آراء في الصحف العربية والأجنبية حول ملفات القضية السورية

للاستماع:

جملة بشار الأسد انتصر هي غير دقيقة بحسب الكاتب جمال خاشقجي الذي أضاف في مقال له في صحيفة الحياة اللندنية  إن إعادة سوريا إلى ما قبل 2011 بصيغة حكم آل الأسد الاستبدادي مستحيلة، فالنظام لم يعد يملك غير 70 ألف مقاتل بالكاد يحمون مفاصل حكمه , وفي صحيفة الإنديبندنت البريطانية يتحدث روبرت فيسك عن  لقاء جمعه بالمستشرق الهولندي والسفير السابق بالعراق  ومصر وإندونيسيا نيكولاس فان دام وينقل عنه القول إن الغرب، ودول الخليج قدمت الأسلحة إلى سوريا ما يكفي لتدميرها , وفي اللوموند الفرنسية مقابلة مع رئيس اللبناني سعد الحريري يقول فيها إن لا يوجد أمام بشار الأسد أي خيار سوى الرحيل.

في صحيفة الحياة كتب جمال خاشقجي تحت عنوان سنوات سورية العجاف المقبلة ..قراءة عناوين الصحف غير كافية، فجملة «بشار الأسد انتصر» التي يعمد بعض المحررين إلى تصدير مقالة أو حوار بها غير دقيقة، انتصاره يقتصر فقط على حقيقة أنه لا يزال في الحكم ولم يلقَ المصير الذي يستحقه، بوصفه رئيساً شرّد نصف شعبه. السبب الآخر لهذا العنوان الصحافي هو أن الثورة السورية تمر بأصعب أيامها منذ اندلاعها قبل ستة أعوام، فحلفاؤها مختصمون، والدول الغربية باتت تقدم «الحرب على المتشددين» على الحرية وحقوق الإنسان.

وأضاف إن الأزمة السورية ستلاحقنا سنوات طويلة مقبلة، فبعدما كانت ثورة على ديكتاتور تروم الحرية والعدالة الاجتماعية، تعقدت وأضحت أزمة إقليمية. وحدة سورية الجغرافية والعرقية والسياسية باتت محل نظر وتقليب احتمالات، واستقلالها ربما يحتاج إلى ثورة أو حرب أخرى، بل أضحت جزءاً حتى من صراعات دولية تمتد بعيداً حتى أوكرانيا.

وقال إنهاء الحرب في سورية ممكن، ولكن إعادة سورية إلى ما قبل 2011 حتى بصيغة حكم آل الأسد الاستبدادي مستحيلة، فنظام بشار الأسد لم يعد يملك غير 70 ألف مقاتل بالكاد يحمون مفاصل حكمه في ما هو تحت يده، يعينه على ذلك أكثر من 85 ألف مرتزق شيعي تدفع طهران رواتبهم. نظام الدفاع الجوي السوري بات جزءاً من نظام الدفاع الجوي الروسي، ما يعني أنه لن تستطيع طائرة «عربية سورية» الإقلاع من دون إذن الروس، وما يعني أيضاً أن القوات التابعة لبشار، وكذلك الإيرانيين و «حزب الله»، هم تحت رحمة الروس، ولا يستطيعون التحرك على الأرض من دون العودة إلى جنرال روسي ما في قاعدة حميميم! أي انتصار هذا؟

وأضاف من الواضح أن المعارضة، ومعها الدول الإقليمية، تستعد لمرحلة «تجميد الصراع» وليس حسمه. خطورة ذلك أنه صعب إن لم يكن مستحيلاً، ولا يعني غير حال تشبه أفغانستان قبيل 11 أيلول (سبتمبر) 2001، ولكن في منطقة أخطر وفي قلب الشرق الأوسط، كما أن ذلك يصب في مصلحة إيران التي ستجهز سورية لنفسها ولمشروعها الطائفي التوسعي على نار هادئة.

وختم بقوله : ما لم يعد العالم إلى أصل المشكلة ومنطق «يجب أن يرحل بشار سلماً أو حرباً»، وهذا لم يعد وارداً الآن، علينا الإنتظار خلال العقد المقبل مزيداً من الأحداث الصغيرة في سورية، والكفيلة بإخراج دولة عربية أخرى من الحياة.

في صحيفة الإنديبندنت كتب روبرت فيسك عن  لقاء جمعه بالمستشرق الهولندي والسفير السابق بالعراق  ومصر وإندونيسيا نيكولاس فان دام قبل أيام عدة وكيف كان لكتابه الأول “الصراع على السلطة في سوريا” أهمية كبيرة عن تاريخ سوريا الحديث حتى إن أعضاء من حزب البعث كانوا يرجعون إلى صفحاته لفهم تاريخ مؤسستهم وطبيعة النظام الذي يعملون من أجله.

وأشار فيسك إلى أن كتاب فان دام الجديد “تدمير أمة: الحرب الأهلية في سوريا”، ربما كان الكتاب الوحيد الذي نشر حتى الآن عن الصراع، والذي يحاول أن يبرز بوضوح الخطأ الذي وقعت فيه المعارضة وحكومة الأسد.

وكان فان دام يتحدث كثيرا عن التعذيب والقمع الذي مارسه النظام للحفاظ على السلطة، وصرح في الأسابيع الأولى لمظاهرات 2011 بأن أزمة سوريا قد تنتهي بحمام دم، كما أنه يقر بالقسوة والغباء اللذين لجأ بهما جهاز الأمن السوري إلى السلاح والإذلال والتعذيب لقمع حركة احتجاج جماهيرية سلمية مستوحاة إلى حد كبير من الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا. ولكنه يرصد أيضا كيف تحولت المعارضة “السلمية” مبكرا إلى العنف بمجرد بدء الأزمة.

وقال فيسك إنه بدلا من تقديم المشورة السياسية الجادة، قدم الغرب، وخاصة الولايات المتحدة وحلفاءها العرب في الخليج، الأسلحة إلى سوريا -ما يكفي منها لتدمير سوريا ولكن ما لا يكفي للإطاحة بالنظام، كما قال له أحد الثوار السابقين- وحاول توجيه الجماعات المسلحة من تركيا والأردن.

وطوال هذا الوقت كانوا ومعهم الأمم المتحدة يشجعون المحادثات بين النظام والمعارضة التي لم تتح لها فرصة النجاح، لأن الثوار لم يكونوا ليرضوا بأقل من الإطاحة بنظام الأسد، ولأن نظامه لن يتفاوض أبدا لإسقاط نفسه.

وأشار فيسك إلى أن فان دام يتحدث بأسف عن استمرار نظام الأسد الذي قد تفوز بـ”95% في المفاوضات الجارية” والتي قد تحصل فيها المعارضة على الحق في “وزارتي السياحة والثقافة”.

وختم بأن خبرة فان دام تظهر بشكل مؤلم جدا كيف أن الجهل والغباء يحكمان ردود فعل السياسيين الغربيين الذين فضلوا الصواب الأخلاقي على واقع إيجاد حل عندما أرسلوا أسلحة بدلا من ذلك. ويخلص فان دام إلى أن هذا الوضع كان مشابها لذاك الذي كان عام 1991 “عندما شجعت الولايات المتحدة وغيرها المجتمع الشيعي على التظاهر ضد صدام حسين.. ولكن لم تفعل شيئا لمساعدتهم عندما قٌمعت انتفاضتهم دمويا”. والجميع يعلم ما حدث بعد ذلك

صحيفة اللوموند الفرنسية نشرت مقابلة مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، قال فيها أنه لا يوجد أمام بشار الأسد أي خيار سوى الرحيل.

واضاف الحريري فكرته، قائلا إن النظام لا يسيطر على الأراضي الخاضعة له، بل تسيطر عليها في حقيقة الأمر روسيا وإيران، أما دمشق فتتظاهر فقط بأنها تسيطر.

عواصم ـ راديو الكل ـ تقرير

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى