ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

التعايش من دون التصالح مع الأسد عنوان نقرأ تفصيلاته في صحيفة الحياة , وفي العرب اللندنية مقال للدكتور خطار أبو دياب تحت عنوان “الحلف التركي الإيراني المقدس ضد الحلم الكردي”، وفي نيويورك تايمز الأمريكية تقريراً عن مليشيات حزب الله سلطت فيه الضوء على دوره الذي تعزز بمشاركته في الحرب في سوريا.

في صحيفة الحياة كتبت جويس كرم تحت عنوان” واشنطن تقرر التعايش من دون التصالح مع الأسد”، إنه قبل ست سنوات في مثل هذا الشهر، خرج الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ببيان يدعو فيه بشار الأسد إلى التنحي عن منصبه من دون أن تكون لديه استراتيجية أو أدوات داخل سوريا لتحقيق هذا الهدف، أو خطة بديلة في حال عدم حدوثه، والانعطافة الأمريكية اليوم لقبول بقائه هي إحدى نتائج ذلك.

وأضافت أن إدارة ترامب تتحرك من منطلق التعايش مع فكرة بقاء الأسد من دون التصالح معه ووفقاً لخطوط براغماتية وعسكرية تنال تأييد وزارة الدفاع الأمريكية. بداية، ليست هناك إرادة أمريكية لدعم المعارضة السورية المسلحة، والتركيز في سوريا هو على أربعة أهداف ومصير الأسد ليس بينها وهي: ١- هزيمة «داعش» ٢- ضمان أمن إسرائيل ٣- استيعاب أزمة اللاجئين ٤- ضبط السلاح الكيميائي.

وقالت: إن بقاء الأسد كواقع سياسي وعسكري لا يعني مصالحة أمريكية معه، لا بل تمنع العقوبات الأمريكية من الكونغرس أي إدارة من الانفتاح على دمشق اقتصادياً ومصرفياً.

وأضافت أن ذلك كله يعني أن المعادلة الأمريكية في سوريا انقلبت عما كانت عليه منذ ست سنوات، وهي تركز على البعد الإقليمي للنزاع وعلى دور إيران وأمن إسرائيل وحصة الأكراد، أما مصير الأسد فلم يعد تفصيلاً ضرورياً للأمريكيين، والتعايش معه ممكن كالتعايش مع عمر البشير أو كيم جونغ أون أو نيكولاس مادورو.

في العرب اللندنية كتب خطار أبو دياب تحت عنوان “الحلف التركي الإيراني المقدس ضد الحلم الكردي”، هناك تصميم مشترك على منع قيام كيان كردي في شمالي سوريا، ومنع تطبيق نتائج الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق، حتى لو أدى الأمر إلى اللجوء للخيار العسكري الذي لا تعترض عليه حكومة بغداد.

تدق طبول الاستنفار في بغداد وأنقرة وطهران في مواجهة إصرار مسعود البارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، على إجراء الاستفتاء بخصوص استقلال الإقليم في 25 سبتمبر/ أيلول القادم. وفِي الوقت نفسه تقلق تركيا من تعاظم نفوذ جماعة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردية (ب ي د) ليس بعيداً عن حدودها مع سوريا.

بحسب أوساط مطلعة في إسطنبول سيكون هدف أيّ عملية عسكرية مشتركة منع ربط التجمعات الكردية من الحدود التركية الإيرانية إلى سوريا لمنع تشكيل كيان كردي موحد، لكن مستقبل الوضع الكردي لا يرتبط فقط بالتنسيق الإقليمي مهما كان حجمه، بل له صلة بالسياسات الدولية وأبرزها السياسة الأمريكية وبمصالح إقليمية أخرى، مما لا شك فيه أن الأكراد يشكلون اليوم رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية سيكون من الصعب حذفه أو تطويعه.

تحت عنوان: “حزب الله عميل ومبعوث ومِطرقة إيران في الشرق الأوسط”، أعدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريراً موسعاً عن الحزب سلطت فيه الضوء على دوره الذي تعزز بمشاركته في النزاعات في سوريا والعراق واليمن.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ “حزب الله” أرسل فيالق من المقاتلين إلى سوريا، ومدرّبين إلى العراق، ودعم الحوثيين في اليمن، وساعد على تنظيم فرقة من المقاتلين الأفغان، مؤكدةً أنّه ليس قوة بحد ذاتها، بل أداة مهمة لإيران الساعية إلى تحقيق التفوق الإقليمي وذراع افتراضية للحرس الثوري الإيراني.

وشددت الصحيفة على أنّ اعتماد القادة الإيرانيين على “حزب الله” يزداد، موضحةً أنّهما يكملان بعضهما البعض: ففيم تحتاج طهران إلى الحزب لأنّه يزوّدها بقوة عسكرية وبقادة يتقنون اللغة العربية وبعناصر قادرة على العمل بشكل أسهل بكثير في العالم العربي، يحتاج الحزب إليها لتمويل شبكته الاجتماعية الواسعة التي تشمل مدارس ومستشفيات وفرقاً كشفية، ولشراء الأسلحة والتقنيات الحديثة ولدفع رواتب مقاتليه البالغ عددهم عشرات الآلاف تقريباً.

على صعيد مشاركة “حزب الله” في سوريا دعماً للأسد، كشفت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين إيرانيين ومحللين مقربين من الحزب، أنّ الأمين العام للحزب حسن نصرالله اتخذ قرار دعم بشار الأسد بالتشاور مع ضباط في الحرس الثوري، مشيرةً إلى أنّ بعضهم بات يتحدث عن وجود عسكري دائم للحزب في سوريا.

وعليه، أكّدت الصحيفة أنّ الحزب نظم مجموعات مسلحة على طراز “حزب الله” في سوريا، وأخلى المناطق الحدودية التي يعد أنّها تشكل تهديداً للبنان وأسس فرعاً لكشافة المهدي.

يدير “حزب الله” العمليات السياسية والاجتماعية والعسكرية واسعة النطاق من بيروت، وهو لا يتحكم بالدولة، بل يتمتع بالقوة التي يحتاج إليها لردع أي مجهود لتقويض قوته، بحسب ما نقلت الصحيفة عن دبلوماسيين ومسؤولين لبنانيين.

وكشفت الصحيفة أنّ مركز عمليات “حزب الله” كائن في الضاحية، وهو معقله ومركز دبلوماسي افتراضي لحلفائه الإقليميين، مشيرةً إلى أنّ موظفيه يديرون نظاماً مدرسياً خاصاً وشبكة من الخدمات الاجتماعية.

عواصم ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى