حلويات العيد في سوريا.. تقليد حاضر على رغم ظروف الحرب

نيفين الدالاتي/ راديو الكل

على رغم جميع تطورات العصر، يبقى للعيد تقاليده ومظاهره التي تتشابه في المدن والبلدات السورية كلها وإن اختلفت في بعض التفاصيل، مثل الحلويات التي كانت ولا تزال حاضرة في معظم البيوت على رغم الأوضاع المعيشية الصعبة، حيث تشتهر كل منطقة بأكلاتها وحلوياتها الخاصة بها، التي لا يكتمل العيد إلا بتقديمها للزوار المُعايدين.

في حلب، المعروفة بمطبخها العريق، وتفنّن أهلها بصنع ما لذّ وطاب، ورثت النساء عن أمهاتهن وجداتهن صناعة المعمول أو الكرابيج كما يعرفه الحلبيون، الذي يحشى بالفستق أو الجوز أو العجوة، ويقدم مع الناطف، بعد تزيينه بمسحوق السكر والقرفة.

في إدلب المجاورة، وقبيل حلول عيدي الفطر والأضحى، تسارع ربات البيوت إلى شراء مستلزمات صناعة الحلويات التي تشتهر بها المحافظة، مثل كعك العيد، والغريبة، والمعمول، أما طريقة تحضير هذه الأصناف فتعلمنا إياها “أم شادي” من مدينة سراقب التي تُعرف بهذه الأصناف، وهي تتشابه لكن الأكثر شهرة كعك العيد، الذي يعجن بمقادير من الطحين، وكمية كبيرة من زيت الزيتون، وتوابل عدة من بينها الزنجبيل والشمرة واليانسون، ثم تشكل العجينة على هيئة أحبال طويلة تلف دائريًا وتخبز بالفرن.

في حماة، يتم تجهيز كميات كبيرة من الأقراص المزينة بالسمسم، على نحو تكفي مدة شهرين بعد العيد، بحسب ما نقلت إحدى السيدات لراديو الكل.

أما في حمص، التي تُعرف بالحلويات الحمصية الشهيرة، مثل البقلاوة، وحلاوة الجبن، والهريسة؛ تجتمع النساء قبل أسبوع من العيد من أجل تحضير الأقراص الأكثر شهرة.

في دير الزور الواقعة شرقيّ سوريا، التي ما تزال الأقرب للعادات العربية العشائرية، تحرص الأُسر على تحضير “الكليجية” الديرية، لما لها من طعم لذيذ وفريد، وتتفنّن المرأة بتجهيز أصنافها المتنوعة.

أنواع عدة من الحلويات تتصدر واجهة الاهتمامات في إطار الاستعداد لقدوم العيد في درعا جنوبي البلاد، مثل الغريبة، والبيتي فور، والمعمول الذي هو أشهرها.

أما في غوطة دمشق المحاصرة، فتغيب روائح الحلويات الدمشقية، التي كانت تفوح من البيوت مع اقتراب أول أيام العيد، بعد أن باتت معظم العائلات لا تملك ما يمكنها من شراء مستلزمات الحلويات وصناعتها، من سكر، وطحين، وسمن، ومكسرات، إذ إن ثمن إعداد كيلو واحد من المعمول يبلغ نحو 3500، كما ويعزف الأهالي عن شراء الجاهزة منها بسبب ارتفاع أسعارها، لتفقد الغوطة إعداد وشراء الحلويات، الذي كان مناسبة للفرح مع اجتماع العائلة والأحباب على العمل قبل أيام العيد.

ويبقى لحلويات العيد بهجة خاصة ولو في زمن الحرب، وتأبى معظم العائلات السورية أن تتخلى عن تقليد صناعة أو شراء الحلويات على رغم غياب معظم مظاهر الاحتفال وتردي الوضع المعيشي، في محاولة منها لإشاعة الفرح وتحدي الواقع والبقاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى