سيدة سبعينية تروي لراديو الكل قصة إبداعها في الخياطة والتطريز

راديو الكل/ إدلب

تقرير: نور عبد القادر/قراءة: فؤاد بصبوص

“كلما تقدمت بالعمر، زاد إصراري على العمل”..

بهذه الكلمات تروي “أم أسعد”، المرأة السبعينية، قصتها مع الإبداع في الخياطة والتطريز، التي لم يكن السن قط عائقاً لها، وتمكنت من تحويل هوايتها إلى معرض خاص في منزلها، يضم أجمل ما صنعت خلال سنوات.

بدأت “أم أسعد” بتطوير موهبتها منذ سن العاشرة، من خلال توفير مبلغ صغير اشترت به محبرة ومجموعة أقلام، مكّنتها من رسم كل ما يقع أمام ناظرها على الأكياس الورقية، لعجزها عن شراء أوراق الرسم، وقبل أن تبلغ الخامسة عشر، أتقنت الخياطة والتفصيل والتطريز، بعد أن تعلمت فنونها من متابعة أعمال شقيقاتها الأكبر سناً، اللاتي اعتمدن عليها في شراء مستلزمات العمل، بينما كانت تحتفظ خلسة في كل مرة تذهب بها إلى السوق بإبرة أو خيط يساعدها في تعلم المهنة، بحسب ما تقول.

وترى “أم أسعد” أن نجاحها يعود إلى حبها مهنة الخياطة، والرغبة في تحقيق حلمها الذي لم يفارق مخيلتها منذ الصغر، على رغم ظروف الكبت التي عانت منها في طفولتها، وحالت دون التحاقها بأي مدرسة أو دورة لتعليم التطريز، قبل أن تزف صغيرة إلى زوجها.

ولدى سؤالها عن طريقة تأمينها مستلزمات العمل، أوضحت “أم أسعد” خلال لقائها مع راديو الكل، بأنها ليست في حاجة إلا لشراء بعض منها، بسبب امتلاكها كثيراً من الخيوط والأقمشة من قبل سنوات الحرب، بينما تعتمد على تدوير ما يتبقى من المواد والاستفادة منها مرة ثانية.

وأكدت “أم أسعد” أن التقدم في السن لا يشكل عائقاً أمام استمرارية عملها، لكن الصعوبة الوحيدة التي تعاني منها هي انقطاع الكهرباء مدة طويلة، وعدم امتلاكها آلة خياطة حديثة، وتابعت بأنها تطمح لافتتاح دورات مهنية لتعليم فن التفصيل والتطريز، إلا أن ضيق مساحة بيتها يحول دون ذلك.

“أم أسعد” واحدة من قصص النجاح، ونموذج حي للنشاط والحيوية على رغم كبر سنها، أثبتت أن نجاح الإنسان يرتبط فقط بالإيمان العميق بالموهبة والإرادة والإصرار على تحقيق الحلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى