اليوم العالمي لمحو الأمية في مخيمات النزوح واللجوء السوري

يمثل اليوم العالمي لمحو الأمية الذي يصادف اليوم الثامن من أيلول مناسبة وفرصة للحديث عن التغيرات المتعلقة بمعدلات الإلمام بالقراءة والكتابة التي تعد قضية جوهرية في المجتمع، ولا سيما أن الأوضاع السائدة في البلاد منذ أكثر من ست سنوات كان لها تأثير كبير في قطاع التعليم خاصة، ليس لجهة تدمير البنى التحتية ومنها المدارس، بل أيضاً ما شهدته البلاد من حركة نزوح ولجوء لنحو نصف السكان.

في ملفات راديو الكل حول اليوم العالمي لمحو الأمية آراء عدد من العاملين في قطاع التعليم وخصوصاً ما يتعلق بمحو الأمية والتحديات التي تواجه مشروعات المعنيين والمختصين في هذا المجال.

مدير مدرسة جسور الأمل فرع تدمر في مخيم الركبان عبد الفتاح الخالد، يشير في بداية مقابلة أجريناه معه إلى عدم وجود مدارس بشكل عام في المخيم، وإلى نقص كبير في الفريق التعليمي المؤهل وغياب الإشراف المؤسساتي المباشر من ذوي الخبرات والكفاءات.

ويبين مدير المدرسة أن نقص المدارس في المخيم استوجب إنشاء مدرسة خيمية حوت 16 موظفاً و320 طالباً، وباتت منظمة اليونيسف تدعمها بالقرطاسية ولوازم التدريس، مشيراً إلى وجود مشروعات لبناء مدارس أخرى داخل المخيم.

ويضيف عبد الفتاح الخالد أن ما بين 15 و 20 ألف طالب لم يلتحقوا بالمدارس إثر رفض أهاليهم الفكرة بعد معايشتهم حالة نفسية تسببت بها الحرب.

وحول المنهاج التعليمي في المدرسة قال الخالد: المنهاج مبسط ويعتمد على ذاكرة المدرسين السابقين، حيث تم وضع خطة دراسية تكون سهلة الفهم على الأطفال.

وأشار إلى وجود شريحيتين من الطلاب يصعب التعامل معها، الفاقد لذويه “الأيتام” والمتعرضين لصدمات نفسية بسبب الحرب، ويكون دور المعلم في الحالتين تربوياً وتعليمياً.

من جانبها وصفت “راوية الأسود” رئيسة منظمة سوريات للتعليم وعضو مؤسسة سوريات عبر الحدود، الواقع التعليمي في مخيمات النزوح في الداخل السوري بالمرعب والخطير جداً، خاصة بالنسبة لجيل الأطفال الجديد.

وأشارت “الأسود” في اتصال هاتفي مع راديو الكل إلى أن وضع الأطفال في مخيمات النزوح صعب جداً، مرجعةً سبب ذلك إلى عدم شعور الطفل بالأمان، يضاف إلى ذلك غياب الشعور بدفء الأسرة وحنانها.

ولفتت “الأسود” إلى الاختلاف الواضح بين الواقع التعليمي في مخيمات النزوح، عما هو عليه في مناطق اللجوء، مبينةً أن هناك نسبة تسرب كبيرة لأطفال اللاجئين السوريين عن المدارس الموجودة في بلدان اللجوء، تصل إلى حدود 60%.

وتحاول بعض الدول بحسب “الأسود” استيعاب العدد الكبير من الأطفال والعمل على إعادة تأهيلهم وإعادة ضمهم للمدارس، إلا أن الموضوع يحتاج إلى كثير من المقومات الأساسية لإعادة تأهيل الأطفال ممن هم في عمر تسع سنوات وعشر سنوات ومازالوا بعيدين عن المدرسة، مؤكدة أنهم في حاجة لبرامج مخصصة من أجل إعادة تأهيلهم النفسي ضمن برامج مخصصة لهذا النوع من الأطفال المتسربين عن المدرسة.

وشددّت مسؤولة المنظمة على أن الدعم النفسي من أهم الاحتياجات سواء في مخيمات الداخل او الخارج، مضيفةً أن الدعم النفسي للأطفال هو العنصر الأساسي الذي لا بد من أن يسبق التعليم، نظراً إلى الظروف الصعبة التي يمر بها الأطفال.

وتركز منظمة “سوريات للتعليم” جهودها في الداخل السوري، كون معظم المنظمات الأممية وجهت اهتمامها إلى مخيمات اللجوء في الخارج، في حين أن التركيز ضعيف تجاه مخيمات النزوح، بحسب “الأسود”.

وتعمل المنظمة ذاتها على دعم التعليم في مخيمات ريف اللاذقية منذ أكثر من 3 سنوات، إلا أن عملها يواجه صعوبات عدة أهمها استمرار موجات النزوح من مكان إلى آخر، ما يضطرهم لتغيير مكان العمل، الأمر الذي ينعكس على الأطفال في سن الدراسة، كون ذلك الأمر يؤدي إلى تشتتهم، بسبب عدم الاستقرار عموماً ولاسيما على الصعيدين “العائلي والنفسي”.

من جانبها قالت مرداي العيسى مديرة جمعية المرأة السورية للتنمية في القنيطرة: إن الجمعية أقامت عدة دورات تتعلق بمحو الأمية للنساء خاصة.

وأوضحت العيسى في مقابلة مع راديو الكل أن الدورة الأخيرة التي أقامتها الجميعة انضم إليها نحو ثلاثة وعشرين امرأة.

وقالت: إنه كان هناك إقبال جيد على الدورة وغالبية المنتسبات إليها هن أمهات وجدات.

وأضافت أن معظم المنتسبات يطالبن بالانتقال إلى مستويات متقدمة بعد اجتيازهن مرحلة المستوى الأول المتلعق بتعلم الأرقام والأحرف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى