اتفاق ” مليشيات حزب الله ـ النظام ـ داعش ” يتفاعل عراقياً

عواصم ـ راديو الكل ـ تقرير

يسعى مسؤولون عراقيون ومليشيات الحشد الشعبي التي تتبع لإيران في العراق إلى تضخيم الخطر الذي يشكله نقل عناصر تنظيم داعش من القلمون الغربي باتجاه الحدود العراقية السورية بموجب اتفاق توصلت إليه مليشيات حزب الله وقوات النظام من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى في وقت دافع فيه زعيم هذه المليشيات عن الاتفاق وقال: إنه تم بموافقة النظام.

ويطرح اتفاق “مليشيات حزب الله ـ نظام الأسد  ـ داعش” تساؤلات أبرزها تتعلق بدلائل نقل عناصر داعش إلى منطقة مرشحة لتكون الأشد سخونة خلال المرحلة القادمة وهي مناطق دير الزور والبوكمال عند الحدود العراقية السورية حيث تحتشد فيها قوات من مختلف القوى الإقليمية والدولية بالإضافة إلى فصائل من الجيش الحر أعلن  قطع الدعم عنها من قبل التحالف الدولي لمحاربة داعش، في وقت أعلنت فيه قوات الحشد الشعبي العراقية التابعة لإيران أن وجهتها بعد الموصل هي الأراضي السورية.

مليشيات قوات الحشد الشعبي على رغم إعلانها انتقاد الاتفاق بدأت بالإفصاح عن أبعاده، حيث بدأت بإطلاق صواريخها من مواقعها على الحدود العراقية السورية باتجاه ماقالت: إنه تجمع لتنظيم داعش وحققت إصابات مباشرة فى صفوف الإرهابيين، وأضافت أن عناصر من “داعش” المرحلين من الحدود اللبنانية- السورية تسللوا إلى محافظة الأنبار العراقية.

وأضاف الحشد الشعبى العراقى، فى بيان صحفى أن جميع قوات الحشد الشعبى فى الحدود العراقية السورية مستعدة لأى طارئ فى المنطقة.

ويهاجم النظام ومليشيات إيران المناطق السكنية التي تخضع لسيطرة الجيش السوري الحر تحت ذريعة محاربة الإرهاب وتستند على اتفاق وقف اطلاق النار في جنوب غرب سوريا الذي توصلت إليه روسيا مع الولايات المتحدة واتفاق إقامة مناطق تخفيف التوتر الذي يستثني الأعمال الحربية ضد الإرهابيين .

اتفاق ” مليشيات حزب الله ـ النظام ـ داعش ” كشف تفاصيل علاقة وطيدة قائمة بين التنظيمات الثلاث، حيث أشار محللون ومراقبون من بينهم منسق التحالف المدني الإسلامي أحمد الأيوبي حيث قال: إن داعش في الشعارات فقط تواجه النظام وحزب الله، وعملياً لم يحدث صدام حقيقي في الداخل السوري بين هاتين الفئتين، وداعش في تدمر كان دورها واضحاً، فهي دخلت في قتال مع المعارضة السورية وأخرجتها في حين عجز النظام، وبعد ذلك تبادلت الأدوار هي والنظام، مدن كثيرة لعبت فيها داعش  اللعبة نفسها”.

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال في تصريحات صحفية: “إنه لا مبرر للتفاوض مع الإرهابيين وكنا نتمنى أن يتم التباحث معنا قبل توقيع الاتفاق، مضيفاً أن “بغداد لا تسعى إلى احتواء داعش، بل إلى القضاء عليه؛ لأنه لا خيار أمام الإرهابيين إلا الاستسلام أو الموت”.

ووجه رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري لجنة الأمن والدفاع النيابية بالتحرك “السريع” وتقديم تقرير مفصل يوضح تداعيات الاتفاق المبرم بين حزب الله وتنظيم “داعش”، محذراً من انعكاساته على أمن واستقرار العراق، كما دعا الحكومة لاتخاذ التدابير اللازمة من أجل مواجهة تداعيات هذا الاتفاق.

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كان قد أدان بشدة المفاوضات المشبوهة بين تنظيمي “حزب الله” و”داعش” الإرهابيين بالاشتراك مع نظام الأسد، واعجب من  صمت المجتمع الدولي إزاءها، مؤكداً رفضه الكامل لكل ما ترتب عليها من نتائج.

ونوه إلى أن الأطراف الثلاثة تتواطأ في إشاعة الإرهاب في سوريا ولبنان، عاداً أن ما يترتب على اتفاقها يندرج في إطار دعم الإرهاب، وتقديم تسهيلات له بما يتنافى مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تجرم أي اتصال أو تعاون مع منظمات إرهابية.

حسن نصر الله قال في بيان رداً على انتقاد العراق لهذه الخطوة: إن اتفاق حزب الله الذى أقره النظام يتضمن عدداً قليلاً من المقاتلين تم نقلهم من جبهة يقاتل عليها حزب الله إلى جبهة أخرى.

وتتعدد الجبهات التي تقاتل فيها مليشيات حزب الله إلى جانب النظام ومليشيات أخرى دفعت بها إيران من العراق وأفغانستان وغيرها ومن بينها البادية الشامية والقلمون وصولاً إلى معبر التنف والبوكمال ودير الزور عند الحدود السورية العراقية.

فصيلا أسود الشرقية وقوات الشهيد أحمد العبدو التابعان للجيش السوري الحر والمنتشران في البادية الشامية والتي تعد امتداداً للحدود السورية العراقية،  أصدرا بياناً أكدا فيه ثباتهما في التصدي للمؤامرة التي تستهدف الثوار في البادية، ودعوَا فصائل الثوار في مناطق الغوطة والجنوب ودرعا والقنيطرة إلى نصرتهما.

وأكد فصيلا أسود الشرقية وقوات الشهيد أحمد العبدو في بيانهما المشترك أن الجميع قد تخلى عن الثوار في مرحلة حرجة من تغير المواقف الدولية وهي فرصة للفزعة اليعربية لفصائل البادية والقلمون فهم وحدهم الآن في المعركة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى