ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية


صحيفة القدس العربي تكشف عن أن النظام أصدر قراراً بالاستيلاء على أملاك السوريين المعارضين، وصحيفة إسرائيل هاليوم تحذر من سيطرة نظام بشار الأسد على معظم الأراضي السورية بحلول نهاية العام القادم، وفي صحيفة الحياة اللندنية يتساءل عبد الوهاب بدر خان في مقال له “هل حان «اختراق» تركيا وإيران؟”، وفي الشرق الأوسط يتوقع نيكولاي كوزانوف في مقال له أن يستمر التعاون الروسي – الإيراني بخصوص سوريا مع صعوبة أن يتحول ذلك إلى تحالف بين الجانبين.

فقد كشفت صحيفة القدس العربي عن أن نظام الأسد أصدر قراراً يقضي بالاستيلاء على أملاك السوريين المعارضين له، عبر إصدار أحكام قطعية بمصادرة الأملاك المنقولة وغير المنقولة لمجموعة من المعارضين للنظام.

وبحسب الصحيفة فقد أصدرت وزارة العدل لدى النظام في كتاب موجه إلى مديرية الأموال المصادرة والمستولى عليها لدى وزارة المالية، أحكاماً قطعية بمصادرة الأملاك المنقولة وغير المنقولة، لمجموعة من المعارضين للنظام، بتهمة ثبوت تورط من صدرت بحقهم الأحكام بـ الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها سوريا.

وذكرت الصحيفة: “أن الكتاب النافذ عن طريق وزير العدل في النظام، يقضي بإكمال ما بدأه بشار الأسد قبل أعوام من إلقاء آلاف الحجوزات على أملاك من اتهمهم بالتورط بالأعمال الإرهابية ضد القطر، ولكن باسم الجمهورية العربية السورية بدلاً من أسماء بعض مسؤولي النظام والمقربين من النظام، ليكتسب القرار قالباً قانونياً، بهدف شرعنة الاستيلاء على الأموال والعقارات”.

وكانت وزارة المالية في حكومة النظام أعلنت سابقاً عن قرار يقضي بالحجز الاحتياطي على أموال معظم القيادات السياسية للمعارضة، من المجلس الوطني والائتلاف، وقد طال القرار رئيس الائتلاف سابقاً أحمد معاذ الخطيب، وجورج صبرا، ورياض سيف، وسهير الأتاسي، وعضو الهيئة السياسية السابق ميشيل كيلو وآخرين.

من جهتها حذرت صحيفة “إسرائيل هاليوم” من أن بشار الأسد قد يستعيد السيطرة على معظم الأراضي السورية بحلول نهاية العام المقبل في ظل الظروف السياسية والوضع العسكري الحالي في سوريا.

ونقلت الصحفية عما أسمتهم مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع الإسرائيلية بأنه “من المحتمل أن يستعيد بشار الأسد السيطرة على معظم الأراضي السورية بنهاية العام 2018”.

وذكرت أن المسؤولين يستندون في هذا التوقع إلى عدة معطيات إقليمية ودولية، على رأسها قرارات الولايات المتحدة الأمريكية بوقف المساعدات المقدمة للجماعات المسلحة في سوريا، وفقدان واشنطن الاهتمام بنتائج ما يدور في سوريا، في حين يزداد الوجود الإيراني هناك.

وأضافت “إسرائيل هاليوم” بأن إيران أرسلت حقاً أكثر من 2000 مستشار إيراني إلى سوريا لمساعدة حكومة الأسد وأن جماعة حزب الله “الإرهابية” تقاتل إلى جانب الجيش السوري واكتسبت الأخيرة “خبرة عملية كبيرة عززت تعزيزاً كبيراً ثقتها بنفسها”.

وختمت الصحيفة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أشار في اجتماعه الأخير مع رئيس الأمم المتحدة إلى إمكانية قيام إسرائيل بفعل ما لإخفاق هذا السيناريو قائلاً: “إنه لدينا الحق في منع شد الخناق على رقبة إسرائيل”.

في الحياة اللندنية كتب عبد الوهاب بدرخان تحت عنوان “بعد العراق وسورية… هل حان اختراق تركيا وإيران؟” إن التحوّلات الإقليمية لإعادة تشكيل المشرق العربي تقترب من منعطفات حاسمة، متزامنة مع بوصلة دولية ضائعة بفعل حال اللاصراع واللاتوافق بين الولايات المتحدة وروسيا، ما يجعل قراءة المشهد وتوجهاته وخرائطه غاية في الصعوبة.

والواقع أن ما ظهر من الاستراتيجيتين الأمريكية والروسية في سوريا أكد على الدوام حرصاً على دور الأكراد وحماية لهم واعتماداً عليهم، وقد يُفسَّر ذلك بأن الأمريكيين وجدوا عند الأكراد استعداداً قتالياً مناسباً لمحاربة «داعش» ما لم يتوافر لهم لدى فصائل المعارضة السورية، أما التقارب الروسي مع الأكراد فيمكن فهمه بحرص موسكو على حيازة ورقة يمكن استخدامها في سياق الترتيبات السياسية والأمنية المقبلة للمنطقة.

في أوقات سابقة كان هناك توافق بين الدول الأربع (تركيا والعراق وإيران وسوريا) على رفض مطلق لإقامة أي دولة أو كيان للأكراد، أما الآن فأصبحت هذه الدول في مواجهة واقعية وتماس مباشر مع ما كانت تستبعده.

لكن اللافت حالياً أن النظام هو أقل الأصوات المسموعة في إبداء ذلك الرفض، وقد يكون السكوت تعبيراً عن قبول ما يُطرح في الشأن الكردي، أو لأن الضرورات الميدانية توجب عدم استعداء الفرع السوري لـ «حزب العمال الكردستاني» (بي كي كي) واستمرار التعاون معه.

ذاك أن نظام بشار الأسد الذي يتهيأ لولايته التالية الجديدة، لا يعارض التحوّلات الإقليمية الجارية طالما أنها تقبله بسجله الإجرامي، بل تقبله خصوصاً لكونه غير معني بسوريا ومصيرها، إلا أنه مع ذلك يطمح إلى أن يكون نقطة تقاطع روسية – أمريكية، بعدما استطاع أن يجتاز أزمته كنقطة تقاطع أمريكية – إسرائيلية – روسية – إيرانية.

هل يفترق الأسد عن إيران (المتقاربة مع تركيا) في هذا المنعطف ما دام أكراده يلعبون اللعبة الدولية مثله ليفوزوا بحلمهم كما يوشك هو أن يفوز ببقائه؟ هناك من يظن أن الأسد يخادع وقد ينقلب في اللحظة المناسبة ضد الأكراد ومشروعهم لكن روسيا وليس هو مَن يحدّد دوره، الاحتمال الآخر أن يُوظَّف الأسد ونظامه وأكراده للانخراط في اختراق تركيا من خاصرتها الكردية.

وفي الشرق الأوسط كتب نيكولاي كوزانوف الأستاذ المحاضر في الجامعة الأوروبية في سانت بطرسبورغ تحت عنوان “إمكانات وتحديات التعاون الروسي ـ الإيراني في سوريا”، إن المشاركة العسكرية الروسية في الصراع السوري تركت تأثيراً مباشراً على علاقات موسكو بدول الشرق الأوسط، والمسألة محط الاهتمام الأكبر من جانب المحللين العسكريين باتت تتعلق بتنامي التفاعل بين موسكو وطهران داخل سوريا.

وتوقع الكاتب أن يستمر التعاون الروسي – الإيراني بخصوص سوريا، لكن ستبقى هناك صعوبة وراء تحول هذا التعاون إلى تحالف بالمعنى الكامل، وعلى رغم قوة العوامل التي تدفع البلدين تجاه بعضهما، فإن «زواج المصلحة» القائم بينهما يعتمد استمراره على عدد من العوامل المتنوعة.

وبالنظر إلى أن الطرفين أجبرا على التعاون معاً داخل سوريا وأن ثمة اختلافاً في دوافعهما وراء ذلك، بجانب إدراكهما لحقيقة أن بناء تحالف كامل بينهما قد يضر بعلاقاتهما بأطراف أخرى، فإنه يمكن القول: إن التعاون الروسي – الإيراني وصل حقاً إلى الحد الأقصى الممكن له.

عواصم ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى