الحصار يلقي بظلاله على أجواء العيد في غوطة دمشق

نيفين الدالاتي – راديو الكل

يتشابه العيد في المدن التي لا تشهد اشتباكات أو حصار، ويختلف في المناطق المحاصرة كما في الغوطة الشرقية، حيث مظاهر كثيرة لم تعد حاضرة، مع استمرار الوضع الكارثي الإنساني والارتفاع الجنوني في الأسعار.

هنا تحت وطأة الحصار، يتعثّر العيد بين أسباب الفرح وقلة الحيلة وذات اليد، مساجد كثيرة افتقدت تكبيراتها ومصليها.. ومنازل غاب عنها زوارها، بينما يقف غلاء الأسعار حاجزاً أمام لقمة العيش وحاجيات العيد.

أما الصغار الذي هم أهل العيد، بات معظمهم لا يعرف الثياب الجديدة، ولا العيدية التي كانت لا تكاد تصل جيوبهم حتى تغادرها عند بائع الحلوى أو الألعاب، ولم يعد ذلك المبلغ الضئيل من المال العنوان الأبرز الذي يشغل بال الطفل في العيد، بعد أن اعتاد غياب هذه الثروة الصغيرة بسبب سوء الوضع المعيشي وارتفاع نسبة البطالة والفقر.

إحدى الأمهات من الغوطة المحاصرة، لم تعد تملك إمكانية إعطاء أولادها الخمسة العيدية كما السابق، حيث اعتادت وزوجها أن تقدم للكبار منهم بين 500 حتى 600 ليرة سورية، وقد يصل المبلغ إلى 1000 ليرة، أما الصغار فكانت عيديتهم بين 200 إلى 300 ليرة سورية.

جنون الأسعار الذي تشهده أسواق الغوطة، وتراجع القدرة الشرائية، جعل من الألبسة ضرباً من البذخ والترف، بعد أن وصلت أسعارها إلى أرقام غير مقبولة قياساً للدخل الفردي للشهر، بحسب ما اشتكت الأمهات لراديو الكل، على نحو أصبح شراء ملابس العيد بمثابة “حلم” حسب تعبير إحداهنّ.

ارتفاع أسعار الألبسة خاصة في أسواق الغوطة المحاصرة، عزاه أحد تجارها إلى إغلاق النظام جميع الطرق والمنافذ، فضلاً عن كثرة الإتاوات التي تفرضها الحواجز من أجل وصولها من مناطق سيطرة النظام، والتي تقرب من 1500 ليرة سورية للكيلو الواحد، إلى جانب ارتفاع تكاليف المهنة، من إيجار محل، وعمالة، وكهرباء ومعدات، ما يرفع من القيمة الإجمالية للقطعة.

فرحة هي في أضيق الحدود، يعيشها ما لا يقل عن 24 ألف شخص في مناطق الغوطة بريف دمشق، حيث يشغل تأمين لقمة العيش المحاصرين عن الاهتمام بأي مظاهر احتفالية بالعيد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى