ملفات القضية السورية وجولة في الصحف العربية والأجنبية

استمع الآن

عواصم ـ راديو الكل

أن تنتصر إيران في الحرب الدائرة في سوريا يعرضنا إلى مصير أكثر بؤساً مما كابدناه من داعش ..رؤية عبر عنها حازم الأمين في مقال له في صحيفة الحياة، ولا يبتعد خيرالله خيرالله عن هذا الطرح لكنه يقول: إن “حزب الله” يريد الرهان على نظام انتهى وربط مستقبل بلده به وسوريا صارت تحت خمس وصايات على الأقل، وفي صحيفة معاريف الإسرائيلية مقال يعبر عن احتفاء بما تسميه الصحيفة انتصار الأسد، واللوموند الفرنسية تتحدث عن إعادة الإعمار وتقول: إن الغرب يرى أن الذي دمر سوريا يتحتم عليه إعادة إعمارها، مشيرة إلى روسيا وإيران.

ففي صحيفة الحياة كتب حازم الأمين تحت عنوان “في معنى أن تنتصر طهران”: لم تكن الحرب يوماً في إقليمنا على هذا القدر من الوضوح ومن الجلاء، إيران تخوض حربها من خلال جيوش غير إيرانية بينها الجيش العراقي وجيش النظام تساندها ثلاث مليشيات، وهي الحشد الشعبي العراقي و «حزب الله» اللبناني والمليشيات السورية المستحدثة.

وأضاف أن تنتصر طهران في هذه الحرب فهذا يعرضنا إلى مصير أكثر بؤساً مما كابدناه مع «داعش»، الأخير سيصبح ممثلاً لكل المهزومين وما أكثرهم، والمسخ لا يموت، ذاك أنه عرضة لولادة جديدة، الشروط كلها مؤمنة له، عدوه المذهبي انتصر في الحرب عليه، المدن مدمرة بالكامل، ومخيمات البؤس والجوع والمرض تمتد على مساحات شاسعة أينما اتجهت في دول الإقليم.

وقال: إيران مَن انتصر على «داعش»، وليس العقل ولا الاعتدال، في لبنان انتصر «حزب الله»، وفي سوريا انتصر بشار الأسد، وفي العراق انتصر «الحشد الشعبي»، هل من مشهد أشد دلالة على توقع ولادة المسخ مجدداً وقريباً جداً؟

لكن ما يجعل الإقامة في هذا العالم مخيفة، هو أن المسخ الجديد لا أحد بريء من ولادته، العرب الذين انكفؤوا عن الحرب عليه، والأتراك الذين فتحوا حدودهم له، و «الإمبراطورية الإيرانية» التي طالما غبطها عدو مثل «داعش» فراحت تفتح له المدن والقصبات، تمهيداً لانتصارات سهلة عليه، أما الأب الرابع فهو ذلك الانكفاء الغربي والأمريكي تحديداً، هذا الغرب لم يتعلم ما يعنيه أن تتحول الحرب على «داعش» إلى نصرٍ مذهبي، ولم يتعلم أيضاً أنه لن يكون في منأى عن هذا الاختلال الهائل.

وفي صحيفة العرب اللندنية كتب خيرالله خيرالله تحت عنوان “حلقات مفقودة في خطاب حسن نصرالله”، ثمة حلقات مفقودة عدّة في الخطاب الأخير للأمين العام لـ“حزب الله”، من أبرزها أنّه لا وجود لـ“تحرير ثان” يسعى “حزب الله” إلى إقناع اللبنانيين به بعد الصفقة التي عقدها مع “داعش” في جرود عرسال، ليقول لهم حسن نصرالله قبل ذلك ما الذي حدث بعد “التحرير الأوّل” كي يقتنع اللبنانيون بـ“التحرير الثاني”، كيف وظّف التحرير الأول، أي تحرير الجنوب، بغض النظر عن الظروف التي أحاطت به، في إبقاء لبنان “ساحة” للتجاذبات الإقليمية، بدل أن يكون بداية لمرحلة جديدة ينطلق فيها البلد في اتجاه تطوير نفسه واستعادة أبنائه الذين هاجروا إلى أقاصي الأرض.

ويضيف الكاتب أن لا مكان لبشار الأسد، في سوريا المستقبل، هذا إذا بقي شيء من سوريا التي عرفناها والتي صارت تحت خمس وصايات على الأقل، فلن ينقذ “داعش” النظام السوري، العالم الجدّي، بما في ذلك فرنسا، يعرف تماماً أن النظام السوري شريك في الإرهاب وليس في الحرب على الإرهاب، يريد “حزب الله” من اللبنانيين الرهان على نظام انتهى وربط مستقبل بلدهم بهذا النظام الذي عانى منذ اليوم الأول لقيامه من غياب أي شرعية لديه، ومن أنه جزء من مشروع مخفق اسمه حلف الأقليات ولا شيء آخر غير ذلك.

وفي صحيفة نيويورك تايمز كتب ديفيد ليشوغ تحت عنوان “هل يمكن أن تتخلى إيران عن سوريا؟” وقال: إن إيران تبدو هي الطرف المستفيد من الأحداث في سوريا، خاصة أن بشار الأسد بدا أكثر ميلاً إلى الشرق في رسم تطلعات بلاده المستقبلية، “شاكراً” إيران وروسيا وحزب الله الذين قدموا له الدعم، كما جاء في الخطاب الأخير له.

وأوضح الكاتب أن “إيران اليوم تتسيّد المشهد في سوريا وهي معادلة لا يبدو أن إسرائيل تقبل بها، فسيطرة إيران على سوريا من خلال مليشياتها تعني أن إيران ستكون على حدود إسرائيل”.

بعض الشخصيات المؤيدة لإيران داخل القيادة السورية رحبت بخطاب الأسد الأخير الذي أظهر ميلاً كبيراً نحو الشرق على حساب الغرب، بحسب الكاتب؛ “لأن العلاقات الأوثق مع إيران ستدعم وضعها السياسي والاقتصادي، في حين أن معظم النخب السياسية والعسكرية بسوريا، ومن ضمنها الأسد نفسه تشعر بالقلق من أن الاعتماد المفرط على إيران سيحدّ من مرونة سوريا، خاصة إذا ما تعلق الأمر بإعادة الإعمار بعد الحرب والتنمية الاقتصادية والعلاقات الدبلوماسية مع الغرب”.

وينقل الكاتب عن مسؤول روسي قوله: إن “السيناريو الكابوسي” بالنسبة للأسد هو أنه عندما تنتهي الحرب لن يهتم أي بلد بما سيحدث في سوريا عدا إيران، وعلى رغم ما قاله الأسد في خطابه الأخير “فإني أؤمن بأنه يريد الحفاظ على مرونته الاستراتيجية”.

ويقول ليشوغ: إنه إذا استمر تجاهل الولايات المتحدة لسوريا واستمرت روسيا في التركيز على القضايا الأمنية وتجاهل الجانب السياسي، فإن إيران ستكون مهيمنة على سوريا.

ويتابع الكاتب: “إسرائيل لن تتسامح في سيطرة إيران على سوريا؛ ومن ثم فإننا يمكن أن ننتظر حرباً سورية -إسرائيلية أو بالأحرى حرباً بين إيران وإسرائيل، وهي حرب لن تقتصر على سوريا”.

من جهتها تحدثت صحيفة معاريف الإسرائيلية عما أسمته “صمود بشار الأسد انتصار”، وقالت الصحيفة بحسب موقع جنوبية: “إنّ الرئيس السوري بشار الأسد هو الوحيد الذي استطاع أن يصمد منذ العام 2011، وعدت ذلك بمثابة انتصاره في هذا الصراع، وأنّه إذا صدق الخبراء الذين يتابعون ما يحدث في سوريا فإنّ عصر داعش قد انتهى”.

صحيفة “لوموند” الفرنسية نشرت مقال رأي للأستاذ المختص في تاريخ الشرق الأوسط بمعهد الدراسات السياسية بباريس، جان بيير فيليو، تحت عنوان “إعادة إعمار سوريا أصبحت بمثابة التجارة المربحة” قال فيه: إن نظام بشار الأسد يعد المسؤول الأول عن الدمار والخراب الذي لحق بسوريا، كما أنه يعد المستفيد الأول من عملية إعادة إعمارها.

وذكر الكاتب، في مقال ترجمه “عربي21″، أن الخسائر البشرية التي نتجت عن الصراع في سوريا، المستمر منذ ست سنوات ونصف، وصلت إلى قرابة نصف مليون قتيل في دولة يبلغ تعداد سكانها 22 مليون نسمة، وفي الأثناء، اضطر نصف سكان سوريا إلى مغادرة البلاد واللجوء إلى دول أخرى.

وبين الكاتب أن البنك الدولي قدر تكلفة الدمار الذي لحق سوريا بأربعة أضعاف ناتجها المحلي الإجمالي المسجل بتاريخ سنة 2010، ويعاني سوريان من أصل ثلاثة من الفقر المدقع، في المقابل، أعرب المستفيدون من هذه الحرب عن استعدادهم لضخ مبالغ مالية ضخمة لإعادة إعمار البلاد بما يخدم مصلحة نظام الأسد.

وأكد الكاتب أن الاتحاد الأوروبي أعلن أنه لن يشارك في عملية الإعمار إلا إذا شهدت البلاد “انتقالاً سياسياً كاملاً حقيقياً شاملاً”، وأكد الاتحاد أن “تكاليف إعادة الإعمار ينبغي أن يتحمل مسؤوليتها بصفة خاصة أولئك الذين يغذون الصراع في سوريا”.

وقال الكاتب: إن كلاً من إيران وروسيا “اللتين تُغذيان الصراع” الدائر في سوريا؛ تعملان على الدفع نحو “انتقال سياسي” يتماشى مع مطامع نظام الأسد، وفي الوقت نفسه، يشدد النظام على إعادة إعمار سوريا بما يتفق مع مصالح حلفائه، ولذا لا جدوى من محاولة إقناع الأسد بضرورة الامتثال لانتقال سياسي في البلاد؛ أي: أن زمام عملية إعادة الإعمار ستبقى بين يديه.

عواصم ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى