإشعال سيجارته لحظة سقوط أول صاروخ، وكيف تحوّل لون السماء إلى الأصفر، وبدأ معه الرعب والفوضى وسقوط الضحايا حتى المسعفين منهم، مستذكرًا ذلك الحدث الاستثنائي الذي لم يشهد له مثيلًا خلال سنين حياته كلها على رغم ما مر عليه من حروب، ولتغدو المأساة أكبر باستشهاد زوجته واثنين من أبنائه.

أحد المصابين بالكيميائي والناجين من الموت؛ يروي لراديو الكل اللحظات الأولى لاستنشاقه الغازات السامة، وكيف فقد وعيه بعد أن شعر بالدوار، ليجد نفسه وقد استيقظ في المشفى الميداني مجردًا من ثيابه، والمياه تصبّ بغزارة فوق جسده، وهو لا ينفكّ يردّد الشهادة بين كل إغماءة وصحوة.

الذهول والرعب كان سيد الموقف ذلك اليوم، كما تروي الممرضة “أم محمود” من الفريق الطبي في الغوطة الشرقية، وهي التي واكبت المجزرة بكل تفاصيلها وجنونها. تعود بذاكرتها إلى الوراء لتستذكر رائحة الكيميائي الذي استنشقت..  أصوات سيارات الإسعاف.. الصراخ والأنّات.. وأصوات المآذن التي صدحت بعبارة واحدة: “كيماوي… كيماوي”!، من دون أن تنسى كيف تعثّرت بالجثث خلال توجهها للمشفى، بينما ترفض “أم محمود” توصيف ما حدث بالمجزرة، بل بيوم “الحشر الأصغر” بحسب تعبيرها.

تفاصيل كثيرة وأهوال؛ تختزنها ذواكر الناجين من مجزرة الغوطة قبل أربع سنوات، إلا أنها لم تكن الجريمة الأخيرة التي يستخدم فيها نظام الأسد الغازات الكيميائية والسامة متجاوزًا جميع الخطوط الحمراء، ولم تكن الغوطة الشرقية الوحيدة التي تعرضت لهذا الجنون، حيث شهدت مدينة خان شيخون في ريف إدلب يوم 4 نيسان/أبريل 2017، قصفًا بغاز السارين من قبل قوات النظام، خلّف مقتل أكثر من 100 مدني، وإصابة ما لا يقل عن 400 جريح معظمهم من الأطفال، بحسب ما أكدته مديرية صحة إدلب الحرة.

يمكنم الاستماع إلى التغطية الكاملة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى