ديمستورا يدعو المعارضة إلى القبول بعدم انتصارها على النظام، ولافروف يأمل بإقامة منطقة تخفيف توتر في إدلب قريباً

عواصم ـ وكالات

دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان ديمستورا المعارضة إلى تقبل نتيجة الحرب بعدم انتصارها على النظام، كما دعا نظام الأسد إلى عدم إعلانه الفوز، مشدداً على وجوب التوصل إلى حل سياسي مستدام، وفي موسكو عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في التوصل إلى اتفاق لتخفيف التوتر في إدلب خلال الجولة القادمة من مفاوضات أستانة.

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان ديمستورا: إن على المعارضة السورية قبول أنها لم تنتصر في الحرب المستمرة منذ ستة أعوام ونصف العام على بشار الأسد.

ولمح ديمستورا إلى أن الحرب في سوريا انتهت تقريباً؛ لأن كثيراً من الدول شاركت فيها بالأساس لهزيمة تنظيم داعش في سوريا، ويجب أن يلي هذا فرض هدنة على مستوى البلاد قريباً.

وقال للصحفيين: ”بالنسبة للمعارضة الرسالة واضحة للغاية: إذا كنتم تخططون للفوز بالحرب فإن الحقائق تثبت أن هذا ليس هو الوضع، لذلك آن الأوان الآن للفوز بالسلام“.

ولدى سؤاله عما إذا كان يعني أن الأسد انتصر في الحرب قال ديمستورا: إن قوات النظام أحرزت تقدماً عسكرياً، لكن لا أحد يمكنه في حقيقة الأمر إعلان أنه فاز بالحرب.

وأضاف ”لا يمكن تحقيق النصر إلا إذا كان هناك حل سياسي مستدام على الأمد الطويل، وإلا فربما نرى بدلاً من الحرب، لا سمح الله، كثيراً من الصراعات الأقل شدة تستمر على مدى السنوات العشر المقبلة، ولن تروا إعادة إعمار، وهي نتيجة محزنة للغاية للفوز بحرب“.

واستطرد ”القضية هي: هل سيكون النظام  بعد تحرير دير الزور والرقة مستعداً للتفاوض بصدق وليس فقط لإعلان النصر، وهو ما نعرف وما يعرفون أنه لا يمكن إعلانه؛ لأنه لن تتوفر له مقومات الاستمرار من دون العملية السياسية“.

وأضاف ”هل ستكون المعارضة قادرة على أن تكون موحدة وواقعية بالقدر الكافي لإدراك أنها لم تفز بالحرب؟“

وعبر ديمستورا عن أمله في إطلاق مفاوضات في تشرين الأول بين النظام والمعارضة في جنيف، مشيراً إلى أهمية أن تحضر المعارضة موحّدة ومع نظرة فيها «شيء من الواقعية»، وحذّر من أن عدم توافر هذه الظروف يعني «أنه لن يكون هناك مفاوضات حقيقية، وهذا ليس من مصلحة المعارضة».

ويعتزم ديمستورا المشاركة في الجولة القادمة من مفاوضات أستانة الأسبوع المقبل والتي قال إنها يجب أن تساعد في تحديد مصير إدلب، تلك المدينة التي يسكنها مليونا شخص، والتي يزداد فيها نفوذ معارضين وصفتهم الأمم المتحدة بالإرهابيين.

وكان ديمستورا أعلن في تصريحات سابقة أن تحولات نوعية ستشهدها القضية السورية خلال الشهرين المقبلين من دون أن يحدد طبيعة هذه التغيرات، مضيفاً أن “شهر أكتوبر/تشرين الأول سيكون شهراً حاسماً في الأزمة السورية”.

من جهته عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الأربعاء عن أمله في الإعلان قريباً عن اتفاق نهائي بشأن منطقة تخفيف التوتر في إدلب السورية، مشيداً “بالتقدم في هذا المجال”.

ونقلت قناة روسيا اليوم عن لافروف، قوله خلال مشاركته في منتدى الشرق الاقتصادي بمدينة فلاديفوستوك الروسية أن التقدم في سياق الاتصالات بين الدول الضامنة (روسيا وإيران وتركيا) بشأن إقامة منطقة تخفيف التوتر في إدلب هو تقدم كبير، موضحاً أن الحديث يدور عن تنسيق مواصفات وشكل المنطقة، وكذلك عن أساليب ضمان الأمن في ريف إدلب.

وكانت الدول الضامنة اتفقت في أيار الماضي من حيث المبدأ على إقامة 4 مناطق لتخفيف التوتر في سوريا في إدلب، والغوطة الشرقية بريف دمشق، وحمص، وفي جنوبي سوريا، وإلى الآن اكتملت عملية تشكيل المناطق الثلاث في ريفي القنيطرة ودرعا، وفي الغوطة الشرقية، وفي حمص.

 وتستمر المشاورات بشأن إدلب، التي شهدت خلال الأسابيع الماضية اقتتالاً بين مختلف فصائل المعارضة وفصائل هيئة تحرير الشام، حيث اتفقت روسيا وتركيا أواخر آب الماضي على ضرورة تنشيط الجهود للتوصل لاتفاق حول منطقة “خفض تصعيد” رابعة في محافظة إدلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى