ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

استمع الآن

عواصم ـ راديو الكل

أكثر ما يرتسم لإدلب هو مصير مشابه للموصل والرقة بحسب عبد الوهاب بدر خان الذي يضيف في مقالة له في صحيفة الحياة، إن السيناريو السلمي لن يكون واقعاً إلا بتغيير النصرة سلوكها جذرياً،  وفي العرب اللندنية كتب حامد الكيلاني إن خلاصة الصفقة بين مليشيات الحرس الثوري الإيراني في لبنان وعناصر داعش الإصرار على استمرار استغفال الشعوب التي تقع ضمن جغرافيا قريبة للمشروع الإيراني، وفي صحيفة الشرق الأوسط تحدث مصطفى فحص في مقال له تحت عنوان “العراق وأولويات إيران في سوريا ولبنان” عن الغضب الذي ولدته صفقة “حزب الله النظام داعش” في بغداد.

ففي صحيفة الحياة كتب عبد الوهاب بدر خان تحت عنوان “لا سيناريو سلمياً لإدلب إلّا بتغيير «النصرة» سلوكها جذرياً” قال فيه: كانت إدلب ولا تزال هدفاً للثنائي الأسدي- الإيراني.

ويضيف لا شك في أن أكثر ما يرتسم في الأفق هو مصير مشابه للموصل والرقّة خصوصاً أن العداء الحاد لـ«النصرة» يجمع روسيا والولايات المتحدة، الأولى لأن هذ الجبهة استقطبت أعداداً كبيرة من مواطني جمهوريات وسط آسيا التابعة لها، والثانية لأنها في حرب لم تتوقف ضد «القاعدة»، لذا فإنهما لا تتصوّران حلّاً يبقي هؤلاء «القاعديين» في الخدمة أو يجعلهم مقبولين بأي صيغة.

لا شك أيضاً في أن احتمالات تجنب هذا المآل ممكنة كذلك؛ لأن «النصرة» واقعياً، على ما يقول المتفائلون، لا تشبه «داعش» على رغم أيديولوجيتها الدينية، ولا تشبه «القاعدة» كونها لم تستهدف المصالح الغربية ولم تقم بعمليات خارج سوريا حتى الآن، بل حصرت نشاطها في الصراع الداخلي متقاربة أقل أو أكثر مع فصائل معينة في المعارضة، لكنها و«داعش» متشابهان في توسّعهما على حساب «الجيش السوري الحرّ».

وأضاف أن الأسهل هو السيناريو الكارثي، ربما لأنه يناسب القوى الخارجية ولأن عناصر تبريره متوافرة، ولأن منطقي الحرب وإنهائها يستسهلان العمليات الجراحية حتى لو كانت مكلفة، فعدا الضحايا المدنيين والدمار سيكون على الجوار، أي تركيا، أن تتوقع ما يقارب المليون ونصف المليون من النازحين الجدد، ومع أن ثلاثي أستانة (روسيا وتركيا وإيران) أدرج إدلب في خطة «مناطق خفض التصعيد» إلا أن الترتيب أُقرّ قبل أن تنجز «النصرة» سيطرتها على المحافظة، صحيح أن موسكو وأنقرة تواصلان تطبيق «خفض التصعيد» محافظة إدلب، بل إن سيرغي لافروف أعلن أن الخطة ستشملها قريباً، لكن هناك شروطاً أهمها قبول الحل السياسي، ما لم تتعامل «النصرة» معه سابقاً بل رفضته.

وفي صحفية العرب كتب حامد الكيلاني تحت عنوان “الصفقة مع داعش ختمت المشروع الإيراني بالشمع الأحمر”، إن الاتفاق الأخير بين حزب الله وتنظيم داعش فتح الباب لأسئلة طالما طرحت بثقة، لكنها كانت عرضة للتأويل أو اللامبالاة من جملة الاهتمامات الدولية وتركت إلى الفراغ بإرادة دول الصف الأول، وأهمها الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

خلاصة الصفقة بين مليشيات الحرس الثوري الإيراني في لبنان وعناصر داعش الإصرار على استمرار استغفال الشعوب التي تقع ضمن جغرافيا قريبة للمشروع الإيراني وإيهامها بالحرب المذهبية والإقفال بالشمع الأحمر على عقلها أو بقايا عقلها عند بعضهم.

بمعنى آخر إنهم يقدمون لنا النصح بعدم التفكر والتفكير؛ لأننا في نظرهم “جهلة” وهذا ما عبر عنه رئيس كتلة دولة القانون في برلمان العراق وزعيم حزب الدعوة نوري المالكي.

الاتفاق المذكور دون شك سحق تماما فكرة توازن الرعب التي تبناها داعش في سياسته التي ترتكز على الترويع والصدمة والعزلة واستحالة الحوار معه والتوحش واللامبالاة بالحياة وليس له إلا الموت بالقتال أو الانتحار بالسيارات المفخخة أو الأحزمة الناسفة، لكننا رأيناهم يتواصلون ويتفقون ويبتسمون للكاميرات ويشربون الماء بارداً وبرفقتهم عائلات من نساء وأبناء وأمهات وآباء، ومع من يتفقون، أليست هذه أكبر المفاجآت؟

وفي الشرق الأوسط كتب مصطفى فحص تحت عنوان “العراق وأولويات إيران في سوريا ولبنان” أن الصفقة التي رعتها طهران بين حزب الله وتنظيم داعش بنقل مسلحي هذا التنظيم إلى منطقة دير الزور المحاذية للحدود العراقية أثارت غضباً رسمياً وشعبياً في بغداد، حيث اتهمت النخب السياسية العراقية إيران ولبنان وسوريا بالتواطؤ ضد الدولة العراقية، خصوصاً بعد أن كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن انتقال أعداد كبيرة من «داعش» إلى العراق عبر مناطق يسيطر عليها النظام.

ورأى الكاتب أن المواقف الصادرة من بغداد الرافضة للصفقة تعرقل أهداف طهران المكشوفة في إبعاد الخطر عن نظام الأسد وحزب الله، حتى لو تطلب ذلك إعادة إرباك المشهد العراقي من جديد، بعدما تمكن العراق من اجتياز المرحلة الأصعب في حربه على الإرهاب، واستعداده إلى دخول مرحلة ما بعد «داعش»، وهي نقطة التحول التي تقلق نظام دمشق ومن يدافع عنه.

فمنذ سقوط نظام البعث في العراق سنة 2003، وعلى الرغم من أن الانتخابات أنتجت نظاماً موالياً لطهران، فإن حذر دمشق المستمر كان من إمكانية توافق بين الدول الكبرى على إعادة الاستقرار إلى عراق ما بعد 2003 وسوريا ما بعد 2011 الذي يتطلب الوصول إليه قبول الأطراف الدولية والإقليمية بمعادلة التوازن الطائفي والديموغرافي بين البلدين، بحيث يصبح من الطبيعي أن يسقط نظام البعث السوري ومن المنطقي أن تصل الأغلبية السورية إلى السلطة، وهذا ما يعني سقوط حكم الأسد ومنظومته الأمنية، وانتهاء الهيمنة الإيرانية على سوريا ولبنان، وهو ما يضر بمصالح إيران الجيوسياسية التي لا تجد مانعاً من إبقاء حالة عدم الاستقرار في العراق إلى أجل غير مسمى، من أجل الحفاظ على نفوذها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى