القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ راديو الكل

يرى سلامة كيلة في مقال له في العربي الجديد أن الشكلانية التي تحكم النظر لا تصل إلى رؤية أن الشعب هو الذي فجّر الثورة، وسيستمر بها على الرغم من كل التآمر عليه من كل الأطراف، وفي مجلة نيوزيوك الأمريكية يقول فراس حنوش: إن “المصالحة الوطنية” تعبير يستخدم للإشارة إلى العودة إلى حكم آلة رئيس النظام القاتلة، وفي صحيفة الحياة كتب فايز سارة إن هدف مليشيات حزب من خلال معركة الجرود لم يكن كشف مصير ضحايا «داعش» من اللبنانيين بل واجهة اختفت وراءها أهدافه الحقيقية.

في العربي الجديد كتب سلامة كيلة إن الأخبار كلها تتمركز حول بقاء الأسد الذي ظهر أنه انتصر، فعربياً تنفتح الخطوط مع النظام، ليس من أحزاب باتت تنشط من أجل الضغط على نظمها لإعادة العلاقات، بل إن نظماً باتت تعلن ذلك، يسعى الأردن إلى فتح الحدود، حيث يظهر شَرَهاً في تصدير السلع إلى سورية، والسعودية تمهّد لإقرار قبول النظام. باختصار، هناك نشاط محموم من أجل تتويج بشار الأسد منتصراً.

وفيما يخص المعارضة قال كيلة: إنه جيد التمسك برحيل الأسد، وجلبه إلى المحاكم الدولية، لكن ليس جيداً التمسّك بالمفاوضات، وتكرار موقف بات من الماضي، هذا لا يعني التخلي عن رحيل الأسد، بل يعني التخلي عن المفاوضات التي تسير نحو أن تصبح منصة موسكو قائدتها، وربما التكتيك الصحيح الآن أن يطرح الوفد المفاوض قبول قدري جميل رئيساً في المرحلة الانتقالية، بدل بشار الأسد.

هذا تكتيك وفق الوضع القائم الذي نشأ عن جرائم ارتكبتها مجموعات مسلحة كثيرة، أما الثورة فستستمر على الرغم من أن الشكلانية التي تحكم النظر لا تصل إلى رؤية أن الشعب هو الذي فجّر الثورة، وسيستمر بها على الرغم من كل التآمر عليه من جميع الأطراف.

في مجلة نيوزويك الأمريكية كتب فراس حنوش إن العامين الماضيين شهدا عدداً كبيراً من التسويات المخادِعة بين النظام والمعارضة، وهي التي يصفها النظام بأنها اتفاقات “المصالحات الوطنية” التي تقود الجانبين إلى حلول وسط تخلصهما من معارك الاستنزاف الوجودي.

وأضاف الكاتب أنه لتحقيق هذه التسويات فإنه ينبغي الدخول فيها بحسن نية، لكن مصطلح “المصالحة الوطنية” في سوريا يستخدم للإشارة إلى العودة إلى حكم آلة رئيس النظام القاتلة. وأشار إلى أنه يتم غالباً فرض هذه الاتفاقات بعد قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة وحصارها وتجويع الأهالي.

واستدرك بأن نظام الأسد يرتكب جرائم الحرب وأنه يرى أنه يمارس سلطاته كدولة ذات سيادة في مواجهة مجموعات خارجة على القانون، الأمر الذي أسهم في جعل هذه المصالحات تجري بصورة هزلية.

وانتقد الكاتب سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في سوريا التي لا تزيد على تركيزه على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، دون وجود خطة لإعادة إعمار المناطق التي تتم استعادتها من سيطرة التنظيم.

وأشار إلى أن  هذه الأوضاع كلها تؤدي نهاية المطاف إلى أن يفرض النظام وحلفاؤه حلولهم العسكرية على الأرض في سوريا.

من جانبها نشرت صحيفة “لاكروا” الفرنسية تقريراً، تحدثت فيه عن ملامح مرحلة ما بعد تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق، فضلاً عن تغير موازين القوى في المنطقة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21”: إن تراجع عناصر داعش في سوريا والعراق فتح الطريق أمام محاولة تغيير موازين القوى في المنطقة.

وأضافت أنه “في الواقع، لا تُنبئ هزيمة هذا التنظيم في معاقله بانفراج الأزمة، حيث توشك معارك أخرى، سياسية وليست عسكرية، على الاندلاع بهدف تقسيم السلطة في المناطق المحررة من المتطرفين، فقد غذت عمليات استرجاع هذه الأراضي طموحات قديمة للحكم والسيطرة، الأمر الذي منع عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل تدخل هذه المنظمة الإرهابية”.

في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، كتب فلاديمير موخين إن القيادة العسكرية الروسية بدأت توسيع مهمّاتها في سوريا، حيث اضطلعت وحدات وزارة الدفاع مؤخراً بدور قوات حفظ السلام الرئيسة في سوريا، والقيام بمهام تنظيمية وسياسية على نطاق واسع في مناطق “تخفيف التصعيد”.

وبحسب الكاتب فإن تلك الوظائف تتعلق بتشكيل هيئات تكون بمنزلة سلطات جديدة في البلاد، بمشاركة قوى معتدلة من المعارضة السورية على الأرض، ويتم تنظيم عمل أولئك بالتنسيق مع المركز الروسي للمصالحة في قاعدة حميميم الجوية في الساحل السوري.

ورأى الكاتب أن تركيا تتصرف تصرفاً تخريبياً في الشمال السوري، وهذا الأمر دفع روسيا إلى تعزيز الجيب الكردي في عفرين، على الحدود مع تركيا، مع استمرار الجيش التركي باستهداف المنطقة ووجود معلومات تفيد باستعداد أنقرة “لاحتلال هذه الأراضي”.

في صحيفة الحياة كتب فايز سارة عن معركة الجرود اللبنانية إن كل ما قيل عن هدف الحزب في كشف مصير ضحايا «داعش» من اللبنانيين بمن فيهم قتلى الحزب، لم يكن سوى واجهة اختفت وراءها أهداف الحزب الحقيقية من معركة كان احتمال «النصر» فيها محسوماً منذ وقت، لكنه كان مؤجلاً لغاية في «نفس يعقوب»، وهي تحقيق أفضل الشروط والأهداف لخدمة استراتيجية الحزب في البعدين السوري واللبناني.

و كتب ميشيل كيلو تحت عنوان “مابعد جبهة النصرة ليس كما قبلها” .. إن الثورة السورية ستنتصر بمقدار ما تمنع ظهور إرهابيين في صفوفها، وتضفي طابعاً مدنياً على مؤسساتها، فيكون القانون للقانونيين، وتكون المحاكم للقضاة، والمواقع المدنية للمحامين والإداريين، والحرب والقيادة للمؤهلين وذوي الخبرة من ضباط الجيش المنشقين… إلخ.

وأضاف نحن أمام نهاية مرحلة وبداية أخرى، مختلفة جذرياً عنها في منطلقاتها ووسائلها وأهدافها، فإما أن نتعامل معها بهذا المنطلق، ونخرجها من عوالق الفساد والتمذهب ومستحاثاتهما التي شوهتها، فتنتصر، أو أن نسمح لمن دمّروا سوريا وشعبها وثورتها باستعادة دورهم الذي سبق لهم أن وضعوه في خدمة الأسدية، بينما أمعنوا في سفك دماء السوريين، ومحاربة حلمهم بالحرية، وبدولة ديمقراطية تكون لهم جميعهم. لقد أنقذ هؤلاء الأسد بالأمس، فهل نسمح لهم بإنقاذه من جديد، أم نقتلعهم من جذورهم فنرتاح ونريح؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى