التطورات ومستقبل القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

خاص ـ راديو الكل

” تغيراً جذرياً ” تعبير أطلقته صحيفة التايمز على موقف بريطانيا وحليفاتها الدول الغربية إزاء القضية السورية، بعد تخليهم عن مطلب تنحية رأس النظام. في حين تحدثت صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي الروسية” عن أن استبعاد الحديث عن تنحية الأسد حالياً لا يعني أنه لن يتعرض إلى محاولات لإطاحته من جديد. وفي صحيفة الحياة مقال لعبد الوهاب بدرخان أشار فيه إلى أن لعبة الإرهاب التي نجح فيها النظام أدت إلى نتائج أزاحت قلقه من أية مفاوضات تتعلق بالحل السياسي.

صحيفة التايمز البريطانية تحدثت عما أسمته “تغيّراً جذرياً” في موقف بريطانيا وحليفاتها من الدول الغربية تجاه القضية السورية، بعد تخليهم عن مطلبهم الذي تمسّكوا به مدة طويلة بتخلّي “بشار الأسد” عن السلطة، ملمحة إلى احتمال قبول الدول الغربية بمشاركة “بشار الاسد” بانتخابات يسمح له بالمشاركة بها.

وأعادت الصحيفة التذكير بتلميحات وزير الخارجية البريطاني “بوريس جونسون” لمثل هذا التغيير في لقاء مع برنامج “توداي” لـ “راديو 4″، حيث قال: “دأبنا على القول بضرورة تنحّيه (بشار الأسد) شرطاً مسبقاً، ولكن نقول الآن: إنه يجب أن يذهب في إطار مرحلة انتقالية، ومن حقه أن يخوض غمار انتخابات ديمقراطية”.

في صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” قال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سيمون بغداساروف: إن الحديث عن استعادة سيطرة النظام على سوريا سابق لأوانه؛ لأن الجميع يدركون أن المناطق الشمالية-الشرقية من سوريا حيث يرابط الأمريكيون هي في الواقع مستقلة ولن تخضع لدمشق لاحقاً، صحيح أن حكومة الأسد تمكنت من توسيع الأراضي التي تخضع لسيطرتها، حيث أصبحت تزيد عن نصف مساحة البلاد بعد الدعم الروسي، كما أن موقع الرئيس نفسه قد تعزز، ولكن هذا لا يعني أنه لن يتعرض إلى محاولات لإطاحته من جديد.

 ورأى أن من الصعب التنبؤَ بتصرف الأمريكيين مستقبلاً، وإلى ماذا يهدفون من تعزيز “قوات سوريا الديمقراطية”؟ والتي يوجد ضمن تشكيلاتها أكثر من 100 ألف مقاتل كردي، وقال: إنه قبل مدة قال وزير الدفاع الأمريكي: إنهم سيسحبون الأسلحة الثقيلة من الكرد بعد تحرير الرقة، أما الآن فإنهم وعدوا بتسليح الكرد بعد تحرير الرقة، ما الهدف؟ وضد من؟

إن شعار “الأسد يجب أن يرحل” يمكن أن يظهر في أي لحظة في جدول الأعمال، ومن أجل ذلك يكفي أي استفزاز جديد عن “هجوم كيميائي” لكي توجه وسائل الإعلام العالمية الاتهام إلى حكومة دمشق.

رضوان زيادة  كتب في العربي الجديد إن مستقبل الصراع الدولي على سورية، هو تجميد الصراع على حاله، ومنع أقلمته، لكن من دون حله، لأن جميع هذه الأطراف الدولية، ولاسيما الولايات المتحدة، ليست مستعدة لاستثمار أية موارد إضافية لحل المسألة السورية نهائياً، وبما يستجيب لحق الشعب السوري في اختيار نظام حكمه وانتخاب رئيسه، بل أبسط من ذلك، ستبقى قضية اللاجئين السوريين مثارةً باستمرار، مع تصاعد أعمال العنف الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وهي ما يزيد معاناة السوريين التي لا يبدو أن أحداً ما في هذا العالم القاسي يكترث لها، أو يعير لها بالاً.

وأضاف زيادة أن سوريا اليوم مثال نموذجي لفشل المجتمع الدولي في حل قضيةٍ كان التدخل المبكر قادراً على إيجاد حل لها، لكن رؤية المصالح الضيقة، والخوف من الفشل، بعد ما جرى في العراق انتهى بنا بالوضع في سوريا إلى ما هي عليه اليوم، ثلاث أزمات تتكاثر: انتقال سياسي يستعصي على الحل، ويزيد الألم والمعاناة مع تمسك الأسد بموقعه، ورغبته المشؤومة في تدمير سوريا على أنه حل لها، ولاجئون لا يجدون سوى البحر ملاذاً آمناً، ومنظمات إرهابية تزداد عنفاً وسوداوية، وجدت في سوريا موئلاً مناسباً لها لتحكم وتنفذ ما لم تكن تحلم بتحقيقه أبداً، والنتيجة سوريا التي نعرفها لم ولن تعود كما كانت من قبل.

في صحيفة الحياة كتب عبدالوهاب بدرخان  تحت عنوان “المشروع الغربي منع إسقاط الأسد”… فكيف يقول: إنه أفشله؟ وقال: لقد استخرج الأسد ثانية فكرته النازية عن “المجتمع الأكثر انسجاماً”، مجدّداً إصراره على نجاعة سياسة الإبادة التي اتبعها نظامه مع الإيرانيين ثم الروس، مؤكّداً عدم اكتراثه بملايين اللاجئين وعدم التفكير في مصيرهم، فبعدما اقتلعوا وهجّروا يريد تكريس التخلّص منهم.

وأضاف أن لدى النظام ورئيسه ثقة في أن “لعبة الإرهاب” نجحت في تأمين استمراريتهما، لذا لن يكون هناك “انتقال سياسي”، وإذا بدا أنه لا بدّ منه فسيكون مريحاً وسطحياً، لذلك، فلا قلق لديهما من المفاوضات كما في السابق، ولا من “الحل السياسي”، ولا من إشراك المعارضة في حكومة برئاسة الأسد.

وتساءل بدرخان: من أين مصدر هذه الثقة لدى الأسد؟ وقال: من كونه أطال الأزمة وحوّل الانتفاضة الشعبية إلى “مواجهة عسكرية مع الإرهاب”، وبمضي الأعوام وتعثّر مختلف الثورات والانتفاضات أصبح خصومه، ولا سيما الإقليميين، أقرب إلى منطلقاته ولو أنهم لا يقرّون أسلوبه الإجرامي، إذ يعدون أن المنطقة لا تحتمل انتقالاً سياسياً يأتي بـ “نظام ديموقراطي” تفرضه الثورات وتشرف عليه الأمم المتحدة.

وختم الكاتب بدرخان بقوله: على رغم دوام الحديث عن مفاوضات جنيف، إلا أن التفكير في مسارات أخرى لم يتوقّف، ومنها العودة إلى “الحل العربي”، طبعاً بعد إعادة سوريا إلى عضويتها في الجامعة، إذ يتردد أن مصر ستطرح هذه العودة بعد أن تضمن لها القبول المناسب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى